في ديوانها الأخير «لا حزن لي الآن» .. فاتحة مرشيد تتعافى من داء الحياة

صدر عن المركز الثقافي للكتاب، بيروت /الدار البيضاء 2023، ديوان شعري جديد للشاعرة والروائية فاتحة مرشيد تحت عنوان «لا حزن لي الآن»، في طبعة أنيقة من الحجم المتوسط.
يضم الديوان قصيدة واحدة تأملية، كُتبت خلال الحجر الصحي والعزلة الاضطرارية التي فرضتها ظروف الوباء. فجاءت بمثابة حوار صادق مع الذات وصوتها الداخلي الذي تسرب إليه الوعي بهشاشة الكائن.. صوت يباغت بنبرته الفلسفية العميقة أمام سؤال الوجود وسلطة المجهول.
تتخلل شذرات القصيدة لوحات/حروفيات من إبداع الخطاط والفنان التشكيلي حميد الخربوشي، يُعبّر فيها الخط العربي، بجمالية وانسجام مع جسد النص، عن معاناة الذات المبدعة وقلقها الوجودي.
ديوان «لا حزن لي الآن»، هو العمل الشعري التاسع في مسار الشاعرة والروائية فاتحة مرشيد الفائزة بجائزة المغرب للشعر لسنة 2010.
بعد دواوينها: (شرارة من الهناك) 2017، (إنزع عنّي الخطى) 2015، (ما لم يقل بيننا) 2010، (آخر الطريق أوله) 2009، (تعال نُمطر) 2006، (أي سواد تُخفي يا قوس قزح) 2006، (ورق عاشق) 2003، و(إيماءات) 2002.
وقد صدرت لها سنة 2020 مختارات من دواوينها السابقة تحت عنوان «حميمية الغيم» ، باللغتين العربية والانجليزية (الترجمة لنور الدين الزويتني) عن المركز الثقافي للكتاب.
جدير بالذكر بأن الأديبة فاتحة مرشيد قد أصدرت في القصة: «لأن الحب لا يكفي» (2017)، والروايات التالية: «لحظات لا غير» (2007)، «مخالب المتعة»(2009)، «الملهمات»(2011)، «الحق في الرحيل»(2013)، «التوأم»(2016)، «انعتاق الرغبة»(2019)، و»نقطة الانحدار»(2022).
نقرأ من الديوان:
«أيتها النفس
المجبُولة من طينَة الحالمين
مثلهم
لكِ الخيبات مُدَّخرة
كلّما حفرتِ أعمق
تفتّتت اليقينيات
كفاك طوافاً حول الجُنون
فلا من قداسةٍ في الجحيم
……….
بصرخة منكِ
وقّعت مسودة التاريخ
ابتلعتِها رويداً رويداً
كما يَبتلعُ النّور
القبْو المُعتم
أدركتِ قسْراً
أن لا معنى للحياة
غير الذي نمنحُها
ولا حقيقة
سوى التي نُسمّيها
……….
أيّتها النّفسُ اللاَّ مُطمئنة
يا من تعشقُ في الأرواح
شروخها
وترتدي الأخطاء تاجاً
لكبرياء الحقيقة ثقل
لن يحمله عنكِ أحد
ليس حتما أن نُوجِع لكي نُشفى
ولا أن نَفهم لكي نُحِب».


بتاريخ : 23/05/2023