حلت يوم الجمعة 26 أكتوبر 2018، الذكرى 44 لرحيل الفنان الكبير، المرحوم بوجمعة أحكور (بوجميع) أحد مؤسسي وأبرز أفراد المجموعة الغنائية المتميزة،ناس الغيوان، ومع استحضار روحه وعطائه، نتوقف عند هذه المجموعة التي عانقت الحياة مع مطلع سبعينيات القرن الماضي، في ظرف خاص من تاريخ المغرب المستقل (هزات ومخاض.. ) إلى جانب مجموعات أخرى(جيل جيلالة، لمشاهب، تكادة.. )
ناس الغيوان خرجت من رحم مسرح الصديقي، عاشت فترات زاهية، ونجحت في خلق نمط جديد للأغنية الشعبية، وأسست أسلوبا فنيا مغايرا لما هو سائد في السابق، أغانيهاالخالدة التصقت باﻹنسان المغربي التواق للحرية و العيش الكريم..، ولازالت ترن في آذان جيل ذلك الزمن واللاحق، وترمز لزمن راق، وأضحت المجموعة تاريخا وتراثا قائم الذات.
كان صوت بوجميع رنانا، صداحا، إلا أن القدر كان له رأي آخر، حيث لم يقض وسط المجموعة إلا وقتا قصيرا، إذ رحل سنة 1974، وهو فقط في ربيعه الثلاثين، لتحول بذلك المنية دون تحقيق طموحه، حيث كان بإمكانه الدفع بالغناء الغيواني إلى اﻷمام أكثر، ورغم ذلك نقش اسمه بأحرف بارزة..، كان ملما بالثقافة الشعبية، عرف بكفاءته الفنية، حمل ثقافة الحي المحمدي، معقل الفن، والرياضة والكفاح الوطني ضد المستعمر..، كان فنانا بكل معاني الكلمة، مسرحيا، مبدعا، صادقا، عبقريا، ذا صوت رائع، كاتب كلمات، أصيلا، طائرا نادرا، وكان يتمتع بشعبية كبيرة، أحبه الجمهور بقوة، ﻷنه كان يطربه رفقة المجموعة.
أغاني الغيوان الخالدة، أطربت الملايين من عشاق الفن اﻷصيل، داخل الوطن وخارجه، أغاني كانت ذات تعبيرات مختلفة، وتناولت العديد من المواضيع، من بينها تلك الخاصة باﻷوضاع المعيشة، من حصار، وقهر ومعاناة، هموم الناس، وهذه بعض النماذج،
كلبي جان بين يدين الحداد *** حداد مايحن مايشفق عليه
ينزل ضربة عل الضربة *** وإلى برد زاد النار عليه.
*** *** ***
فين غادي بيا خويا *** فين غادي بيا
دقة تابعة دقة *** شكون يحد الباس
— — ——
ماهموني غير الرجال إلى ضاعو لحيوط إلى رابو كلها يبني دار
ماهولوني غير الصبيان مرضو وجاعو والغرس إلى سقط نوضو نغرسو أشجار.
*** ***
مهمومة ياخيي مهمومة مهمومة هاد الدنيا مهمومة
فيها النفوس ولا ت مضيومة *** ولى بنادم عباد اللومة،،،،،،،،
*** ***
وسيبقى بوجميع عنوان الزمن للفن الراقي