من بين القضايا التي طالما استأثرت بالاهتمام داخل جغرافية إقليم تارودانت، سواء بين منتخبي الجماعات المحلية أو البرلمان بغرفتيه، أو وسط التداول الجمعوي، تلك المتمثلة في تطلع سكان العديد من الجماعات القروية المتقاربة إلى خلق عمالات جديدة بالإقليم، اعتمادا على مبررات عديدة منها « شساعة الإقليم ترابيا، وكثرة جماعاته المحلية 89 جماعة محلية (سبع جماعات حضرية و82 جماعة قروية)،زيادة على بعد المسافة الفاصلة بين هذه الجماعات ومقر عمالة الإقليم، وكون معظم الجماعات القروية تعاني من التهميش والفقر وقلة الخدمات، ومن المسالك الجبلية الوعرة» لذلك كثر الطلب، في أكثر من مناسبة، من أجل تقسيم الإقليم إلى ثلاث عمالات: عمالة تارودانت، عمالة تالوين، عمالة أولاد تايمة.
وفي سياق هذا المطلب، وجهت مؤخرا 16 جماعة محلية (جماعة حضرية واحدة و15 جماعة قروية) ملتمسا إلى وزير الداخلية من أجل إحداث عمالة تالوين تضم ترابيا كلا من الجماعة الحضرية لتالوين والجماعات القروية التالية: أساكي، زاكموزن، تزكزاوين، أزرار، تاسوسفي، سيدي احساين، أسايس، أكاديرملول، تسراس، اوزيوة، اكيدي، أهل تفنوت، تبقال، اسكاون، تاويالت»، مبررة ذلك «بوجود حاجة اجتماعية كبيرة بهذا الخصوص والناتجة عن بعد جماعات هذه الدائرة عن عمالة إقليم تارودانت بمسافة كبيرة تتراوح ما بين 180 و220 كلم (حسب أطراف منطقة تالوين) و«هذا البعد،تضيف الرسالة، يمثل عقبة حقيقية أمام الراغبين في قضاء أغراض استشفائية وقضائية وضرائبية وإدارية مختلفة على صعيد الإدارات والمصالح الإجتماعية المتمركزة حصرا بمدينة تارودانت»، زيادة على «كون إقليم تارودانت يتكون من عدد كبير من الجماعات، مما أدى إلى ضعف خدمات هذا الإقليم تجاه الجماعات المكونة له وعدم إنصافها في ذلك،إضافة إلى كون الجماعات الموقعة على ملتمس إحداث عمالة بتالوين تتميز بوجود تجانس اجتماعي وتاريخ مشترك بين المناطق الموجودة حول دائرة تالوين، ومع ذلك تم إهمالها بحيث لم يؤخذ هذا الجانب بعين الإعتبار في التقسيم الإداري الحالي (أقايغان – أولوز).
وجاء في الرسالة، التي حصلنا على نسخة منها، “ أن المعطى الطبيعي المتنوع يجعل من تالوين والمناطق المجاورة وحدة طبيعية متميزة (منطقة جبلية مائة في المائة) مثل قيادات: أسكاون، وسكتانة وأوزيوة. ومنطقة شبه منبسطة بضفتي وداي زاكموزن: بلدية تالوين وجماعة أساكي، فهذا التنوع الجغرافي والطبيعي يجعل من هذه المنطقة وحدة سياحية جذابة ومتميزة وغنية». «كما أن مدينة تالوين تمثل مركزا اقتصاديا مهما تؤمه ساكنة كبيرة من مناطق مختلفة ومجاورة (أولوز، أولاد برحيل، تزناخت، ورزازات…) وتمثل أيضا مركزا عقاريا كبيرا يجلب بشكل مستمر استثمارات ساكنة المناطق المجاورة له»، تقول الرسالة، مضيفة «أن المنطقة تتوفرعلى مؤهلات طبيعية وبشرية كبيرة» دون إغفال «أهمية الخصائص الأيكوسياحية للمنطقة والمرتبطة بتعدد المنظومات البيئية والممتدة بين سلستي جبال الأطلس الكبير والصغير، وتعرف تنوعا كبيرا يتوزع بين المنظومات الجبلية والصحراوية وضفاف الوادي. وأهمية المنتوجات الفلاحية المتنوعة التي تزخر بها المنطقة ونذكر منها إنتاج مادة الزعفران الحر، أشجار الزيتون واللوز وأركَان والنخيل. وأهمية الموارد البشرية في المنطقة من أبرزها وجود كثافة سكانية تناهز140 ألف نسمة، وجود مجتمع مدني مهيكل ومنظم، وجود جالية كبيرة نشيطة بالخارج، وهي تعتبر من الفئات الأكثر تضررا من التقسيم الإداري الحالي».
«كل هذه المؤهلات، يمكن أن تستثمر بشكل جيد وأفضل في إطار تقسيم إداري مناسب يجعل من تالوين عمالة لإقليم جديد يأخذ بعين الإعتبار المعطيات الطبيعية والفلاحية والسياحية والبشرية المشار إليها أعلاه» تختم الرسالة.