في سباتة، السالمية، الألفة وغيرها .. ظهور عقارب وأفاعي يقلق مواطنين ودعوات لتدخل المصالح المختصة لحماية السكان

في ظرف أسبوع واحد، تداول العشرات من المواطنين صورا وتسجيلات بالفيديو توثق لظهور عقارب سوداء سامة وأفاعي مختلفة الأنواع داخل منازلهم وبالمحيط المجاور لها، معبرين عن تخوفهم وقلقهم من هذا الزحف غير المتوقع الذي ينطوي على مخاطر عديدة تتهدد سلامتهم هم وأسرهم، صغارا وكبارا.
وكشف عدد من المواطنين كيف أن بعضهم وحين كان يهمّ بالدخول إلى شقته وجد أفعى بين الأحذية الموضوعة أمام الباب، في حين عثر آخرون على عقارب بداخل المنازل وخارجها. وكشف المعنيون، ومنهم قاطنون بتراب مقاطعة سباتة وعلى مستوى حي السالمية وكذا ببوسكورة، كيف أن الأمر لا يتعلق بحالة معزولة وإنما بحالات تكررت أكثر من مرة، وهو ما يعني بأن خطر التعرض لتهديد مباشر من هذه العقارب والأفاعي يبقى قائما في كل لحظة وحين.
ودعا عدد من المعنيين في تصريحات للجريدة، المصالح المختصة في جماعة الدارالبيضاء ومعها باقي المجالس المعنية إلى تفعيل مهام «حفظ الصحة»، وتنزيل المادة 100 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات الترابية في الشق المرتبط بصلاحيات الشرطة الإدارية الموكولة لرؤساء المجالس، وضمنها ما يخص مهام حفظ الصحة، وحث مصالح شركة «كازا بيئة» للتدخل من أجل تعقيم العقارات المهجورة والبقع الفارغة والمستودعات العشوائية التي أغلقت أبوابها لعشرات السنوات، التي تحوّل عدد منها إلى أطلال في مختلف أحياء مدينة الدارالبيضاء، والتي استوطنتها كل أنواع القوارض والحشرات، إلى جانب الاهتمام بأوراش التعمير الحديثة التي تمتد مجاليا لتشمل أماكن جديدة في تراب الدارالبيضاء، والتي كانت إلى وقت قريب عبارة عن أراض فلاحية.
وعرفت أحياء بالألفة وأناسي هي الأخرى إلى وقت قريب نفس الظاهرة المتعلقة بظهور زواحف سامة، الأمر الذي يرى الكثير من الفاعلين سواء في المجال الصحي أو في الشأن المحلي، على أنه يجب التعامل معه بكل جدية ومسؤولية، وبرمجة تدخلات ميدانية منظمة، تشمل كل المناطق التي يمكن أن تشكّل بيئة «حاضنة» لهاته الزواحف وأن تتحول إلى أوكار تتكاثر فيها، ثم تنتقل منها إلى المنازل المجاورة فتتسبب في مشاكل قد تختلف تداعياتها في غفلة من الجميع؟
يذكر على أن هذا الإشكال قد شكّل في وقت سابق موضوع أسئلة برلمانية، سواء تعلق الأمر ببعض مناطق الدارالبيضاء كالألفة نموذجا، أو على مستوى مجالات ترابية أخرى، التي نبّهت إلى تداعيات انتشار المستنقعات والأحواض المائية وتكاثر تلال النفايات الهامدة، التي تتحول إلى فضاء لتكاثر الثعابين والعقارب، مطالبة باتخاذ التدابير الضرورية العاجلة لمعالجة هذا الوضع الذي ينطوي على مخاطر كبيرة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 28/10/2024