في سياق حضور « التوجيه الديني » في الحرب ضد كورونا .. «منبر الجمعة» يشيد بجهود الأطباء والممرضين ويحذر من تبعات «وصفات» بائعي الأوهام والدجالين

 

« لاتنبغي الاستهانة بالجهود المضنية التي يبذلها الأطباء والممرضون من أجل حماية صحة المواطنين ، وجعلها في مأمن من ضربات الوباء «، « إن هؤلاء يضحون بالغالي والنفيس في سبيل إنقاذ الآخرين، لدرجة أن عددا منهم فقدوا حياتهم وهم يؤدون واجبهم المهني بكل تفان»، « هؤلاء يستحقون منا التوقير والتقدير اللازمين بالنظر لجسامة تضحياتهم المتواصلة»… هذه بعض الخلاصات التي يخرج بها المنصت لمضمون خطبة الجمعة المنصرمة « يوم 11 دجنبر 2020» بمسجد «ساحة آل ياسر « بالدارالبيضاء ، والمؤشرة على استمرار انخراط «التوجيه الديني» في التعبئة العامة ضد وباء «كوفيد- 19 «، بالنظر لما له من خصوصية وسلاسة النفاذية في النفوس.
خطبة بقدر ما أشادت بعطاءات «المخلصين والمخلصات» المنتمين ل «قطاع الصحة «، لنبل مسؤوليتهم « الثقيلة « ، بمختلف التخصصات والأدوار المنوطة بكل واحد منهم ، مذكرة بضرورة إيلائهم «الرعاية الفضلى» المستحقة لهم جزاء لمهامهم السامية داخل المجتمع ، حذرت ، بالموازاة ، من تداعيات الوقوع في شباك « المدعين والدجالين وبائعي الأوهام» والذين باتوا يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ل «المتاجرة بمآسي الناس، وادعاء امتلاك ناصية التطبيب ووصفات الشفاء من كل الأسقام والعلل « ، داعية إلى التسلح بالحيطة والحذر و العمل على فضح «المتطاولين» على مهنة ذات فرادة خاصة لا تحتمل أي خدش أو مساس كيفما كانت تجلياته ، لما لذلك من تداعيات تهدد «الأمن الصحي « للفرد والجماعة.
دخول «منبر الجمعة « على خط «الحرب الضروس « ضد كورونا ، ليس بالأمر الجديد ، بالنظر لتفاعله الدائم، بهذا الشكل أو ذاك ، مع مختلف «المستجدات المجتمعية» المتسارعة ، كما أنه ينضاف إلى الانخراط الملحوظ للمجالس العلمية المحلية ، على امتداد جغرافية الجهات ال 12 ، عقب إصدار الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، في وقت سابق ، لمذكرة بشأن « تعزيز اليقظة « ، وذلك من خلال حملات التوعية والتحسيس بخطورة الداء، استنادا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الحفاظ على صحة الإنسان، و الدعوة إلى إلزامية التقيد بالتدابير الوقائية وارتداء الكمامات واحترام التباعد الجسدي وغسل وتعقيم اليدين بشكل منتظم، مع التأكيد على أن الدين الإسلامي يدعو إلى « الحفاظ على الصحة وعدم إلحاق الأذى بالآخرين» ، ومن ثم فإن « الاحتراز من الوباء يبقى واجبا عينيا «.
انخراط «التوجيه الديني « في أجواء التعبئة العامة ، ارتدى ، أيضا ، لبوس التنسيق مع مختلف الجهات المسؤولة، أمنية ، صحية وتعليمية …، والمترجم ميدانيا من خلال تأطير فقرات للتوعية وتنظيم لقاءات تواصلية على مستوى المدارس الابتدائية والمؤسسات الإعدادية والتأهيلية والجامعات .. من قبل عدد من الأئمة والوعاظ والمرشدين والمرشدات، إلى جانب الحضور المتواصل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وتوزيع المطويات التحسيسية على المساجد المفتوحة في وجه المصلين.


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 18/12/2020