في‮ ‬شهادة بمناسبة تكريم أمينة الصيباري‮ ‬في‮ ‬مهرجان سوس الدولي‮ ‬للفيلم القصير بأيت ملول

 

عبدالخالق بلعربي‮ : ‬التكريم هو احتفاء بمسار وبقيمة وبامرأة تشبه المستقبل الذي‮ ‬نحلم به

 

تم تكريم‮ ‬الأستاذة‮ ‬والناقدة السينمائية أمينة الصيباري‮ ‬في‮ ‬حفل افتتاح مهرجان سوس للفيلم الدولي‮ ‬القصير بأيت ملول،‮ ‬قدم عبد الخالق بلعربي‮ ‬،‮ ‬رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية شهادة‮ ‬في‮ ‬حق الأستاذة أمينة الصيباري،‮ ‬وفيما‮ ‬يلي‮ ‬نصها‮ ‬‮ .‬
مساء الوفاء،
ومساء الكلمة التي‮ ‬تقال بصدق وتصيب المعنى‮.‬
أمينة الصيباري‮ ‬ليست فقط اسما في‮ ‬لائحة الأصدقاء والصديقات،
هي‮ ‬امرأة حملت معنا ثقل المسؤولية في‮ ‬تسيير جمعية وطنية تعنى بثقافة الصورة،‮ ‬عبر نواد سينمائية تعمل على نشر الوعي‮ ‬الجمالي‮ ‬والبصري‮ ‬في‮ ‬مجتمعنا منذ‮ ‬2012‮.‬
لكن ما فعلته أمينة‮ ‬يتجاوز الأدوار الرسمية في‮ ‬المكتب الجامعي‮.‬
كانت دائما السند حين نحتاجها،‮ ‬والرفيقة حين‮ ‬يضيق بنا الطريق،‮ ‬والبوصلة حين نضيع الاتجاه‮.‬
أمينة فوق هذا‮ ‬،‮ ‬شاعرة‮ ‬تكتب بلغة فيها من الضوء أكثر مما فيها من الحبر،وروائية‮ ‬تصوغ‮ ‬الواقع بلغة تنصف الإنسان،الأم التي‮ ‬تربي‮ ‬بحنان،‮ ‬وتدبر شؤون البيت كما لو أنها تخطط لقصيدة،
والإنسانة التي‮ ‬تشارك لحظات حياتها اليومية ببساطة،‮ ‬وصدق،‮ ‬ودفء،عبر صفحتها الفايسبوكية‮ ‬،
فتضحكنا تارة،‮ ‬وتبكينا تارة،‮ ‬وتجبرنا على التفكير كثيرا‮… ‬فينا،‮ ‬وفي‮ ‬العالم من حولنا‮.‬
إنها صوت من لا صوت له،
وامرأة لا تتردد في‮ ‬الوقوف إلى جانب من‮ ‬يحتاج‮.‬
تصعد الجبل لو لزم الأمر،
تتحدى الجغرافيا وقسوة الطبيعة،‮ ‬لا لشيء إلا لتمنح دفئها لأسرة تعيش في‮ ‬الهامش،
وتعيد بذلك تعريف‮ “‬الالتزام‮” ‬و”الإنسانية‮” ‬في‮ ‬أبهى صورهما‮.‬
ولأنها تؤمن بأن الثقافة جسر للكرامة،‮ ‬وأن الكلمة قادرة على منح الأمل حيث لا‮ ‬ينتظر،
نجدها تنظم حفلات للقراءة وتوقيع الكتب داخل السجون،
ليس لمجرد فعل ثقافي،‮ ‬بل لفعل إنساني‮ ‬عميق‮…‬
تمنح من خلاله للنزلاء لحظة إنصات واعتراف،‮ ‬وتحاول،‮ ‬بكل تواضع،‮ ‬أن تعيد المعنى إلى أماكن‮ ‬غالبا ما تنسى‮.‬
إنها تساهم في‮ ‬أنسنة السجن،‮ ‬وتؤمن أن لا أحد خارج دائرة الحياة والحق في‮ ‬الأمل‮.‬
لها حضور قوي،‮ ‬لكنه لا‮ ‬يحتاج ضجيجا‮.‬
ولها حدس نادر،‮ ‬يجعلها تعرف من‮ ‬يشبهها ومن‮ ‬يناسبها،
تضع الناس في‮ ‬أمكنتهم دون أن تجرح،‮ ‬وتبني‮ ‬جسور المحبة دون أن تتنازل عن مواقفها‮.‬
ولأنها كذلك،‮ ‬لا‮ ‬غرابة أن تكرم اليوم في‮ ‬مهرجان آيت ملول،
لكن الحقيقة أن كل من عرف أمينة،‮ ‬يشعر بأنه مكرم بصداقتها‮.‬
هذا الحفل اعتراف بما رأيناه فيها ولمع منها،وليس تكريما عاديا،‮ ‬بل احتفاء بمسار،‮ ‬وبقيمة،‮ ‬وبامرأة تشبه المستقبل الذي‮ ‬نحلم به‮.‬
أمينة،‮ ‬شكرا لأنك كنتِ‮ ‬دائما كما أنت‮:‬
واضحة،‮ ‬قوية،‮ ‬مخلصة،‮ ‬ونادرة‮.‬


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي‮ ‬

  

بتاريخ : 08/05/2025