يفتتح يومه السبت، اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية بكلمة ترحيبية للأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وبكلمة الرئيس بيدرو سانشيز ورئيس الحكومة الإسباني، وشانتال كامبيوا، المنسقة العامة للأممية الاشتراكية، وبحضور قادة الأحزاب المنضوية في الأممية الاشتراكية، من جميع القارات، ويتكون المجلس من 250 عضوا.
وعلى مدى يومين سيلتئم اشتراكيو العالم، في المغرب وفي ضيافة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في اجتماع الأممية الاشتراكية، لمناقشة العديد من المواضيع الساخنة التي يعرفها العالم من بينها، مكافحة التطرف وبناء السلام وتعزيز الأمن البشري، وميثاق المستقبل كأداة للأممية الجديدة، والأثر الاجتماعي والاقتصادي لتغير المناخ والكوارث الطبيعية، كما سيكون لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة إدريس لشكر الكاتب الأول، العديد من اللقاءات الثنائية.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني (PSOE)، سيزور المغرب يومه السبت لترؤس اجتماع مجلس الاشتراكية الأممية، الذي سيعقد في الرباط.
وذكرت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي) أن الاجتماع سيترأسه أيضاً الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، إدريس لشكر.
وانتُخب بيدرو سانشيز، رئيساً للأممية الاشتراكية في عام 2022.
الأممية الاشتراكية: منظمة عالمية لتعزيز القيم الديمقراطية والتضامن الدولي
الأممية الاشتراكية هي منظمة عالمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين أعضائها في مختلف دول العالم. وتعمل على دعم قيم الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، وتشكل منصة أساسية لتنسيق السياسات والمواقف بين الأحزاب الأعضاء في مواجهة التحديات العالمية. تأسست بصيغتها الحديثة عام 1951، لكنها تعود بجذورها إلى الحركات الاشتراكية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، والتي سعت إلى حماية حقوق العمال وإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
100 حزب سياسي من مختلف القارات
تضم الأممية الاشتراكية اليوم أكثر من 100 حزب سياسي من مختلف القارات، تشمل أحزابًا حاكمة وأخرى معارضة، مما يجعلها منصة عالمية للتنوع السياسي والثقافي. تسعى المنظمة إلى بناء أنظمة سياسية تكرس مبادئ الحكامة الرشيدة والمشاركة الشعبية، مع التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تقليص الفجوة بين الطبقات وضمان توزيع عادل للثروات والفرص. كما تضع التنمية المستدامة ضمن أولوياتها الرئيسية، من خلال العمل على حماية البيئة وتحقيق النمو والازدهار.
تركز المنظمة أيضًا على محاربة الفقر والتمييز بجميع أشكاله، مع التركيز على تمكين الفئات المهمشة وإزالة العوائق التي تحول دون تحقيق مساواة شاملة في الحقوق والفرص، مما يُسهم في بناء مجتمعات أكثر عدلًا وإنصافًا تُعلي قيم الكرامة للأفراد والمجتمعات، وتعزز الحوار بين دول الشمال والجنوب، بما يسهم في تعزيز التضامن الدولي ومواجهة القضايا العالمية المشتركة مثل تغير المناخ، الهجرة، والأزمات الاقتصادية. وفي إطار دعم السلام العالمي، تُشجع الحلول السلمية للنزاعات الدولية وتعمل على تعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، لتوفير بيئة دولية تُمكن الشعوب من تحقيق الازدهار والرفاهية، وخلق مستقبل أكثر استدامة يعكس تطلعات جميع الشعوب نحو العدالة والاستقرار. ولتحقيق الأهداف المنوطة به، يجتمع المجلس الدولي بشكل دوري لمناقشة التطورات العالمية الملحة وصياغة استراتيجيات مشتركة تُعزز من دور المنظمة في مواجهة التحديات الدولية.
ومن بين الأحزاب البارزة في الأممية الاشتراكية، الحزب الاشتراكي الفرنسي، وحزب العمال البريطاني، وحزب العمال الاشتراكي الإسباني الذي يتولى حاليًا رئاسة المنظمة. على الصعيد الإفريقي، يُعد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أحد مكونات الحركة العالمية. أما في المغرب، يلعب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دورًا رياديًا في الأممية الاشتراكية، حيث يشغل حاليًا منصب نائب الرئيس، كما يعكس وجود الاتحاد الاشتراكي في المنظمة مكانة المغرب المتميزة على الساحة الدولية.
وقد لعبت القيادات داخل الأممية الاشتراكية، التي تجمعها علاقات وثيقة بالمغرب، دورًا حيويًا في دعم القضايا المصيرية للمملكة، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية. يُعد موقف رئيس الحكومة الإسباني، السيد بيدرو سانشيز، مثالًا بارزًا على ذلك، حيث دعم مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية كحل منطقي للنزاع المفتعل الذي طال أمده، ويُعتبر نموذجًا واقعيًا يعكس جدية المغرب في تقديم حل سياسي عادل يحظى بقبول دولي واسع، ويُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبه السيد بيدرو سانشيز في البرلمان الأوروبي لصالح المغرب، خاصة في تفكيك ما يُسمى بمجموعة الدعم لخصوم المملكة المغربية. يُبرز هذا الموقف التزام القيادات الاشتراكية في إسبانيا بدعم المغرب وقضاياه العادلة، وهو ما يعكس متانة العلاقات بين البلدين ودور الدبلوماسية الرسمية والديبلوماسية الحزبية في تعزيز هذا التعاون.
قرار احتضان الحزب للاجتماع الأممية الاشتراكية ببلادنا، اتخذه مجلس الرئاسة المنعقد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة مؤخرا، لما لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من حضور قوي داخل هذا المنتظم الدولي، ولما له من مصداقية داخل الأممية الاشتراكية ، ولقد لعب دورا كبير في الدفاع عن الوحدة الترابية داخل الأحزاب الاشتراكية العالمية، مما بوأه احتلال منصب نائب رئيس الأممية الاشتراكية في المؤتمر الأخير بمدريد، في شخص خولة لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومنسقة لجنة العلاقات الخارجية بالحزب.
وجعل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عضويته بالأممية الاشتراكية، واجهة لمواجهة خصوم الوحدة الترابية للمغرب، وحرصت الوفود الاتحادية أثناء اجتماعات هذه المنظمة، على جعل القضية الوطنية في صدارة أولويات انشغالاته ودحضه للأطروحات المناوئة لبلادنا .
وتشهد مؤتمرات الأممية وأشغال لجانها، معارك تتعلق بمواجهة محاولات استصدار مواقف تساند الانفصاليين وتنسجم مع مطالبهم، كما عمل قادة الحزب ومسؤولوه أثناء هذه المحطات، أو من خلال اللقاءات الثنائية أو المتعددة، على شرح تطورات وتقديم حقائق ملف الصحراء، وخلفيات افتعاله من طرف جارتنا الشرقية الجزائر.
وسجلت الأسابيع الأخيرة مبادرات للاتحاد الاشتراكي، وحضورا متميزا، وجهودا مثمرة، لدعم التطورات التي دشنها المغرب، بفضل التحركات الدبلوماسية لجلالة الملك، والتي يعد استعادة الرباط لمقعدها بالاتحاد الإفريقي، أحد أبرز نتائجها . وهنا تتجلى أهمية الدبلوماسية الحزبية، وقيمتها ونجاعتها السياسية .
لقد بادر الاتحاد إلى عقد ندوة دولية، دعت إليها سكرتارية علاقاته الخارجية وفريقه البرلماني بمجلس النواب، جمعت ممثلين عن الأحزاب الاشتراكية بغرب إفريقيا، تم أثناءها التداول في موضوع ذي راهنية بالقارة، ويتعلق بالتعاون ورهانات الأمن والتنمية، وهو تحدٍّ كبير تواجهه هذه المنطقة، وشارك في الندوة زعماءُ أحزاب من السنغال وبنين ومالي وكوت ديفوار وغينيا وتوغو والرأس الأخضر وبوركينا فاسو.
وأسفرت الجهود التي بذلها الحزب عبر الاتصالات بقيادات الأحزاب العضو بهذا المنتظم العالمي عن رفض طلب حركة البوليساريو الذي سبق أن تقدمت به، وكانت ترمي إلى اكتساب صفة العضو العامل، غير أن المؤتمر، اكتفى بوضعها كعضو استشاري لايمنحها حق التصويت وفق قوانين المنظمة، وهو الوضع الذي لايختلف عن وضع العضو الملاحظ إلا في تفصيل شكلي يخص تناول الكلمة.
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تربطه علاقات وطيدة مع الأحزاب الاشتراكية بربوع العالم، يضع ملف وحدة المغرب الترابية في صلب هذه العلاقات، ويعي كل الوعي مسؤولياته المنسجمة مع اختياراته السياسية والفكرية، بأن مكانته بهذا النسيج الأممي، يتعين أن تكون امتدادا لما يناضل من أجله وطنيا، وأن المرحلة الراهنة، تتطلب تظافر الجهود، كل الجهود الدبلوماسية، كي تتعزز مكانة بلادنا، وتنتصر قضيتنا الوطنية.
واحتضن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بداية هذا الأسبوع، اجتماع لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية، تحت شعار: ” حلول تقدمية لعالم متغير” بمقر الحزب بالعرعار بالرباط، ناقش السلام والأمن، والقوة العسكرية في إفريقيا: انتكاسات ديمقراطية أم توجه نحو الحرية، والصراع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني من منظور إفريقي، والتغيرات المناخية، الفيضانات الأخيرة في إفريقيا، خاصة في دول الساحل.
لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية تصدر” إعلان الرباط”
تتويجا لأشغالها التي احتضنها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يومي الثلاثاء والأربعاء،17-18 ديسمبر 2024، أصدرت لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية ” إعلان الرباط”، الذي أكد على دور القوى الاشتراكية الديمقراطية في تحقيق الاستقرار والازدهار المشترك، مع احترام المبادئ الكاملة للسيادة الوطنية والسلامة الإقليمية، مدينا بشدة استخدام الانقلابات كوسيلة لحل النزاعات السياسية.
كما ناقش الاجتماع النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني باعتباره قضية ذات اهتمام عالمي، حيث طالب باحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، داعيا إلى وقف إطلاق النار فورا والاعتراف بدولة فلسطين.
وركزت النقاشات على التحديات المستمرة، بما في ذلك التراجع الديمقراطي والانتهاكات المتزايدة للحريات الأساسية في عدد من الدول.
كما تناولت المحادثات التأثيرات المقلقة للتغير المناخي، وهي ظاهرة تهدد التوازنات الاجتماعية والبيئية في الدول الإفريقية. وشدد المشاركون على ضرورة حشد قوى تقدمية غير مسبوقة لتعزيز سياسات جريئة وتضامنية ومنسقة على المستويين الإقليمي والعالمي لمواجهة هذا التحدي.
من خلال تأكيد قيم العدالة الاجتماعية، والاستدامة، والديمقراطية، أظهرت هذه الجلسة العزم الراسخ للأممية الاشتراكية وأحزابها الإفريقية على بناء مستقبل تظل فيه الحرية والمساواة والتضامن في قلب التحولات الاجتماعية والسياسية المنشودة.
كما ناقشت اللجنة النزاع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، مع تحليل العوامل التاريخية والحديثة التي تزيد من التوترات، مستكشفة السبل لتحقيق سلام دائم من خلال تعزيز الجهود الدبلوماسية، وتوسيع التعاون الإقليمي، وتعزيز المصالحة الشعبية بين البلدين.
وقررت لجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية إنشاء فريق عمل مخصص للسلام والأمن، مكلف بدراسة التحديات الحالية واقتراح حلول ملموسة لتعزيز السلام والأمن في القارة الإفريقية.
كما انعقد مجلس الأممية الاشتراكية للنساء، حول سؤال” إلى أين يتجه تمكين المرأة العربية” ( اقتراح تعويض العربية بنساء منطقة المينا ) في إطار أجندة 20 – 30. و “بكين + 30 : التقدم والتحديات، أجندة توحدنا”. والتأمت الأممية الاشتراكية للنساء، يوم الأربعاء 19 دجنبر 2024 بالمقر المركزي للحزب، بحضور مكثف للنساء الاشتراكيات من سائر العالم، من أجل تدارس القضايا النسائية في علاقة مع التحولات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المسارعة، والصراعات والحروب والأنظمة السياسية بالعالم.
وأكدت جانيت كاميلو، رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء، أن المغرب يحتل مكانة خاصة بالنسبة لها، معربة عن ثقتها بأن هذا اللقاء سيشكل فرصة لتبادل الأفكار، وبناء الأهداف المشتركة، وتعزيز المشاريع التي تسهم في تحقيق حقوق النساء، معتبرة أن “كل ما تقومون به هنا هو حجر أساس لبناء مستقبل أفضل للنساء.. وعلى الرغم من غيابي الجسدي، إلا أنني حاضرة بروحي والتزامي”، معبرة عن شكرها العميق للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر وحزبه ، على دعمهم لتنظيم هذا الحدث المهم، مشيدة بحفاوة الاستقبال الذي يعكس جوهر المغرب وكرامته وانفتاحه على الجميع، لتختم كاميلو رسالتها بالتأكيد على استمرار دعم الأممية الاشتراكية للنساء للمضي قدما في هذا المسار، مشددة على أهمية الجهود المبذولة لتعزيز مكانة المرأة والنهوض بحقوقها.
وأكدت المنسقة العامة للأممية الاشتراكية شانتال كامبيوا، أن إعلان الرباط الذي ختم أشغال اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية، يُمثل لحظة فارقة للنهوض بوضعية النساء على الصعيدين الوطني والدولي، مشيدة بجهود ودعم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، للقوات الشعبية إدريس لشكر، الذي يعزز العمل المشترك وقدرات المشاركين ويمنحهم الحافز لتحقيق الأهداف المشتركة، قبل أن تؤكد على ضرورة تظافر الجهود من أجل الدفاع عن قضايا النساء، لتضيف قائلة :”تنتظرنا الكثير من التحديات كنساء ما يفرض علينا النضال بقوة للدفاع عن حقوق النساء ومن الضروري أن نتصف بالشجاعة لطرح القضايا السياسية والاجتماعية المتعلقة بالحقوق النسائية، والأممية الاشتراكية تتبنى كل القضايا العادلة للنساء”.