في ظل إزمة إنسانية متفاقمة في غزة .. مفاوضات وقف إطلاق النار تراوج مكانها رغم وعود ترامب

شكل الوضع في غزة محور محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
والتقى نتانياهو بترامب مرتين في غضون 24 ساعة في وقت يكثف فيه الأخير ضغوطه على رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق ينهي ما وصفه بأنه «مأساة» الحرب في غزة.
وقال نتانياهو في بيان إنه جدد التأكيد على أهداف إسرائيل خلال المحادثات وأضاف «ركزنا على الجهود المبذولة للإفراج عن رهائننا».
وأكد نتانياهو أن الضغط العسكري لا يزال ضروريا، رغم الثمن الباهظ، بما في ذلك مقتل خمسة جنود إسرائيليين الاثنين في شمال غزة، ل»إلحاق الهزيمة بحماس».
من جهتها، ردت حماس على لسان عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، في بيان مقتضب عبر تلغرام، قائلة إن «تصريح نتنياهو عن «إطلاق سراح جميع الرهائن واستسلام حماس»، يعكس الهزيمة النفسية، لا حقائق الميدان».
وشدد «بعد إقرار قادة العدو بفشلهم الذريع في استعادة أسراهم بالعملية العسكرية، بات واضحا أن لا سبيل لإطلاق سراحهم إلا عبر صفقة جادة مع المقاومة». وختمت بالقول إن «غزة لن تستسلم.. والمقاومة هي من ستفرض الشروط، كما فرضت المعادلات».
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين مساء الأحد في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعدما سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند، بحسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال ويتكوف الثلاثاء إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في قطر، على أن ينضم إليهما لاحقا هذا الأسبوع.
لكن قطر التي تلعب دور الوسيط إلى جانب مصر والولايات المتحدة، قالت إن المفاوضات تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق اختراق.
وتتضمن المقترحات الأميركية هدنة من شهرين تقوم خلالها حماس بالإفراج عن عشرة رهائن، في المقابل، تفرج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين لديها، وفق مصدرين فلسطينيين مطلعين على المباحثات.
وتطالب حماس بضمانات لانسحاب إسرائيل وعدم استئناف القتال خلال فترة التفاوض وأن تتولى الأمم المتحدة توزيع المساعدات وفق النظام القديم.
ومن بين 251 رهينة، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وفيما أبقى ترامب على دعم أميركي قوي لإسرائيل، خصوصا في الحرب الأخيرة مع إيران، إلا أنه بدأ أيضا بزيادة الضغوط لإنهاء ما وصفه بـ»الجحيم» في غزة.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «وقف إطلاق نار غير مشروط». في غزة.
وقال إن «الدعوة اليوم إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة، هي ببساطة رسالة إلى العالم بأننا، كأوروبيين، لا نكيل بمكيالين… نريد وقف إطلاق نار من دون نقاش». واعتبر ماكرون أن «حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين هما أيضا… السبيل الوحيد لبناء السلام».
ميدانيا، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن مسعفين «نقلوا ما لا يقل عن 20 شهيدا بينهم ستة أطفال على الأقل وسيدتان وعشرات المصابين إثر غارتين نفذهما الاحتلال فجرا في منطقة المواصي بخان يونس، ومخيم الشاطئ».
وأظهرت لقطات مصورة لفرانس برس امرأة جريحة تبدو على ملامحها آثار ذهول وصدمة، تجلس على أرضية مستشفى ناصر في خان يونس محاطة بمعدات طبية مليئة بالدماء.
وفي مخيم الشاطئ أصابت الغارة منزل عائلة جودة الذي يؤوي عشرات النازحين بحسب بصل. وذكر شهود أن منزلا مكونا من ثلاثة طوابق دمر كليا على رؤوس ساكنيه في الغارة.
وقال زهير جودة (40 عاما) إن «الانفجار كان ضخما كالزلزال، دمر المنزل وعددا من المنازل في محيطه، وتطايرت جثث وأشلاء الشهداء، وجميعهم أطفال» وتابع «ما رأيته مجزرة فظيعة، غالبية الشهداء أطفال تمزقت أجسادهم، لا يزال 7 أو 8 مفقودين تحت الأنقاض حتى صباح اليوم».
من جهتها، قالت عبير الشرباصي (36 عاما) التي تقيم مع أسرتها في خيمة قرب منزل جودة «في أي لحظة يمكن أن نموت، الضربة (الجوية) على منزل جودة مرعبة وقعت فجأة دمار وشهداء في المنطقة، لا تستطيع أن تتوقع متى سوف يقصفوك، ولماذا».
وفي مؤتمر صحافي الأربعاء عقد داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، أعلن الطبيب محمد أبو سلمية، مدير المستشفى إنه «خلال 3 ساعات سيخرج المجمع عن الخدمة تماما بسبب نقص الوقود».
وكانت إدارة المستشفى أفادت في بيان مساء الثلاثاء «بانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام مجمع الشفاء الطبي نتيجة النقص الحاد في إمدادات الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 10/07/2025