مركب الحسين مدانب بتيكيوين .. الحل المعلق!!
يجتاز النادي الأول لأكادير، ولمنطقة سوس عموما، حسنية أكادير، موسما يمكن نعته بموسم كل المطبات والإكراهات. فالفريق الأول لكرة القدم (الكبار) يستقبل مبارياته برسم البطولة الاحترافية الأولى، طيلة الموسم الحالي، خارج ملعب أدرار الكبير الخاضع للإصلاحات. والملعب الوحيد والتاريخي الذي يمكن للفريق أن يستقبل فيه ضيوفه من الفرق الوطنية، ملعب الانبعاث، تم إعدامه بتحويله إلى منتزه. لهذا كان أمام الجهات المسؤولة والمنتخبة بأكادير أن تقوم، ومنذ زمن بعيد، بتأهيل فضاء رياضي وظيفي وملائم لاستقبال مباريات الحسنية، وهو مركب الحسين مدانب بتيكيوين، الذي يستقبل مند سنوات مباريات فرق تيكوين الإتحاد، والشباب، والعباسية، ناهيك عن فريق لكرة القدم النسوية وآخر للكرة المستطيلة، هذه الفرق كلها، وبفئاتها، تستغل هذا الملعب الذي يمتد على مساحة تقدر بحوالي 6 هكتارات. وهو يتكون حاليا من ملعب رئيسي مكسو بعشب اصطناعي، وبجانبه ملعب ترابي للتداريب. كما يتواجد بجانبه وعاء عقاري يمتد على مساحة تزيد على 50 هكتارا، كان قد اقتناه المجلس الجماعي الأسبق لأكادير، خلال الولاية 2003 – 2009، وهو الوعاء العقاري الذي تتمنى ساكنة تيكيوين أن يتم استغلاله وتوظيفه بعيدا عن كل منطق مضارباتي، من خلال إنشاء فضاءات ومنتزهات للترويح عن الساكنة المهدورة الحقوق منذ أن تم إلحاق تيكيوين بأكادير، واستغلاله كذلك بصورة تساهم في تثمين الفضاء الرياضي الوحيد بالمقاطعة، فضاء الحسين مدانب.
وللإشارة فإن هذا الفضاء الرياضي الذي يقع في موقع ملائم واستراتيجي بالمدخل الرئيسي لأكادير الكبير، على الطريق المؤدي إلى الطريق السيار أكادير – مراكش، يعتبر مشروعا مثاليا ونموذجيا، من شأن تأهيله والارتقاء بمرافقه أن يجعل منه مركبا رياضيا كبيرا ومتكاملا، يمكن اللجوء إليه وإجراء التظاهرات الرياضية، والكبرى منها، في حالة خضوع ملعب أدرار للإصلاح والإغلاق كما هو حاصل حاليا، مما أثر سلبيا على وضع الفريق الأول، الحسنية، الذي أصبح منذ انطلاق الموسم الحالي يعيش حالة تشرد حقيقي بين مدن آسفي، وبرشيد، والمحمدية.
لهذا يبقى على الجهات المسؤولة والمنتخبة أن تبادر، وبشكل مستعجل، إلى الارتقاء بمرافق مركب الحسين مدانب وتأهيلها تبعا للاقتراحات، التي قدمتها الأندية الرياضية لمقاطعة تيكوين إلى المجلس الجماعي لأكادير، والتي طالبت المجلس بما يلي:
– توسيع مدرجات الملعب وتسييجه؛
– توفير الإنارة بالملعب؛
– تكسية الملعب الترابي الخاص بالتداريب بالعشب؛
– استغلال الفضاء المتواجد أمام المركب لبناء وإنجاز مرابد، وهو فضاء قابل وملائم لاستقبال عدد كبير من السيارات والمركبات؛
– إنجاز وتأهيل حلبة ألعاب القوى حوالي الملعب الرئيسي.
فمن شأن تفعيل هذه المقترحات، وفي أسرع وقت ممكن، أن يخرج مدينة الانبعاث من الأزمة التي تعرفها حاليا في بنياتها الرياضية، وافتقارها إلي ملاعب كروية وظيفية ومكملة لمركب أدرار الكبير، الذي لن يكفي لوحده لجعل مدينة أكادير قادرة على استقبال التظاهرات الإفريقية والعالمية، التي تستعد بلادنا لاحتضانها.
وفي هذا الصدد يندرج مطلب الارتقاء بمركب الحسين مدانب، وتأهيل محيطه كذلك، والذي يتواجد به وعاء عقاري يمتد، كما أشرنا، على أزيد من 50 من الهكتارات، وهو بالتأكيد وعاء سيسيل لعاب لوبيات العقار، مما يفرض الحرص من لدن الجهات المسؤولة والمنتخبة على أن يخصص هذا الوعاء العقاري لمشاريع تستفيد منها ساكنة تيكوين خاصة، وأكادير عموما، مشاريع تجمع بين ما هو ترويحي، وما هو رياضي، وما هو اجتماعي كذلك. مشاريع تتطلع أن تعلو على الحسابات والأطماع الميركانتلية الضيقة.
وعودة إلى موضوع الخصاص الحاد الذي تعرفه أكادير في بنياتها الرياضية، لا بد من الإشارة إلى أن هذا الخصاص يعود بالأساس إلى الإهمال الذي طال هذه البنيات منذ 2009. فمنذ هذا التاريخ لم يكن هناك تخطيط استباقي لمواجهة الأزمة الحالية، سواء في عهد الأغلبية التي كان يقودها حزب العدالة والتنمية، أو في عهد الأغلبية الحالية التي يسيرها حزب الحمامة، الذي ركز على إنجاز عدد قياسي من ملاعب القرب دون أي اهتمام بإنجاز ملاعب حقيقية لكرة القدم.
وفي ظل هذه الأغلبية تمت تصفية ملعب الانبعاث الذي يمثل ذاكرة رياضية لأكادير، وعرف تحقيق الحسنية للقبين للبطولة الوطنية. لكن كل هذا لم يشفع لهذا الملعب – الذاكرة الذي كان سيعوض، في حالة الحفاظ عليه مركب أدرار المغلق، ليبقى الحل هو تأهيل مركب الحسين مدانب الذي طاله إهمال أكبر، مما جعل فريق المدينة الأول يستقبل مبارياته خارج الجهة، دون ضمان ومعرفة ما هو الملعب الذي سيستقبل فيه ضيفه القادم! فملعب المسيرة بآسفي أغلق في وجه الفريق السوسي، مما فرض عليه اللعب ببرشيد، ثم بملعب البشير بالمحمدية. وحتى اللعب بهذا الأخير ليس مضمونا. ناهيك أنه باللعب خارج المدينة يحرم من حضور مشجعيه، وهو ما يفوت عليه بالتالي مداخيل كان بالإمكان أن تخفف، ولو نسبيا، من وطأة الأزمة المادية الخانقة التي يمر منها، والتي حرمته من القيام بانتدابات لموسم إضافي.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة والمنتخبة بأكادير لإنقاذ فريقها الأول في انتظار أن يتم تبني إستراتيجية لتأهيل الملاعب المتواجدة حاليا والتي طالها الإهمال، قبل تبني سياسة حقيقية للارتقاء بالبنيات الرياضية بأكادير وجعلها أكثر وظيفية لاستقبال مختلف التظاهرات الإقليمية والدولية؟!