في ظل استعصاء « المكافحة الكيميائية» بتربة أشجار الأركان واللوز : تدخلات وقائية للتصدي لهجمات «الحشرة القرمزية» على نبات الصبار بجماعات دائرة إيغرم

كما هو شأن العديد من المناطق المحتضنة تربتها لنبات الصبار، على امتداد جغرافية البلاد بجهاتها ال 12، لم تسلم «دائرة إيغرم» والجماعات القروية المرتبطة بها إداريا، بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، من هجمات «الحشرة القرمزية» وما تخلفه من أضرار متعددة الأوجه: اقتصاديا، اجتماعيا وبيئيا… وضعية تقول بشأنها مصادرنا بعين المكان «إن الطبيعة الجبلية للمنطقة تحد من إمكانية استعمال آليات قلع وطمر النباتات المصابة، كما أن احتضان تربة جماعاتها لأشجار الأركان واللوز الحاملة لتصنيف «بيولوجي»، لا يسمح بالتدخل كيميائيا لمحاربة هذا المرض».
ووفق المصادر ذاتها، فإن» ممثلين عن مركز الاستشارة الفلاحية بإيغرم، التابع للمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية سوس – ماسة، سبق أن انتقلوا، بمعية مسؤولين عن السلطة المحلية ، عقب ظهور أولى مؤشرات المرض، إلى  الدواوير المتضررة بكل من جماعات : إيغرم، تيسفان، أمالو..، حيث تم أخذ «إحداثيات البؤر»، كما تمت مراسلة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (مصلحة وقاية النباتات بتارودانت)، من أجل التدخل والقيام بالمتعين في أفق الحد من انتشار هذه الحشرة وتفادي عواقبها الوخيمة»، لافتة إلى «أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من سرعة انتشار هذا المرض، الذي تتنوع أساليب انتقاله «الرياح، العربات، الحيوانات…»، و«تظهر علاماته على النبات في شكل أكوام بيضاء تشبه القطن، وهي حشرة تتحرك على حافة لوحة الصبار، وتتسبب في إلحاق خسائر كبيرة بالمنتوج، لكونها تقتات على النبات وتمتص سوائله مما يتسبب في جفافه وموته إذا ما كانت الإصابة شديدة»، مشيرة إلى «أهمية التعاون بين جمعيات المجتمع المدني داخل التجمعات السكنية المعنية، وباقي المتدخلين المؤسساتيين، من أجل تنسيق الجهود لوضع حد لاجتياح الحشرة القرمزية لـ «ضيعات الصبار» المتواجدة بالمنطقة، خاصة وأن الأمر يتعلق بعملية مكافحة شاقة، وذلك استحضارا لصعوبة الوصول إلى بعض» الضيعات» المتواجدة أحيانا في أراض غير منبسطة ممتدة على مساحات شاسعة»، علما بأن «القائمين على المركز الفلاحي، عملوا على تسطيربرنامج تحسيسي لفائدة الساكنة المحلية حول كيفية انتقال هذه الحشرة وكذا طرق مكافحتها، اعتمادا على الإمكانيات المتاحة (اجتثاث، حرق، إنشاء ممرات بين الخطوط لتجنب التفشي السريع…)، وخلال مرحلة الحجر الصحي تم التركيزعلى تقديم الاستشارة عن بعد (مجموعات «واتساب» تضم عددا من فلاحي المنطقة)، مع برمجة الانتقال إلى مختلف الدواوير من أجل تكثيف عملية التحسيس والمواكبة بعد التخفيف من إجراءات الحجر الصحي».
هذا ويلعب نبات الصبار دورا أساسيا في مقاومة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي، بالنظر لقدرته على النمو في المناطق شبه القاحلة والقاحلة، ومكافحة الجفاف من خلال تخزين ألواحه لكثير من الماء، ما يجعله من النباتات التي تعمر طويلا . خصائص تفسر أسباب حرص قاطني المناطق النائية، التي تعاني من قلة التساقطات المطرية وعدم انتظامها – منذ عقود طويلة – على غرس هذه النبتة، و التي تستعمل، أيضا، كحواجز لحماية ممتلكات الفلاحين، كما تستغل ألواحها كأعلاف للماشية.
وللتذكير، فقد سجل أول ظهور للحشرة القرمزية بالمغرب – تسمى أيضا الحشرة القشرية – سنة 2014 بإقليم سيدي بنور، قبل أن تنتشر تدريجيا بمناطق أخرى، حيث ظهرت في آسفي عام 2016، ثم بتراب جماعة بلفاع بإقليم شتوكة أيت باها خلال شهر يوليوز 2017، قبل بروز بؤر لها بمناطق تابعة لأقاليم سيدي إفني، تيزينت وتارودانت.


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 22/06/2020