في ظل الأجواء الضبابية المحيطة بمستجدات الجائحة .. «ممولو الحفلات».. إفلاس العشرات تحت وطأة تراكم الديون وتبعات ثقيلة على تماسك الأسر

 

لاتزال تداعيات الحرب ضد تفشي كورونا، تربك حياتنا اليومية، ملحقة ضررا جسيما بمختلف القطاعات ، تعلق الأمر بالقطاع العام او الخاص، من بينها مجال « تنظيم الحفلات»، الذي تضرر المرتبطون به بشكل حاد ، منذ فترة الحجر الصحي الأولى ، ليصبح التأزم المعيشي رديف المسار اليومي لهذه الفئة من المواطنين.
بعد أن استشعر هؤلاء بصيص أمل في إمكانية عودة الأوضاع إلى مجراها الطبيعي، ومحاولة إنعاش سوق الشغل، جاء ظهور المتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون»، ليثير موجة من القلق وسط «ممولي الحفلات»، وخاصة بعد القرارات الحكومية الأخيرة، التي تفرض تعليق الرحلات الجوية، حيث أصبح الخوف من المجهول مسيطرا على الأسر.
السيد (ب.ب)، رب أسرة وأب لأربعة أطفال، يعتبر «تمويل الحفلات» مصدر رزقه الوحيد، أكد لنا أن الأوضاع المتأزمة التي شهدها القطاع، بفعل تداعيات الجائحة و الحجر الصحي، لا تزال مخلفاتها تضغط على إيقاع العمل إلى حدّ الساعة، مشيرا إلى الحالة العسيرة التي واجهها خلال فترة الحجر الصحي «العطالة التامة»، والتي بدأت، مؤخرا، مؤشراتها المقلقة تعود من جديد، بداية بالمصاريف الدراسية للأبناء، المتبوعة بمصاريف الأكل والمشرب وفواتير الماء والإنارة وغيرها من الالتزامات، والأعياد، مؤكدا أن القطاع تضرر بشكل عميق، في ظل انسحاب «الزبناء المحتملين» وخوفهم من المجهول، إضافة إلى مرتبطين آخرين بالقطاع الذين اضطروا لتوقيف أنشطتهم، صغيرة كانت أم كبيرة، ومنهم من يطلب بعد مدة إرجاع «العربون» المتفق عليه سابقا، ليجد ممول الحفلات نفسه في موقف مالي محرج، بسبب قلة العمل، إضافة الى ديون بعض الأشغال، التي كان المعني قد باشرها في المحل مثلا، قبل الجائحة، والتي تراكمت بشكل غير مسبوق، لدرجة أصبح معها العديدون مهددين بالإفلاس والملاحقات القضائية.
وبهذا الخصوص، أكد لنا السيد (ب.ب) «أنه لولا مساعدة بعض أفراد الأسرة من الجالية المغربية القاطنة بالخارج وبعض الأصدقاء ذوي الدخل الثابت، لكانت الاوضاع أكثر تأزما بالنسبة لأسرتي»، لافتا إلى الضرر الفادح الذي لحق بعدد من «العاملين» الذين تربطهم علاقة عمل بالمجال، «كالطباخ و النادل والمكلفين بالنظافة…»، وكذا «الحمامات» التي تستقبل أنشطة حفلات الزفاف لما تعرفه من طقوس متعددة.
لقد دفعت الأزمة المستمرة، عددا من «ممولي الحفلات»، بعد سنوات من العمل، إلى الانسحاب الاضطراري، كما هو حال السيد (ع.ن)، الذي صرح لنا أنه اضطر لبيع كل «أجهزة العمل» بأسعار منخفضة لا تساوي ثمن اقتنائها، «وذلك بهدف البحث عن مصدر رزق آخر، ومدخول يتماشى مع أوضاع الجائحة التي باتت تلازمنا.»
إن وضعية المرتبطين بمجال «تمويل الحفلات»، تشبه أحوال المنتسبين لمختلف القطاعات المتضررة من تداعيات الجائحة، فهذا القطاع كان يعاني من عدد من الإكراهات، حتى قبل ظهور الفيروس، لتتأزم الأوضاع أكثر في الفترة الأخيرة، وتصبح مئات الأسر تعيش على وقع «عدم الاستقرار»، بكل تبعاته الاجتماعية والنفسية، القاهرة، ما يستوجب من الجهات المسؤولة، العمل على إسناد هذا القطاع بشكل بنيوي وناجع، حتى يتمكن المرتبطون به من الصمود، واسترجاع الأمل بإمكانية تجاوز هذه المحنة ، وبالتالي تفادي حدوث أي انتكاسة مدمرة.

(*) صحافية متدربة


الكاتب : نهيلة بوحجبان (*)

  

بتاريخ : 20/12/2021