في ظل الأجواء المحتقنة التي يعرفها العالم: «السلام والحب في الأدب والفنون بالمغرب» ضمن اهتمامات جمعية الصويرة موغادور

شهدت مدينة الصويرة، وبالضبط دار الصويري، أواخر شهر مارس المنصرم، ندوة ثقافية تحت عنوان « السلام والحب في الأدب والفنون بالمغرب»
و في هذا الصدد اتصلت جريدة «الإتحاد الإشتراكي» بأحمد حروز بصفته عضو جمعية الصويرة موكادور، ومنسق الأنشطة الثقافية والفنية بدار الصويري، مقر جمعية الصويرة موكادور، ومستقبل لأنشطة الجمعيات المحلية والوطنية والدولية. وقد صرح حروز بأن الندوة الفكرية، التي أدارها الأستاذ الباحث والفاعل الجمعوي والمسؤول المحلي لجمعية بيتي، حسن القادري، قد تم تنظيمها يوم 23 مارس ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال بدار الصويري، وشارك فيها مجموعة من الفنانين والمبدعين والباحثين من بينهم الفنانة شامة عطار والمبدع الكاتب مبارك حسني والشاعر مبارك الراجي والباحث الكاتب حسن هموش فضلا عن الفنان والباحث أحمد حروز.
وأضاف أحمد حروز أن اختيار هاته التيمة بالضبط هو «من جهة، تفاعل ايجابي ضد ما تفرزه وتنشره ايديولوجيات الكراهية والحقد والانغلاق والعنف والحروب عبر العالم، ومن جهة أخرى، هو تطرق فكري، علمي وفني، إلى مكمون وتجليات هوية الثقافة المغربية بتعدد مكوناتها العربية والأمازيغية والعبرية والحسانية، حيث غنى الآداب والفنون والتراث الشعبي بالحديث والإنشاد للسلام والحب بدون طابوهات».
فضلا عن كون هذا الموضوع، يضيف دائما أحمد حروز، هو مرتبط بالاختيارات الفكرية والفنية التي يتم الاشتغال عليها ضمن مواضيع الندوات والمهرجانات المنظمة من لدن جمعية الصويرة موكادور أو في شراكة مع جمعيات ومؤسسات أخرى التي تتطرق لمحاور كالسلام والتحاور والحب والمحبة والحرية والحقوق، والتعايش الديني والثقافي..
وبالفعل، فقد استهلت الندوة بمداخلة حسن هموش الذي قام بمقاربة سؤال الحب والسلام في الأدب والفن بالمغرب على ضوء الفن الأمازيغي وتحديدا فن الروايس، مستنداً إلى مقتطفات شعرية غنائية يتغنى فيها هؤلاء بالحب والسلم والسلام في حوارت ثنائية بين المرأة والرجل في الأعراس والحفلات. وأبرز من خلال مداخلته هذه، الدور الذي لعبه الفن الأمازيغي في ترسيخ الحب والسلم كقيمتين كونيتين.
وسلط الباحث والفنان أحمد حروز الضوء على مفهوم الحب والسلام في الأدب المغربي مميزا بين نوعين من الخطاب: خطاب إبداعي رمزي يخاطب القلب والوجدان ويتمثل في الآداب والفنون، وآخر تقريري يوجه للعقل ويحكم ويؤطر حياتنا اليومية. واستند الباحث حروز إلى تجربة المبدع الكبير إدموند عمران، الذي شكلت مدينة الصويرة فضاء رحبا لجل كتاباته، وكذا للتجربة الفنية المتميزة للفنان العصامي بوجمعة لخضر، ثم أبرز قيمة الحب والسلام في الفنون الشعبية، خاصة فن العيطة وكناوة وحمادشة وغيرها..
وأشارت الفنانة شامة عطار، أثناء مداخلتها، إلى كونها لاحظت من خلال تجربتها الخاصة، تراجعاً كبيراً في قيمتي الحب والسلام، معتبرة إياهما وجهين لعملة واحدة، مذكرة بالحركات الفسلفية، الفكرية والإبداعية التي سادت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي التي تناولت الحب والسلام في كونيتهما بعيداً عن التعصب والشوفينية.
أما الشاعر والكاتب مبارك الراجي فاختار قراءة قصيدة بعنوان «ماذا لو أحدثنا ثقبا في طبل الحرب» ندد فيها بالكراهية والعنصرية والحرب في زمننا الراهن، حيث كل شيء صار عاديا: القتل وشرب الشاي، جثث اﻷطفال وفيلم المساء.
هذا، ومن جهة أخرى أشار أحمد حروز، خلال حوارنا، بأن جمعية الصويرة موغادور، وفي إطار أنشطتها الثقافية والفنية دائما، قد نظمت يوم الجمعة 15 أبريل الفارط ما بين الساعة ال11 ونصف والواحدة بعد الزوال، ورشة للكتابة من تنشيط الكاتب أحمد حروز لفائدة شباب نادي التسامح والعيش المشترك. وقد عبر الشباب خلال هاته التظاهرة عن رؤيتهم لهذا الموضوع من خلال كتابة نصوص بالعربية والفرنسية.
وعن جديده الأدبي، أخبرنا صاحب كتاب «جوهر المعاني»، بأنه يستعد لنشر مؤلفين آخرين حول مدينة الصويرة: التاريخ والثقافة، ورواية تحت عنوان «الكابران براهيم» ..
وللإشارة فأحمد حروز بالإضافة إلى كونه المنسق العام للصويرة موكادور ومنسق الأنشطة الثقافية والفنية بدار الصويري، فهو فنان تشكيلي، كاتب وباحث في التراث الثقافي، فاعل جمعوي، وعضو جمعية الصويرة موكادور. وقد سبق لمنبرنا أن كتب حول أنشطة الفنان وإبداعاته من بينها المعرض الفني الذي حمل شعار «الفن والحب بموغادور»،احتضنته دار الصويري و نشرته جريدة «الإتحاد الإشتراكي» خلال شهر غشت من سنة 2020 الماضية، والذي جمع بين لوحاته وبين إبداعات زوجته الفنانة نادية أشاطر التي صرحت في إحدى المنابر الإعلامية حول هدا المعرض، قائلة: «إن اقامة هذا المعرض كانت فكرة مطروحة حول إمكانية الاشتغال الفني بين زوجين فنانين كل حسب إبداعه وأسلوبه حول قضايا مشتركة تخص التراث أو الطبيعة أو الكون بصفة عامة، وبالأخص في هذه الظروف الاستثنائية (الكوفيد) والإنصات إلى التواصل والتبادل دون السقوط في فرضية التاثير أو التأثر».


الكاتب :   سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 23/04/2022