إنارة ضعيفة ومنعدمة في أحياء وتدبير النفايات يسيء للحلّة
الجميلة التي تريد أن تكتسي بها فاس
لن أبالغ إذا قلت بأن الشوارع الرئيسية لمدينة فاس انطلاقا من الملعب الكبير، مرورا بطريق صفرو، وطريق ايموزار، وحي بدر، وصولا إلى ساحة فلورنسا، ثم باب الفتوح، قد أصبحت في حلّة بهيجة تسرّ الناظرين، وتغري بالتجول والزيارة.
فإلى جانب تزفيت الشوارع التي بات بإمكان السائقين المرور بها دون أن تكتظ بالسيارات إذ تستوعب ثلاث سيارات ذهابا ومثيلاتها إيابا، هناك تبليط الأرصفة وتوسيعها، وتعويض الأشجار التي تم اجتثاثها عند عمليات الإصلاح، إضافة إلى وضع أعمدة كهربائية مزودة بفوانيس تقليدية الصنع تعلوها إطارات حديدية وتتوسطها رسومات حديدية للزليج الفاسي، مما يجعل مصابيحها الوهاجة تشعّ ليلا وتضفي جمالا ورونقا على الشوارع فيوحي ذلك للزوار والسواح بأن فاس عاصمة للصناعة التقليدية بامتياز، كما لم يهمل المسؤولون عن عملية الهيكلة التي أبهجت الساكنة الإشارات الضوئية في مختلف المدارات لتنساب السيارات في سلاسة ودون حوادث، هذا وتم كذلك توحيد صباغة واجهات العمارات والفيلات باللون الأبيض المائل للاصفرار وبذلك أصبحت مدينة فاس في أتم الاستعداد لاستقبال مباريات كأ إفريقيا في دجنبر المقبل وكأس العالم لسنة 2030.
وإذا كان المسؤولون عن تهيئة المجال الحضري بفاس قد وفقوا في مهمتهم، مرحليا، فإن هناك عددا من النقط السوداء التي يجب على الجماعة الترابية الاهتمام بها وعلى رأسها مشكل النظافة، سيما وأن المجلس أسند مهمة تدبير هذا القطاع الحيوي الهام إلى شركتين جديدتين بمبلغ 17 مليار سنتم على أساس أن تشتغل الشركتان بأسطول جديد وبوسائل عصرية أكثر تطورا، إلا أنه مع الأسف لا يزال الأسطول القديم والآليات السابقة المتقادمة هي الحاضرة، ويتم إهمال العديد من النقط السوداء في أغلب الشوارع الكبرى، وخاصة شارع ابن الأثير، حيث توجد حاويات مهترئة لاتستوعب كميات بقايا أزبال السكان، وتفوح روائح كريهة منها تزكم الأنوف عند المرور بقربها، كما أن هناك إهمالا ملحوظا على مستوى القيام بحملات النظافة في عدد من الساحات الفارغة التي تتراكم فيها الأزبال والنباتات الطفيلية، ولم تكلف عاملا من عمالها لكنس الشارع الرئيسي لبدر حيث تقوم الوداديات مشكورة بذلك.
ومما يؤسف له ضعف الإنارة بالأزقة التي توجد على امتداد الشوارع المهيكلة، ناهيك عن الظلام الدامس الذي يخيم على عدد من الأزقة، ومن بينها زقاق قبالة مسجد بدر، رغم الشكايات الموجهة لمقاطعة اكدال والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، مما جعل سكان هذا الزقاق يحجمون عن الخروج ليلا أو الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر خوفا من تعرضهم للسرقة.