بمجيء عبد المولى المغربي، خلفا لعبد الحكيم الشلماني على رأس اتحاد كرة القدم الليبي، حصلت الأندية المحلية على دفعة قوية لتعزيز صفوفها بالنجوم، فدخلت سوق الانتقالات من الباب الواسع، وراحت تخطف المواهب، مستفيدة من أموال طائلة، وضعت تحت تصرفها وقوانين مرنة.
ويتيح نظام المسابقات في ليبيا للأندية حق تسجيل ثلاثة لاعبين أجانب واثنين من السودان ومثلهما من فلسطين واثنين من شمال إفريقيا، مع إمكانية قيد لاعب واحد من دول شمال إفريقيا في خانة اللاعبين الفلسطينيين الاثنين الشاغرة، خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وبناء على هذا المتنفس القانوني، غزت الأندية الليبية دوريات شمال إفريقيا، ولاسيما البطولة الوطنية، بقسميها الأول والثاني، التي فقدت في الآونة الأخيرة أكثر من 12 لاعبا، يتقدمهم هداف الدوري حتى الآن شيخنا صماكي، بعدما كسر الشرط الجزائي في عقده مع أولمبيك آسفي، الذي لا يتعدى 150 مليون سنتيم، شأنه في ذلك شأن البوتسواني تومسونغ، الذي فك ارتباطه مع الجيش الملكي بدفع شرط جزائي لا يتعدى 100 مليون سنتيم، ليوقع لنادي الاتحاد الليبي.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد اللاعبين المغادرين للدوري الاحترافي في الأيام القليلة المقبلة، لأن سوق الانتقالات لن ينتهي هناك إلا يوم 17 فبراير الجاري.
ووجدت الأندية المغربية، وخاصة تلك التي تعيش الخصاص المالي نفسها مجبرة على الاستسلام، فتركت نجومها يغادرون بشكل شبه مجاني، رغم أن قيمتهم السوقية تتعدى قيمة الشرط الجزائي بكثير، كما أن بعض اللاعبين استغلوا مستحقاتهم العالقة، وقرب انتهاء عقودهم، ليضغطوا من أجل الرحيل، كما هو الحال مع عميد الرجاء الرياضي محمد زيردة، الذي غادر بقيمة مالية هزيلة، لا تتعدى 500 مليون مع التنازل على مستحقاته، والتي لا تتعدى في أحسن الأحوال 100 مليون سنتيم، لينضاف إلى زميليه السابقين يسري بوزقق الذي حط الرحال بالدوري السعودي، وأنس الزنيتي، الذي التحق بالنصر الإماراتي.
وضمت قائمة المغادرين نحو الدوري الليبي كلا من من محمد أوناجم والموريتاني بونا عمر وأمين فرحان من الوداد الرياضي، وحمزة السمومي من نادي نهضة بركان، وبدر الرغاي من الكوكب المراكشي، وأشرف الزاهر ومحمد زريدة من الرجاء الرياضي، وزهير مارور وطوميسون أوريبوني من نادي الجيش الملكي، والمعطي تميزو من شباب السوالم، وأيوب نناح من زاخو العراقي، إضافة إلى المالي شيخنا صماكي، وأيمن الحسوني، الذي تعاقد مع السويحلي في صفقة انتقال حر، بعد فسخ عقده مع نادي عجمان الإماراتي في أكتوبر الماضي.
ولم يقف تهافت الأندية الليبية على اللاعبين، بل تعداه إلى الأطر التقنية، بعدما أعلن نادي الظهرة الليبي تعاقده مع المدرب عبد الكريم الجيناني، الذي فضل عرضه على كل العروض التي توصل بها منذ مغادرة فريق الرجاء الرياضي.
وهناك أيضا مجموعة من اللاعبين المغاربة انتقلوا إلى الدوري المصري، حيث تعاقد نادي الزمالك المصري مع نجم نهضة الزمامرة صلاح الدين مصدق، الذي سيجاور مواطنه محمود بنتايك، وأيضا أشرف بنشرقي، الذي عاد إلى دوري الفراعنة مدافعا عن الأهلي، بعدما سبق له أن لعب مع الزمالك، ليجاور مواطنيه أشرف داري ويحي عطية الله، كما يضم نادي بيراميذز الثنائي المغربي وليد الكرتي ومحمد الشيبي، مع تواجد أحمد بلحاج وعبد الكبير الوادي.
ومن شأن هذه الهجرة الجماعية للنجوم أن تفرغ الدوري الاحترافي وتضعفه، وتقوض فرص الأندية في التنافس على الألقاب القارية.
فإذا كان الرئيس الجديد لاتحاد كرة القدم الليبية قد بادر إلى تقوية الأندية، وتمكنيها من هوامش بشرية وتقنية هامة، تعزز حضورها وتنافسيتها على المستوى القاري، فإن اهتمام الجامعة الملكية المغربية بالمنتخبات الوطنية وإهمال الفرق، قد يوصلها إلى مرحلة الخريف الرياضي، الأمر الذي جعل العديد من المتتبعين يرفعون أصواتهم مطالبين بضرورة تدخل الجامعة لتحضين الأندية ومساعدتها على الخروج من هذا النفق، والاحتفاظ بنجومها، بل وتعزيز صفوفها بمواهب قادرة على صنع الفارق.