في ظل تسارع المشاريع الملكية الكبرى : جماعة الرباط تعيش وسط صراعات الأغلبية

إذا كانت مدينة الرباط تسير بوثيرة سريعة في أفق إنهاء المشاريع الملكية الكبرى، سواء في المجال الإقتصادي والسياحي والرياضي والثقافي ـ  لإستقبال ضيوف المغرب من مختلف بقاع العالم سنة 2030 بمناسبة تنظيم كاس العالم، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال وقبلها  لإستقبال ضيوف المغرب الأفارقة بمناسبة كاس امم إفريقيا 2025 ـ فإن جماعة الرباط ومقطاعاتها تسير بسرعة نحو صراعات قوية، داخل أحزاب الأغلبية الحكومية .
فبعد الصراع الطويل الذي عرفته جماعة الرباط في عهد الرئيسة السابقة «اسماء اغلالو « المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار ،والذي كان انتهى بإقالتها بعد ان شلت التطاحنات مصالح السكان بعد إسقاط مشروع الميزانية.
وتعيش مدينة الرباط مع انتهاء سنة 2024 و بداية سنة 2025 ،تحت رئاسة «فتيحة المودني» من حزب رئيس الحكومة،  على وقع ملف خطير جدا وذلك بعد أن صرح أحد المستشارين بأن نتائج إمتحانات الكفاءة المهنية لم تكن نزيهة بسبب شبهة الرشوة .
وإذا كانت رئيسة مجلس الجماعة طالبت المستشار الذي فجر هذه القضية بتقديم الأدلة، وشددت على أن هذا يسيء الى جماعة الرباط ،فإن هناك مستشارا بالمجلس  طالب بضرورة تدخل النيابة العامة لفتح تحقيق في هذه الإتهامات.
وبما ان صراعات جماعة الرباط ومقطاعتتها لا تأتي فرادى، فقد صوت 32 مستشارا بمقاطعة حسان على قرار إقالة رئيس المقاطعة «إدريس الرازي «وذلك وفق القانون التنظيمي 14 .113 في مادته 70.
واتهم ٱدريس الرازي قيادات أحزاب الأغلبية بالوقوف وراء قرار إقالته.
ولم يكتف» إدريس الرازي «بذلك بل وجه اصابع الإتهام إلى منسق حزب الأحرار «سعد بنمبارك « .
وسيرهن قرار إقالة رئيس مقاطعة حسان من جديد والي جهة الرباط سلا القنيطرة وعامل مدينة الرباط «محمد اليعقوبي « الذي عليه أن يحيل قرار الإقالة على المحكمة الإدارية وبعد تاكيد القرار فإنه لابد من إنتخاب رئيس جديد مع العلم ان ذلك سيكون بداية لفتح صراعات جديدة.
وكخطوة تصعيدية، أعلن رئيس مقاطعة حسان المقال بأنه ان يقدم إستقالته .
وذهب بعيدا عندما هدد بفضخ المستور وتحدى حزبه التجمع الوطني للأحرار ان يطرده من صفوف الحزب.
هذه الصراعات داخل الأغلبية ،سترهن من جديد الشأن المحلي بمقاطعة حسان ،وقد تصل إلى مجلس الجماعة خاصة أن هناك الكثير من تصفية الحسابات بين المستشارين، وستظهر صراعات اخرى بين الأغلبية التي أظهرت انها غير متماسكة، وهو ماسيؤثر سلبا على صورة الشأن المحلي في مدينة اصبحت تستقطب إهتمام العالم كمدينة للثقافة والأنوار،وكمدينة تهتم بها كثيرا» اليونيسكو» .


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 11/01/2025