“منذ ساعات الافتتاح، اشتعلت جميع أسهم بورصة الدار البيضاء بالأحمر، وسجلت خسائر متفاوتة تثير القلق. فقد خسر سهم “لافارج هولسيم” 128 درهمًا من قيمته، بينما تراجع سهم “أكديتال” بمقدار 44 درهمًا، وفقد سهم “أليانس” 33 درهمًا. في حين سجل سهم “اتصالات المغرب” انخفاضًا قدره 6 دراهم، وتراجع سهم “القرض العقاري والسياحي” بمقدار 25 درهمًا. كما شهد سهم “لابيل في” خسارة قاسية بلغت 50 درهمًا. هذا الهبوط العام يعكس حالة من التوتر السائدة في الأسواق، ويعكس التأثير المباشر للمخاوف العالمية المرتبطة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين”.
تشهد الأسواق المالية العالمية في الأيام الأخيرة تقلبات حادة أثارت القلق في صفوف المستثمرين والمراقبين الاقتصاديين. فقد افتتحت بورصة الدار البيضاء تداولاتها أمس الاثنين على وقع الأحمر، إذ شهد مؤشر “مازي” تراجعا لافتا بلغ حوالي 4 في المئة، ليستقر عند 16.609,35 نقطة. ويأتي هذا الهبوط الحاد في وقت تشهد فيه البورصات الأوروبية والآسيوية موجات من التراجع بسبب تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولم تكن بورصة الدار البيضاء استثناءً في هذا السياق، إذ امتدت الخسائر إلى معظم الأسهم المدرجة في السوق، ما أضاف ضغطا إضافيا على الاقتصاد الوطني في وقت حساس.
وقد شملت الخسائر أسهما وازنة في السوق المغربية، والى حدود منتصف نهار امس تراجع سهم أكديتال بنسبة 5,36% ليستقر عند 1.183,00 درهم بعد أن كان في الجلسة السابقة بـ 1.250,00 درهم، وسجل سهم أليانس انخفاضًا بـ 4,50% إلى 509,00 درهم. أما سهم اتصالات المغرب، فقد خسر 7,93% من قيمته ليستقر عند 106,30 درهم فقط. بدوره تراجع سهم إقامات دار السعادة بـ 6,21%، وسهم التجاري وفا بنك بـ 4,44%، في حين خسر سهم الإنعاش الضحي ما نسبته 5,58% من قيمته. أما سهم شركة استغلال الموانئ – مرسى المغرب، فسجل واحدة من أكبر الخسائر بنسبة بلغت 9,04%، وتبعه سهم الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء ش.م بانخفاض قدره 6,38%.
وتزايدت المخاوف على الصعيد العالمي بعدما تمسكت واشنطن بقرار فرض رسوم جمركية مشددة على واردات من دول عديدة، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من شركاء أمريكا التجاريين، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي. فقد أعلنت الولايات المتحدة عن فرض رسوم بنسبة 10 في المئة على معظم الواردات، وهو ما من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي ويزيد من حدة التوترات التجارية. ومع تزايد التهديدات الاقتصادية، تجد البورصات الأوروبية نفسها في مواجهة تقلبات غير مسبوقة، حيث تعرضت أسواق باريس وفرانكفورت وميلانو ومدريد لأسوأ التراجعات.
بورصة باريس سجلت تراجعا حادا بنسبة 5,97 في المئة، بينما هبط مؤشر “داكس” في فرانكفورت بنسبة 6,56 في المئة، بعد أن انخفض لأكثر من 10 في المئة لفترة قصيرة. وتعرضت بورصة ميلانو أيضًا لانخفاض بنسبة 7,5 في المئة، بينما سجلت بورصات مدريد وأمستردام تراجعات بنسب تصل إلى 5,89 و6,23 في المئة على التوالي. حتى بورصة لندن والبورصة السويسرية لم تسلم من هذا الموجة الحادة، حيث تراجعت بنسب بلغت 4,75 و6,40 في المئة.
وتعد هذه الانخفاضات نتيجة مباشرة للتهديدات التي أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد قراره بفرض رسوم جمركية مشددة على بعض الدول، وهو ما يشير إلى عودة حدة النزاع التجاري العالمي. حيث أن الرسوم الجمركية التي تصل إلى 20 في المئة، والتي ستمس بعض السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء المقبل، وهو ما يزيد من قلق المستثمرين حيال مستقبل الاقتصاد العالمي.
ومن غير الواضح إلى أين ستتجه هذه التوترات في المستقبل القريب، لكن المؤكد أن الاقتصاد العالمي على مفترق طرق. في ظل استمرار تصاعد الحرب التجارية، يظل احتمال تفاقم الأزمة الاقتصادية قائمًا، مما يضع عبئًا إضافيًا على الأسواق المالية، بما في ذلك بورصة الدار البيضاء التي تتابع الأحداث العالمية عن كثب.