في ظل تفشي الوباء بالإقليم : ملف يتعلق بالاغتصاب والاجهاض يكشف عن شبكة للإتجار في الجنس

«الاتجار في البشر وهتك عرض قاصر دون عنف، نتج عنه افتضاض، وهتك عرض قاصر دون عنف نتج عنه حمل واجهاض، والوساطة في البغاء واعداد محل للدعارة»، هو مضمون الملف 285/ 3217/ 19، الواقعة أحداثه بمريرت، إقليم خنيفرة، والمطروح على مكتب الوكيل العام لدى استئنافية بني ملال، حيث طفا من جديد على سطح الأحداث بعد فتح ملف تحقيق تحت عدد 302/ 2020، عرف جلستين في أفق ثالثة مقررة أمس الاثنين 7 شتنبر 2020، ويوجد ثلاثة أشخاص متورطين في الملف (م. أ)، (ح. و)، (ي. و)، في حالة اعتقال بسجن بني ملال، ورابعهم (ع. ي)في حالة فرار، ولا يزال مسجلا ضمن مذكرة بحث وطنية.
وكان الوكيل العام لدى استئنافية بني ملال، بحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، قد قام بتكليف الشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال، بتعميق البحث والتحري في الشكاية التي تقدم بها مواطن من مريرت، إقليم خنيفرة، عن طريق دفاعه في شأن موضوع تعرض ابنته القاصر (خ. م) لاغتصاب مفضي لافتضاض البكارة والحمل، وتأتي صرامة الوكيل العام على خلفية أهمية وتشعب الواقعة، والوقوف على وجود شبكة وراء الفعل الذي أوقع بالفتاة القاصر، سيما عقب تمكن الأبحاث التمهيدية من الوصول إلى وجود متهمة تمتلك صالونين للحلاقة والتجميل ورد اسمها بوصفها «رأس الخيط» الذي قاد إلى رؤوس أخرى.
وبإجراء التحريات الأولية، وفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، تبين للمحققين صحة المعلومات، ليتم الوصول إلى أزيد من عدة ضحايا تم الاستماع إليهن، ما أكد للمحققين مدى حجم وخطورة الملف الذي عُرف حينها ب «شبكة الاتجار في القاصرات»، ذلك بعد ورود أسماء معينة يشتبه في ممارستها الاتجار في البشر، وتسجيل وجود حالات تتعلق بالاغتصاب والاجهاض، الوساطة والمخدرات وإعداد محلات للدعارة والتغرير بالقاصرات، ليتم تشريح ملف القضية، وإحالة المتهمين على أنظار الوكيل العام ببني ملال، مع ابقاء الملف مفتوحا على كل الاحتمالات بعد الاشتباه في وجود ضحايا آخرين وأطراف متورطة، من قريب أو بعيد، في الملف.
وكان لشكاية والد الضحية (خ. م) بمريرت الدور الأساس في تفجير القضية، والذي كان قد سمح لابنته، بعد مغادرتها للدراسة، بالتكوين بأحد صالونات الحلاقة والتجميل بالمدينة، قبل أن يلاحظ تغيباتها المتكررة عن البيت، أو لا تعود إليه إلا ليلا، ولم يعلم أول الأمر باستغلالها في الدعارة عبر «سيدة الصالون» (م. أ) التي تعرض على زبنائها صورا للاختيار بمقابل مادي، قبل وقوع الواقعة المريرة عند افتضاض بكارة الفتاة من طرف حرفي بالمدينة، ومحاولة الأخير احتواء الورطة بكل الوسائل، ليستمر استغلال الفتاة جنسيا بوضعها في أحضان «زبائن معينين» اختار بعضهم اصطحابها لمأوى سياحي بمنتجع يقع بالمنطقة.
وبالمأوى السياحي المعلوم، لم يفت صاحبه ممارسة الجنس على الفتاة المعنية، قبل أن تصبح من الوجوه المعروفة في الليالي الحمراء بهذا الفضاء، إلى حين تعرفت على أحدهم، خلال يونيو 2019، عن طريق صاحبة الصالون المعلوم، ذلك قبل اصطحابه امعه نحو طنجة التي قضى بها فترة طويلة، ما قوى من دهشة والد الفتاة، وحينها علم الشخص بأن الفتاة حامل، وعبر لها عن استعداده للزواج منها،إلا أنه أثناء عودتهما لمريرت انقلب على نفسه وأخذ في تعنيف الفتاة، وارغامها على إسقاط الجنين، قبل لجوئها لعيادة خاصة حيث عملت على إجهاض حملها، قبل وصول الخبر لوالد الفتاة الذي هرع لتفجير القضية.
ومن خلال التحقيق، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»أنه سبق لأفراد من الشرطة القضائية لولاية أمن بني ملال أن انتقلوا لمدينة مريرت، إقليم خنيفرة، لتعميق البحث عن قرب، حيث قاموا بالتحري في أمر صالوني الحلاقة لصاحبتهما المعتقلة، وسجلوا ما يفيد أن الأخيرة تعمد إلى تشغيل الفتيات بالصالونين، وتتوسط لهن في أعمال الجنس بمقابل مادي، وبعد افتضاح أمر أفعالها أخذت تمارس نشاطها بطرق من التحايل والسرية، فيما جرى التأكد من نشاط صاحب المأوى السياحي (ح. و)، وأنه، بحسب تصريحات مجموعة من سكان منطقة عيون أم الربيع، يعد مأواه للسهرات الماجنة، الأمر الذي حمل بعض عناصر الشرطة إلى الايقاع به عبر تقمصهم دور زبائن.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 08/09/2020