في ظل خصاص كبير في أسرّة الحي الجامعي .. معاناة الطلبة بسبب الارتفاع الصاروخي لأسعار كراء الغرف ببني ملال

ارتفعت بشكل غريب وغير مفهوم سومة كراء الغرف والشقق بمدينة بني ملال الأمر الذي خلق أزمة كبيرة بالنسبة للطلبة والطالبات الذين تفاجأوا بهذا الارتفاع الذي زاد من معاناتهم ومحنهم المادية في سبيل التحصيل العلمي والاستمرار في مسارهم الدراسي الأكاديمي.
وأكد أحد طلبة كلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، التي تضم أكثر من 13 مؤسسة، من بينها معاهد ومؤسسات التكوين والمتواجدة بحي امغيلة ببني ملال للجريدة، بأن صاحب الغرفة التي اكتراها منه السنة الماضية بمبلغ 400 درهم للشهر الواحد، طالبه حاليا بأداء 1000 درهم إذا رغب في الاحتفاظ بها هذه السنة.
شهادة أكدتها طالبة بأحد مراكز التكوين المهني ببني ملال، التي صرحت للجريدة قائلة، بأن صاحب شقة بالحي القريب من مركز التكوين طالبها هي و زميلتها بأداء 400 درهم لكل واحدة منهما مقابل غرفة لا تزيد مساحتها على ثمانية أمتار مربعة، مشددا على ضرورة أن يشركا زميلة ثالثة لهما في الأمر ليصبح ثمن الكراء 1200 درهم.
وأفاد مجموعة من الطلبة و الطالبات الذين التقيناهم في محطة وقوف إحدى الحافلات المؤدية إلى الكليات المتواجدة بامغيلة، بأن سومة كراء الغرف ارتفعت بالخصوص في المنطقة القريبة من الجامعة كحي امغيلة، و تمشاطن والحربولية، علما بأن جل منازل هذه الغرف لا تتوفر على المرافق الصحية الضرورية لأنها منازل قديمة. وأوضح عدد من المتحدثين بأن أحياء التقدم، وديار المنصور، والعمارات المتواجدة بالجهة الشرقية بشارع محمد الخامس، فإن سومة كراء غرفة واحدة تزيد عن 1000 درهم لشخص واحد فقط .و نفس الأمر ينطبق على أحياء الشرف، وأولاد حمدان، وأولاد عياد القريبة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجهة الغربية للمدينة.
واستنكر بعض الطلبة الذين ينحدر جلهم من المناطق الجبلية المحيطة بمدينة بني ملال أو الذين يتوافدون عليها من مدن أخرى استغلال أصحاب المنازل والشقق لحاجتهم الملحة لكراء غرف قريبة من الكليات، داعين السلطات المختصة بالتدخل لفتح تحقيق في هذا الأمر ومراقبة جودة هذه الغرف، وضبط عملية التأجير، والعمل على إيجاد حلول تراعي وضعياتهم كطلبة ووضعيات أسرهم التي تبقى محدودة الدخل.
ومعلوم أن جامعة السلطان مولاي سليمان تتوفر على حي جامعي تبلغ طاقته الاستيعابية 5128 سريرا فقط منها 3044 سريرا مخصصة للطالبات، في حين بلغ عدد الطلبة المسجلين بالجامعة للموسم الدراسي الجامعي الماضي 2023/2024 حوالي 50 ألف طالب و طالبة، وسيزداد عددهم هذا الموسم بحكم ارتفاع عدد الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا و كذا افتتاح شعب جديدة بالكليات.
وتعيش عدد من الأسر مع أبنائها معاناة قاسية في بداية هذا الموسم الدراسي، بسبب هذه الوضعية، التي تزيد من الضغوط على الطلبة وعائلاتهم، بفعل الخصاص الكبير في المرافق الخاصة بالإيواء الجامعي، التي من المفروض أن يتم منحها عناية كبيرة لمحاولة استيعاب الطلبات المرتفعة وتوفير بنية استقبال للطلبة الراغبية في إتمام دراستهم ببني ملال.


الكاتب : أ - عبد العاطي

  

بتاريخ : 24/09/2024