في ظل موجة البرد المتزامنة مع وضع وبائي عصيب … أقاليم وعمالات خصصت مراكز للاستقبال وأخرى مشردوها يبيتون في العراء

تعرف بلادنا موجة برد شديدة القساوة ، منذ أيام عديدة، يرافقها انتشار سريع للفيروسات التعفنية، سواء تعلق الأمر بالأنفلونزا الموسمية أو متحورات كوفيد 19 من دلتا وأوميركون وغيرهما، الأمر الذي يهدد صحة المواطنين ويعرضهم للإصابة بالعدوى، مع ما يعنيه ذلك من احتمال حدوث انتكاسة صحية، قد لا تقف عند حدود الأعراض البسيطة التي تتطلب الراحة بضعة أيام والانقطاع عن العمل أو التمدرس، بل قد ترسل الكثيرين إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة، لاسيما في ظل تشابه الأعراض المرضية المختلفة.
ظرفية صعبة، يعاني منها بشكل كبير الأشخاص الذين بدون مأوى، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، إذ في كل موسم شتاء يفارق الحياة عدد منهم، يتم العثور عليهم في هذا الركن أو الناصية عبارة عن جثث هامدة بعد أن غادرت أرواحهم أجسادهم المعتلة، لا سيما منهم الذين يستعينون بالكحول الحارقة وغيرها من المواد الضارة، لمحاولة اتقاء قساوة الطقس، مما يعمق من أمراضهم ويزيدهم عللا على علل.
معاناة تتكرر كل سنة، تدفع بمصالح وزارة الداخلية ، بتنسيق مع باقي الشركاء، إلى تنظيم حملات لجمع هذه الفئة من الشارع العام، وإيوائها بمراكز للاستقبال يتم تخصيصها لهذه الغاية، سعيا من المصالح المختصة لحمايتهم، إذ وجهت مؤخرا العديد من عمالات الأقاليم والمقاطعات في هذا الصدد، تعليمات لمسؤولي الإدارة الترابية محليا، لمباشرة هذه الحملات بشكل استباقي، والعمل على مصاحبة الفئات الهشة التي هي بدون مأوى، لنقلها إلى هذه المراكز، في حين لا يزال عدد كبير منهم، خاصة في مدن كالدارالبيضاء، يؤثثون الشوارع والأزقة ومجموعة من الفضاءات، حيث يمكن للجميع معاينتهم صباحا، لاسيما بسبب الساعة الإضافية التي تطيل أمد الظلام، وحتى مساء، يتكدّسون في مجموعات بشرية، إناثا وذكورا، أطفالا ويافعين وشيبا، وهو ما يستوجب تدخلا عاجلا، لا سيما في ظل هذه الظرفية الوبائية العسيرة، وذلك للمساهمة في إنقاذ أرواحهم وتجنيبهم وقع البرد وتبعاته المرضية الثقيلة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/01/2022