في غياب قانون ينظم العلاقة بين المربين وباقي المتدخلين إهمال المواشي والحيوانات النافقة يضر بالبيئة والصحة العامة

 

لا تحظى الحيوانات النافقة في البوادي والمداشر المغربية بالاهتمام الضروري، إذ تُترك جثتها على حالها إلى أن تتحلل لأيام، ينهشها الكلاب ويقتاتون عليها، بالرغم من أن هذا الأمر ينطوي على مخاطر عديدة، إذ تتحول الرقعة التي تم إهمال جثة الحيوان فيها، أكان بقرة أو خروفا أو ماعزا أو دابة تستعمل في الركوب أو غيرها، إلى نقطة لتجمع الحشرات ونشر الأوبئة والأمراض من طرفها ومن خلال الأتربة والهواء والماء كذلك، ومكانا لتجمع الكلاب المشردة، التي منها الذي يكون مصابا بالسعار فيصبح خطرا على المارة، كما أنه إذا كان سبب الوفاة تسمما ما، فإن تلك الكلاب قد تصبح ناقلة لمرض آخر من الأمراض، فضلا عن الإضرار بالفرشة المائية جراء السوائل التي تتسرب من الجثة النافقة، إلى جانب الروائح الكريهة وغيرها من التبعات السلبية.
وضعية تعيشها العديد من المناطق في ظل غياب قانون ينظم العلاقة بين المربين، الذين يجب أن يتحملوا قسطا من المسؤولية في هذا الباب، وأن يجدوا مخاطبا يتصلون به لكي يقوم بعملية نقل الحيوانات النافقة المختلفة الأنواع، لكي يتم حرقها في مطرح خاص، كما هو معمول به في تجارب أخرى بعدد من الدول، الأمر الذي تعتريه العديد من العراقيل، وما يزيد الطين بلّة التراخي في تفعيل اختصاص المجالس الجماعية في هذا الباب، التي أناط بها المشرع مسؤولية حفظ الصحة وحماية البيئة، كما ورد في القانون التنظيمي 111.14، خاصة في المواد 83 . 87. 92 . 100 . 235 و 278 المتعلقة بالصحة والبيئة، والمرتبطة كذلك بمراقبة الحيوانات الأليفة وجمع الكلاب الضالة ومكافحة داء السعار وكل مرض آخر يهددها.
حيوانات نافقة، مخلفات الدجاج من أحشاء وأرجل وغيرها، تُترك في الخلاء متسببة في أضرار متعددة، والحال أنه يمكن بقليل من الجدية والتحلي بالمسؤولية، إبداع صيغ عملية لحماية البيئة والصحة العامة من جهة، واستثمار هذه «المخلّفات» في تصنيع الأكل الخاص بالكلاب، نموذجا، بعد طبخها وإعمال المعايير المطلوبة في هذا الصدد، من طرف شركات مختصة يمكن فسح المجال أمامها لكي تتكفل هي بعملية نقلها بعد وفاتها نقلا سليما وصحيا.
حلول كثيرة ممكنة، يمكنها أن تقطع مع التخلص من الحيوانات النافقة في مجاري المياه أو حرقها بشكل عشوائي، أو وضعها في صناديق للقمامة في مكان ما، أو دفنها من طرف بعض المصالح بشكل نادر في حفر مع وضع مادة الجير عليها لتفادي تصاعد الغازات السامة، والحال أنه يمكن لهذه الخطوة إذا تمت في موضع غير سليم التسبب في تبعات أخرى، وبالتالي وجب حماية مصادر المياه الجوفية والآبار من أي تلوث، خلافا للاعتقاد السائد أن المياه ستقوم بغسل ما تخلّف من تلك الحيوانات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 18/06/2021