شارك الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوم الثلاثاء 6 يوليوز2021، في قمة الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب العالم التي انعقدت بشكل افتراضي تحت رئاسة أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جينبينغ، بدعوة كريمة من قيادته وبمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه.
خلال هذه القمة، التي تمحورت حول موضوع: «من أجل سعادة الشعب: مسؤولية الأحزاب السياسية»، وجه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، رسالة مسجلة عبر من خلالها عن تهنئة الاتحاديات والاتحاديين لأعضاء وعضوات الحزب الشيوعي الصيني على مرور مائة سنة على تأسيسه وبما حققه من إصلاحات مهمة في مختلف المجالات. كما عبر الكاتب الأول عن ارتياحه الكبير للمستوى المتقدم لعلاقات التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، خاصة مع الإعلان المشترك الذي وقعه جلالة الملك محمد السادس والرئيس شي جينبينغ في ماي 2016 من أجل إقامة شراكة ثنائية استراتيجية شاملة، موضحا أن التضامن بين البلدين لمواجهة وباء «كوفيد 19» خير دليل على الرغبة الأكيدة في توطيد العلاقات الثنائية من أجل دعم المصالح المشتركة والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة في مختلف مناطق العالم. كما اعتبر الكاتب الأول أن التنمية المستدامة لن تتم إلا في مناخ إنساني يتسم بالسلم وسيادة القانون الدولي، ومن خلال تسوية النزاعات الدولية والإقليمية، وخاصة إيجاد تسوية نهائية ودائمة للقضية الفلسطينية. وأكد أيضا أن التنمية الشاملة لن تتم إلا بتقوية التكتلات الإقليمية بمختلف مناطق العالم، بما فيها المنطقة المغاربية التي تتطلب نهضتها، من بين ما تتطلبه، إيجاد حل سياسي دائم وواقعي وتوافقي للنزاع المفتعل بالصحراء، وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية.
وأبرز إدريس لشكر، في كلمته المسجلة، أن التوجه نحو المستقبل المشترك يستدعي التعبئة الجماعية لكل المكونات (أحزاب، نقابات، جمعيات، …) للعمل من أجل كسب مختلف الرهانات التنموية خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية معبرا في هذا الإطار عن يقينه بأن هذه الرهانات قابلة للتحقق على أرض الواقع لكون جمهورية الصين الشعبية طورت رؤيتها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد من أجل تحول اجتماعي شامل، ولكون المملكة المغربية، ذات النظام الملكي الديمقراطي الاجتماعي، تقود ثورة اجتماعية عميقة تؤسس لنموذج تنموي جديد أساسه العدالة الاجتماعية والمجالية.
وكان أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جينبينغ، قد استعرض، في الكلمة الافتتاحية للقمة، المسار التاريخي الطويل للحزب الشيوعي الصيني على مدار المائة سنة المنصرمة، والذي تمكن خلالها من تعزيز التنمية وتحقيق التقدم والازدهار وبناء علاقات متينة مع مختلف شعوب العالم، مؤكدا أن العالم يعيش اليوم تغيرا كبيرا لم يشهده من قبل، مما جعل المجتمع الدولي والأحزاب السياسية بمختلف دول العالم تبذل جهودا شاقة من أجل مواجهة التحديات الناتجة عن جائحة كورونا ودعم تعافي الاقتصاد العالمي وحماية الاستقرار الدولي، غير أنه أشار إلى استمرار الحروب والصراعات والمجاعة والأمراض في بعض المناطق، وهو ما يجعل المجتمع البشري أمام مفترق طرق: إما العداء والمواجهة أو الاحترام المتبادل والتعاون المشترك؟ وشدد على أن البشرية كتلة واحدة تتطلب مواجهة التحديات المشتركة بالوحدة والتضامن والتعاون والتعايش السلمي.
ودعا شي جينبينغ الأحزاب السياسية، باعتبارها قوة هامة للدفع نحو تقدم المجتمع البشري، إلى التركيز على الاتجاه الصحيح وتحمل مسؤوليتها التاريخية في تحقيق السعادة للشعوب والتقدم للبشرية. وأعرب، في هذا الصدد، عن حرص الحزب الشيوعي الصيني على العمل مع الأحزاب والمنظمات السياسية في دول العالم، بشكل مشترك ودائم، من أجل سعادة الشعوب وبناء مجتمع المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن قمة الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب العالم شارك فيها بشكل افتراضي أكثر من 500 حزب ومنظمة سياسية من أكثر من 160 دولة، من ضمنها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ممثلا بأحمد العاقد، عضو المجلس الوطني للحزب.
وعلاقة بتخليد الحزب الشيوعي الصيني للذكرى المائوية لتأسيسه، شارك الكاتب الأول للحزب في الاحتفال الذي أقامه سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، لي تشانغلين، مساء يوم الأربعاء 30 يونيو 2021 بالرباط، بحضور مسؤولين حكوميين وسياسيين وأكاديميين ومهتمين بالعلاقات المغربية الصينية.