أصدر الأستاذ كمال عبد اللطيف كتاباً جديداً بعنوان: «كتاب الاحتفاء»، وهو يتضمن مجموعة من الكلمات التي قدم بمناسبة الاحتفاء بمن تَمّ تكريمهم من أساتذته وزملائه. وقد حرص بمناسبة هذه الكلمات على إبراز مزايا وجهود من ساهم في الاحتفاء بهم.
نقدم هنا فقرات من مقدمة الكتاب كما نقدم فهرس محتوياته تعميماً للفائدة
الاحتفاء اعتراف واعتزاز
نجمع في هذا المصنف بعض كلمات الاحتفاء، التي أنجزنا في مناسبات حصل فيها تكريم من احتفينا بهم وبأعمالهم. نعتني فيها بأواصر الصداقة والزمالة والود، التي جمعتنا ولا تزال تجمعنا بمن نتحدث عنهم. نتوخى من وراء هذا العمل الإشارة إلى بعض مزاياهم، وبعض المواقف والقيم التي حرصوا على الالتزام بها في أعمالهم وفي حياتهم. يستوعب جامع مركزي مختلف كلمات هذا المجموع، يتمثل في تقديرنا الكبير لمكانتهم الرمزية والإنسانية ولمجمل أعمالهم، وكذا لمختلف القيم التي عملوا على بلورتها في الثقافة المغربية والعربية. ويشكل احتفاؤنا بآثارهم موقفَ اعترافٍ مُعلنٍ بالأدوار، التي مارسها إنتاجهم في مجتمعنا. كما يشكل موقف تقدير وامتنانٍ، لمختلف الخيرات الرمزية التي ركَّبوا في حياتنا..
نصادف في كلمات الاحتفاء أسماء متعددة، جمعتني بالبعض منهم علاقة التكوين في الجامعة، وجمعني بأغلبيتهم علاقة زمالة معرفية، امتدت أحياناً أزيد من أربعة عقود ويجمعني بالعديد منهم، صداقة أعتز برصيدها الرمزي والوجداني في حياتي.. وفي كل الأحوال، فقد كَتَبْتُ الكلمات الإحتفائية في هذا المجموع، وأنا أستمع للحركة التي كانت تحصل في ذهني ووجداني، لحظة استعراضي لزوايا معينة من العلاقة التي نسجت معهم بكثير من المودة، وكثير من الإصغاء لمفعول الآثار التي أنتجوها في الفكر والثقافة والإبداع في مجتمعنا.
تحضر في هذا المجموع من أوراق الاحتفاء، أسماء أصدقاء وزملاء وباحثين غَيَّبَهم الزمن، وبعضهم احتفينا به جالساً معنا ومستمعاً إلينا، ثم غَادَرَنا.. وكثير منهم ما زال ينعم بمزايا الحياة بيننا. وقد كنا وما زلنا نعتبر أن قيم الاحتفاء بالأحياء والأموات، تندرج ضمن الفضائل النبيلة، التي نعتز بها ونؤمن بمزاياها في مجتمعنا، حيث تنتعش بواسطتها وعن طريقها، قيم الاعتراف بجهود الباحثين وأدوارهم في التاريخ.
ترتبط كلمات الاحتفاء التي يضمها هذا الكتاب، في أغلبها، بمناسبات التكريم والاحتفاء التي شاركنا فيها، أو ساهمنا في إعدادها داخل المؤسسات التي انعقدت فيها، ونتمنى أن تُتاح لنا استقبالاً مناسبات أخرى مماثلة، تمكننا من الحديث عن زملاء وأصدقاء آخرين ورفاق درب، نُكِنُّ لهم التقدير المكافئ لمكانتهم الرمزية في الثقافة والجامعة، وتسمح لنا بمزيد من ترسيخ قيم الاعتراف في ثقافتنا.
تحضر ضمن هذا المجموع أسماء تنتمي إلى المحيط المغاربي والأفق العربي، لتعبر عن اعتزازنا بالمشترك الجامع في الثقافة العربية.. ولِنُعلن بواسطتها إيماننا الراسخ بالأفق العربي الجامع، وهو أفق يجمع آثار من نحتفي بأعمالهم، وننظر بكثير من الاعتزاز والتقدير للأدوار التي مارسوا ويمارسون في مجتمعنا وجامعتنا. كما يحضر في بعضها احتفاء ببعض النصوص وبمزاياها الكبرى في الكتابة والإبداع.
ولابد من الإشارة هنا، إلى أن كلمات الاحتفاء تشير إلى أعمال المحتفى بهم، كما تشير إلى جوانب أخرى، تعكس بعض العناصر من السيرة الجامعة بيننا وبين من نحتفي بهم، حيث تتخللها إشارات عديدة إلى مواقف وأحداث ومؤسسات وأدوار مختلفة، الأمر الذي يجعلها مرتبطة ببعض أوجُه حياتنا، ومسارات من اقتربنا منهم ومن آثارهم، مع محاولات في الاعتراف بمزاياهم ومزايا ما أنتجوا من آثار في حقل ثقافتنا.. ذلك أننا نؤمن بأن الاحتفاء اعتراف بالجهد والمثابرة، المكلَّلين بجليل الأعمال وجميل النصوص والآثار.. إنه اعتراف بقيم الفكر والإبداع وبأدوارهما في التاريخ.هذا ويستوعب الكتاب كلمات الاحتفائية الآتية:
– محمد عزيز الحبابي، استئناف القول الفلسفي في الفكر المغربي
أحمد اليابوري، الأنفة وعزة النفس
عبد الله العروي يواصل دفاعه عن القطيعة
في الذكرى الخامسة والعاشرة لوفاة الجابري
– سالم يفوت، ذكريات مشتركة من الزمن الجميل
– محمد سبيلا، صوت انتصر للحداثة والتحديث
– هشام جعيط، في التأسيس لأنوار عربية
– علي أومليل وتأسيس درس الفلسفة في الجامعة المغربية
– في الذكرى الثالثة لرحيل صادق جلال العظم
– محمد وقيدي وجرأة الموقف الفلسفي
– محمود عبد الفضيل، وداعاً
– حبيب المالكي، حزم في البحث ومرونة في السياسة
– سعيد بنسعيد العلوي، خمسة عقود من العطاء بسخاء
– عبد السلام بنعبد العالي ومحاصرة البلاهة
– بنسالم حميش والإحتفاء المتواصل بالكتابة والتخييل
– عبد الله ساعف، هدوء ويقظة
– احتفاء بنص «ليليات» لعبد الإله بلقزيز
في بلاغة البياض
– احتفاء برواية «المغاربة» لعبد الكريم جويطي
في مديح الصبوات والعاهات والحماقات
– احتفاء بأمجد ناصر:
الجالس على كرسي في حديقة عمومية