المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد أن الصحة استثمار في المستقبل
وليست مجرد تكلفة تتحملها الحكومات
شدّد تيدروس أدهانوم غيبريسوس على أهمية بناء أنظمة صحية قوية ومرنة، قادرة على مواجهة التحديات والظروف الطارئة واستباق الأخطار المستقبلية المحتملة على صحة الإنسان، مؤكدا أن صحة المجتمعات هي استثمار في مستقبلها وليست مجرد عبء وتكلفة تتحملها الحكومات، مما يتعين معه الاستفادة من تجربة جائحة فيروس كوفيد 19 في تطوير القطاعات الصحية على أساس المرونة والجاهزية.
وأبرز المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مداخلته بمناسبة افتتاح أشغال اليوم الثاني لحوارات القمة العالمية للحكومات، يوم الأربعاء الماضي، التي تم تنظيمها برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي عرفت مشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء دوليين وعلماء ورجال أعمال، وتم خلالها تدارس مستقبل القطاعات الحيوية والتوجهات الرئيسية خلال السنوات القليلة المقبلة، أنه عندما تحدث في القمة العالمية للحكومات سنة 2018، أكد على ضرورة الاستثمار في التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي، بوصفهما وجهين لعملة واحدة من أجل الاستعداد للتصدي للأوبئة في المستقبل، مشددا على أن المستقبل أصبح حاضرا اليوم، إذ قلبت جائحة كوفيد 19 العالم رأسا على عقب، وأظهرت مدى أهمية أنظمة الصحة القوية والمرنة.
وارتباطا بالحملة العالمية التي تعرفها العديد من الدول لتلقيح مواطنيها ضد الجائحة الوبائية، أكد تيدروس أنه وإلى جانب تدابير الصحة العامة الناجعة، فإن اللقاحات تمنح الآن الأمل في السيطرة على هذه الجائحة، إلا أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال توزيع عادل للقاحات بين الدول، خاصة وأنه كلما ازدادت فرصة الفيروس في الانتشار، إلا وارتفعت قدرته على التحور بطرق تضعف من فاعلية اللقاحات، وشدد المتحدث على أن التركيز على حصر توزيع اللقاح على المستويات الوطنية للدول سيطيل أمد الوباء، وسيزيد من حجم المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي تصاحبه، مضيفا بالقول “رغم ما تقدمه اللقاحات من مساعدة، سنظل نواجه العديد من التحديات السابقة ذاتها، لهذا لا ينبغي النظر إلى الصحة بوصفها تكلفة علينا تقليصها بل بوصفها استثمارا في سكان منتجين وأقوياء، ومفتاحا للتنمية المستدامة”، مضيفا في نفس الوقت بأن “الصحة ليست ببساطة نتاج البلدان القوية والمزدهرة بل هي أساس الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي”.