في لقاء تواصلي مع ثلة من شباب مغاربة العالم الذين يتابعون دراساتهم العليا بالخارج : الكاتب الأول إدريس لشكر يستعرض المسار النضالي لحزب الاتحاد الاشتراكي وأدواره السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المشهد الوطني

استقبل إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي وبرلمانيين من الفريق الاشتراكي، فصلا عن أعضاء من المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، عددا من الشباب المغربي من أبناء مغاربة العالم، الذين يتابعون دراستهم العليا بمختلف بلدان العالم.
يأتي هذا اللقاء في إطار مبادرة اتخذها عدد من شباب مغاربة العالم، الذين قرروا المساهمة في المسار التنموي للبلاد، عبر تنظيم لقاءات تواصلية مع قيادات الأحزاب السياسية.
في مستهل هذا اللقاء، أعطى الكاتب الأول الكلمة للشاب محمد بورواين قائد هذه المبادرة، الذي قدم الشكر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على حسن الاستقبال والضيافة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار التواصل مع الأحزاب السياسية من طرف شباب مغاربة العالم من أجل المساهمة في بناء مغرب الغد، فيما يتعلق بالتنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
كما أشاد بورواين بالدور التاريخي الذي لعبه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبر رجالات الدولة الكبار : عبد الرحيم بوعبيد، عبد الرحمان اليوسفي … في البناء الديمقراطي والتنموي بالبلاد، ملفتا النظر إلى المجهودات التي قام بها الفريق الاشتراكي على مر السنين، بمجلس النواب، سواء على الصعيد التشريعي أو الرقابي، وبالخصوص المجهودات التي تبذل في إطار رئاسة لجنة العدل والتشريع بالبرلمان، متمنيا في الأخير أن يكون حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يزخر بالكفاءات والطاقات في عدد من المجالات، ممثلا في الحكومة القادمة.
وبهذه المناسبة قدم الكاتب الأول كلمة، عبر من خلالها عن سعادته واعتزازه شخصيا باستضافة نخبة من شباب مغاربة العالم الذين يتابعون دراساتهم العليا بمختلف دول العالم.
بعد أن قدم الكاتب الأول للحزب أعضاء المكتب السياسي والبرلمانيين الاتحاديين وأعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية الحاضرين معه في هذا اللقاء، استعرض أمام أنظار الحضور المسار التاريخي للحزب، منذ التأسيس، والنضالات التي قام بها في ظل الصراع السياسي الذي ساد في المغرب من أجل إقرار الديمقراطية وخدمة التنمية بالبلاد بعد الاستقلال.
وأبرز الكاتب الأول أن حزب الاتحاد الاشتراكي استمرار لحركة التحرير الشعبية التي قادها الشهيد المهدي بنبركة والقادة التاريخيين للاتحاد الاشتراكي، مستعرضا أهم المراحل التي عرفتها الحركة الاتحادية انطلاقا من الكفاح ضد المستعمر والحصول على الاستقلال، ومرحلة بعد الاستقلال حين طرح السؤال المركزي، هل الأولوية لبناء الدولة أو بناء الديمقراطية، مرورا بمراحل الصراع لترسيخ الديمقراطية بالبلاد والدور الأساسي الذي لعبه حزب الاتحاد الاشتراكي، إلى أن عقد الاتحاد الاشتراكي مؤتمره الاستثنائي سنة 1975، وكان مؤتمرا لاستراتيجية النضال الديمقراطي، والانطلاق في إصلاح البلاد عبر المؤسسات المنتخبة، حيث قاد الحزب عددا من المعارك السياسية من أجل عمليات انتخابية حرة ونزيهة، ومحاربة كل ما من شأنه تزييف الإرادة الشعبية وإفراز التمثيلية الحقيقية.
وبالموازاة مع ذلك، أوضح الكاتب الأول للحزب أن الاتحاد الاشتراكي حزب يساري بمرجعية اشتراكية ديمقراطية، قدم تضحيات جسام من أجل إقرار الديمقراطية والتنمية بالبلاد، قاد فترة الانتقال الديمقراطي، من خلال قيادة حكومة التناوب التوافقي التي رأسها سي عبد الرحمان اليوسفي كوزير أول، والتي أنقذت البلاد من السكتة القلبية.
وأشار الكاتب الأول إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي مستمر في القيام بالمهام المطروحة عليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وفي كل ما يتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، خدمة لقضايا الوطن والمصالح العليا للبلاد، بفضل الطاقات والكفاءات التي يزخر بها الحزب، والتي تستجيب لنداء الوطن، كلما كانت مطلوبة في تحمل مسؤوليات وطنية سواء في الحكومة أو هيئات الحكامة أو مسؤوليات في مؤسسات دستورية أخرى، فضلا عن قيامها بأدوارها النضالية في مسؤوليات قيادية بمؤسسات مجتمعية وهيئات نقابية وحقوقية وثقافية وإعلامية … التي يتحمل فيها الحزب عبر أعضاء له مسؤوليات القيادة.
كما أوضح لشكر الدور الإيجابي والرئيسي الذي يلعبه الحزب على مستوى الديبلوماسية الموازية، من خلال تطور علاقاته الخارجية وتواجده في المنتظمات الدولية كالأممية الاشتراكية ومنتدى التحالف الاجتماعي العالمي أو على مستوى اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية أو على صعيد تحالف الأحزاب العربية الاشتراكية، ثم منتدى البرلمانيين الاشتراكيين الديمقراطيين الشباب، مبرزا كذلك الأدوار التي تقوم بها الشبيبة الاتحادية على صعيد منظمة الشباب الاشتراكي العالمي وتواجدها في قيادة هذا الإطار الشباب العالمي، وكذا ترأسها للشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي.
وشكل اللقاء فرصة سانحة لشباب مغاربة العالم بأن يطرحوا عدة أسئلة تهم الحزب وأدواره المختلفة في البناء الديمقراطي والديبلوماسية الموازية، وبرنامجه الانتخابي، ورؤيته المستقبلية لقضايا التنمية والتقدم بالبلاد في المستقبل القريب.
وكان اللقاء مناسبة مواتية، أيضا، لتفاعل الكاتب الأول للحزب مع كل الأسئلة التي طرحت للنقاش في إطار حوار ديمقراطي وشفاف تطبعه الصراحة والوضوح والمصداقية في الخطاب.
وعبر شباب مغاربة العالم الذين يعتبرون عماد المستقبل ورجال الغد للمملكة المغربية، عن ارتياحهم بهذا اللقاء والنتائج التي تمخضت عنه من خلال مستوى النقاش السياسي ومصداقية الخطاب، مقدمين الشكر والتحية والتقدير للقيادة الحزبية ولكل عضوات وأعضاء الاتحاد الاشتراكي.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 06/06/2025