يحكي عبد الواحد الراضي عن مدينة فاس : ” فعلا، لدي علاقات قوية ومتنوعة مع مدينة فاس. أولا علاقات بيولوجية . والدتي فاسية بنت مدينة فاس. أمها من عائلة السقاط. وأبوها من عائلة أملاس أصلها من الريف. كان من الممكن أن أزداد بمدينة فاس عوض مدينة سلا، لأن والدتي تعيش مع والدي في البادية. ابنها الأول بعد الولادة توفي من بعده، ازددت أنا . كانت والدتي خائفة أن يكون مصيري هو الموت ، فضغطت على والدي لحملها للولادة في فاس بدل البادية بالقرب من عائلتي والظروف والشروط مواتية للولادة ، لكن والدي له رأي آخر في الذهاب لسلا لتوفرنا على سكن وكل شيء يوجد هناك. وهي مدينة قريبة من فاس. في النهاية ،هذا ما وقع. خلقت في سلا وليس فاس . عندي مع فاس علاقة روحية قوية كبيرة .أنا من الجيل الذي كبر مع الحركة الوطنية ، هذه الاخيرة كان لها دور أساسي .كان جيلنا متشبعا باستمرار بما يجري بفاس وما يقال . ولي علاقات إنسانية أخوية مع عدد من الإخوان والأخوات من فاس أرى أمامي بعضهم، والتي لها ما يزيد عن نصف قرن .كان لي الشرف والحظ في إطار النشاط الحزبي. أطرت العديد من المؤتمرات الإقليمية ولقاءات في العقود الماضية . علاقتي بفاس علاقة قوية جدا وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا مثل برلماني فاس. ولا ننسى أنها كانت تتوفر على أربعة برلمانيين من المدينة ضمن الفريق، وكان لي شرف ترؤسه أنذاك، فلمست المستوى الرفيع لمناضليها وأطرها ونخبها لهذه المدينة السعيدة ” .
وعن الوضع الراهن في المغرب، يقول الراضي: في الحقيقة المغرب يعيش مفارقة أصعب وأعمق من هذه، فنحن ننظر دائما لجزء من المشكل، ولا ننظر إلى المشكل كله. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنشئ تحت راية اليسار، ومهام اليسار مهام معروفة. اليسار خلق في العالم في القرن 19 كرد فعل على الأنظمة التقليدية المحافظة، واليسار هو معروف عالميا بأنه هو أداة تغيير المجتمعات، اليسار من أهدافه الأساسية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية والعدالة الاجتماعية والمساواة والعديد من القيم والمبادئ الإنسانية، التي تشرف البشر. فهذا اليسار، خلق كرد الفعل لنظام محافظ تقليدي وقديم من القرون الوسطى. نحن في المغرب، بعد الاستقلال 1955/1956 المغرب كان ملاذا تقليديا متأخرا جدا بالنسبة لعدد كبير من دول العالم . المغرب والعالم العربي والاسلامي، مشكلتهم أنهما متأخرون عن التاريخ. فالدول الأوروبية والغربية، بدأت تخرج من المرحلة التقليدية والمحافظة في القرن 16 أكثر من 400 سنة وعاشت فترات من عدة أنواع : ثورات فكرية ، الثورة الأولى لديكارت (الكوجيطو) على أنه قبل ديكارت، كان عدد كبير من أوروبا أنفسهم وفرنسا عقلهم عقل سحري، يفسرون الأحداث والطبيعة بمفاهيم سحرية، ولكن جاء ديكارت، ونبه الناس إلى أن لله أعطاه العقل، ويجب عليه أن يشغله ولا يخضع للشعوذة وللسحر، ويفسر الكون والعالم بهذه المعطيات على أنه يجب أن يطور العلم . من بعد هذه الثورة الأساسية، جاءت الثورة السياسية للقرن 18 قبل عصر الأنوار، والثورة الصناعية، والثورة ما بعد الثورة الصناعية ،والآن عندنا الثورة الرقمية. هكذا يكون التقدم.
بدأنا ندخل في العالم العصري بعد الاستقلال، رغم أن الحماية بدأت تدخل لنا بعض المعطيات، ولكن الهدف منها، أن تقضي مصالح المستعمر . بدأنا نرى أننا نخرج من المرحلة الظلامية إلى الحداثة والتجديد والتغيير والتقدم من بعد الاستقلال. والمغرب لم يكن له من يقوم بهذه الأعمال .الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، هو الذي قام بهذا العمل، من المغرب التقليدي المحافظ القديم إلى مغرب متقدم حداثي ديمقراطي والعدالة الاجتماعية ،وهذه هي مهمة الاتحاد الاشتراكي الذي كان يرفع المغرب إلى الأعلى ، بحيث الافكار التقدمية والاشتراكية، لم تكن موجودة. فحزبنا بذل كل مجهود على ان تنتشر هذه الافكار والقيم والأخلاق في المغرب . الخلاف الذي كان بين الاتحاد الاشتراكي والحسن الثاني رحمه لله هو هذا. وخلافنا مع الأحزاب الأخرى، التي كانت هو هذا، لأن من بعد الاستقلال كانت هناك ثلاثة توجهات: توجه رجعي، يقوده عدي أوبيهي بعقلية فيودالية إقطاعية، وتوجه ثان هوإرث سياسة للحماية بنخب مغاربة لاحتلال أماكن الفرنسيين، وتوجه ثالث، هو فئة التقدميين التي تقول يجب على المغرب أن يكون بلدا عصريا وحداثيا . فالمهدي بنبركة يرحمه كان دائما يقول: إذا استعمرنا فلأننا كنا قابلين للاستعمار، والذي يجب علينا أن نعمل الآن لكي لا يتجاوزنا ، لأن تأخيرنا من الاحتلال تأخير تكنولوجي وعسكري واقتصادي وتعليم ..لا يمكن أن نقبل بهذه الوضعية، لكن كانت هناك قوة محافظة لم ترغب، وهذه أسباب المعارك مع الحسن الثاني وعدد من عناصر التي كان لها أنذاك مصالح وليس لها تغيير. فهذا هو دور الاتحاد الاشتراكي، يقدم لدفع المغرب إلى الأمام.
كنا نطالب بالدستور وبمجلس تأسيسي لتهييئه، والاتحاد الاشتراكي كان يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة والعدالة. في ذلك الوقت، كنا في البرلمان سنة 1977 ندافع عن هذه أفكارحرية المساواة والديمقراطية، وكنا نجابه بأن هذه الأفكار مستوردة، فالاتحاد رغم ذلك بقي يناضل . وفي التسعينات، كان الحسن الثاني اعترف بأن السياسة المتبعة، ليست هي التي يجب أن تتبع، وتتذكرون في خطابه ب”السكتة القلبية” ، وكان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على حق ، وطلب من الاتحاد أن يقود التناوب ويشكل الحكومة . بطبيعة الحال من بعد رئيس الدولة قال هذه الأشياء ، أصبح كل المعارضين لنا ديمقراطيين ومع حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية . ونعتبر في الاتحاد الاشتراكي انتصارنا وهو انتصار كبير. اليوم، لم يبق في المغرب من يقول إنه ضد الديمقراطية وضد المساواة وضد العدالة الاجتماعية وهذا هو ربح الاتحاد الاشتراكي . هم ربحوا الانتخابات، ونحن ربحنا أننا أدخلنا أفكارا وقيما وأخلاقا ومطالب الشعب المغربي ، حتى لو لم نصل إلى مبتغى .نحن زرعنا خميرة التي تعطي في المستقبل للمغرب الديمقراطي .
أعتبر أنه وقع نوع من التمييع ، تمييع الديمقراطية .ويجب أن ننتبه إلى أن المسؤول عن هذه الوضعية التي نعيش فيها هم الحاكمون ، فعلا الوضعية، التي يعيشها المغرب، مسؤول عنها الذين حكموا البلاد عشرات السنين ، وانتقدناهم ومازلنا ننتقد الذي يجب أن ينتقد ، لكن مغرب اليوم، لديه دستور من أحسن الدساتير ، دستور خلق في المغرب لنظام ملكية برلمانية ،لأن جميع السلط التشريعية والتنفيذية، تنبثق من صناديق الاقتراع بربط النتيجة بالانتخابات والشرعية في ممارسة الحكم ، البرلمان عنده احتكار في القوانين ،والملك يشرع في المجال الديني، وباقي التشريعات كلها من اختصاص البرلمان. رئيس الحكومة في دستور 2011 أعطاه سلطا واسعة ، كذلك الوزراء منحت لهم سلطات واسعة في مجلس الحكومة بأخذ كل القرارات ، قرارات تؤخذ في المجلس الوزاري للملك محدودة، إذن السلطة التشريعية والتنفيذية قوية بحكم الدستور والقضاء مستقل . السلطة القضائية لم تعد لها علاقة بالوزير. كل هذه الأشياء لم تعط نتيجة، وهذه هي المفارقة .
جزئيا، تطور الشعوب والتقدم، لا يكون على يد الحكام ، بل بيد الشعب، لأن مشكلتنا فينا ، لما تسأل عن البرلمان والحكومة يقولون لا تعجبنا، السياسة المتبعة في التعليم والصحة لا تعجبنا، ومن وضع هؤلاء؟ كان هناك تصويت وانتخابات لكن هنا يكمن المشكل ؟ لدينا مجموعة من أدوات البناء الديمقراطية، نحن في مرحلة الانتقال الديمقراطي، لكن الآليات بها عطب. لا يمكن أن تكون عندك ديمقراطية صحيحة وحقيقية وعندك أحزاب «مضعضعة»، وليس لك نقابات ومجتمع مدني. الديمقراطية، تحتاج إلى وسائل وأدوات. تضع الدستور، وتعطي السلطة للأحزاب وما لم تكن قوية لن تنفذ الدستور. أقول بعض الحقائق التي لن تعجب البعض. ليس الحاكمون وحدهم مسؤولين، بل نحن كذاك كشعب مسؤولون. لما تأتي الانتخابات 57 في المئة لا تذهب للتصويت، النخب لا تصوت، فالفئة التي تذهب للتصويت تحت ضغط المال والشعوذة والعقلية، ما هو السبب التأخير، اتركونا من سياسة الحاكمين، المشكلة في وعي المواطنين. العالم الغربي في 400 سنة خلق المواطن والمواطنة ، نحن في فترة المرحلة خلقنا فيها الناخب ولم نخلق المواطن ، وهناك فرق بين الناخب والمواطن، الآن معركة التوجيه والتأطير ، وأن يفهم المغاربة أن مصيرهم بين أيديهم ، ولا ينتظروا أي أحد من الخارج ليصلح لهم أمورهم .نحن الذين نصلح أمورنا بأنفسنا أو لا تصلح. يجب اتباع الطريق المستقيم . رغم أننا نحن الذين هيأنا هذه الأدوات للانتقال الديمقراطي ، لم ننجح في الانتخابات، لأن الناس لم تربط بين ما عملنا وما بين ما وصلنا إليه، جزء كبير لا علم له ولا تعرف ما يقع . إسأل الآن من وضع الدستور؟ لأول مرة كان دستور غير ممنوح. كان دستور فيه نقاش وحوار بلجنتين، لجنة تقنية علمية ولجنة سياسية . السياسة الحكومية لتسيير شؤون اليومية من تشغيل وصحة .. المشكل الكبير عندنا هو أن وقت الاختيار والحسم لم يكن الاختيار الذي يجب أن يكون من طرف المواطنين.
أن في الديمقراطية لا يكفي أن يكون عندك دستور جيد . يجب أن تكون لك الأدوات التي تفعل الدستور، منها الأحزاب السياسية والكل يقول إنها ضعيفة، لماذا؟ لأنها ضعفت من طرف المواطنين. كان الحزب يتحكم في الأشخاص. من أراد أن يدخل إلى الحزب يستوجب من يضمنه، ويجب أن يكون له سلوك جيد. وهذا كان معمول به في حزب الاستقلال والاتحاد الوطني والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . كان الانضباط والصرامة والقانون الأساسي للحزب ، الذي وقع الآن، أصبحت الانتخابات والبحث عن الأصوات، هو ما يجعل الأحزاب تبحث عن العدد والأصوات، ولم يعد البحث عن النوع، وهذا ما أهلك الأحزاب وأصبح المناضلون الذين يترشحون لا حظوظ لهم في النجاح ، لأن «مول الشكارة» لا يترك لهم أملا، لدرجة أن الشباب وهو شيء مشروع، هو الارتقاء في ترتيب المسؤولية داخل الحزب والمجتمع . الحزب يدفع به لكن «مول الشكارة» يسقطه ، لم يبق أمل .الشباب لم يعد يغريه الذهاب إلى الأحزاب .أصبح الغش الانتخابي. وفسد كل شيء. وقضي على الحياة الحزبية. والذي ينجح أصبح يفرض شروطه على الحزب . الأشخاص يتحكمون في الأحزاب وليس العكس التي لها قوانين داخلية والانضباط. وهذا هو الذي ضعف الأحزاب ، ولما يضعف الحزب تضعف النقابة والمجتمع المدني. الحزب أساسي. لا يمكن أن تكون ديمقراطية بدون أحزاب.هذا مستحيل. وما دامت الأحزاب ضعيفة، الانتقال الديمقراطي، سيكون صوريا. ليس الحزب الوحيد بل التعددية وكل الأحزاب يجب أن تكون قوية . هذا هو سر النجاح ، وكان دور الإدارة في ضعف الأحزاب بل حتى المواطنين ساهموا كذلك ، إذا رغبنا في نظام ديمقراطي حقيقي، يجب أن نقوي أحزابنا وبالأخص الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، المغرب محتاج إليه ، لأنه محتاج إلى حزب يساري حقيقي ، مهمة حزب يساري صعبة جدا ، لأن ما يتطلبه من المواطنين والمواطنات والمناضلين أصعب مما يتطلبه حزب يميني ، هذا الأخير لا يبحث عن التغيير بل يبحث عن المصلحة الخاصة الفردية، عكس الحزب الاشتراكي الذي يبحث عن المصلحة العامة. إذا كنت يساريا يجب أن تكون لك القدرة على التكوين في التفكير. وهناك ظاهرة خطيرة في السياسة، تصرفات الأحزاب والعديد من المناضلات والمناضلين، هي تفريغ السياسة من مضمونها الثقافي الاقتصادي والاجتماعي. أصبحت السياسة هي الحرب على السلطة. لما كنا نذهب إلى مؤتمراتنا، كنا نذهب بمشروع مجتمعي متكامل، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والعلاقات الخارجية . لم نذهب للصراع حول السلطة ، كانت لدينا لجنة الترشيحات هي التي تقترح.
اليوم في العالم هناك أزمة، أزمة الديمقراطية التمثيلية، أروبا قبل الثورة الفرنسية والقرون الوسطى كان يحكمها الملوك، والملك في أوروبا يعتبره السكان يستمد السلطة من عند ، كان عاملا دينيا مثل البابا الآن. لما أتت الثورة، تغير المفهوم، وأصبح مصدر السلطة والسيادة هو الشعب ، وأصبح الحل وهو قديم منذ الاغريق هو التمثيل، وهم ممثلو الشعب، أحيته بريطانيا في القرن 16 ووصل إلى فرنسا في القرن 19. هذه الأنظمة التمثيلية إن لم تكن جاء محلها الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية، لأن مشروعية السلطة هي القوة . اليوم مستوى الوعي والمعرفة تطور لدرجة أن العالم الغربي أصبح له ما يكفي للمشاركة في القرار، وبدأت المطالبة بالديمقراطية التشاركية وتعويض ما يسمى بالديمقراطية العمودية بالديمقراطية الأفقية، وحتى هم، وقع لهم مشكل السباق والعراك على السلطة، وخير مثال ما وقع مؤخرا في الانتخابات بفرنسا. وسط كل الأحزاب كان عراك، وكانت انتخابات داخلية داخل الحزب لاختيار من يرشح الحزب، وبعد ذلك الذهاب لمواجهة خصوم الأحزاب الأخرى، والأحزاب التي عرفت عراكا انهارت وماتت. اليمين التقليدي الفرنسي مات حصل على 6.3 في المئة. الحزب الاشتراكي 603 كذلك والذي حصل على الصف الأول حزب اليمين المتطرف. هذه أزمة كونية للديمقراطية التمثيلية. ومازال علماء وخبراء سياسيون لم يجدوا ابتكارنمط جديد ليوفق ما بين إرادة المشاركة . مشكلتنا الأولى لم نستوعب هذه التمثيلية، مازال التزوير. والمشكل الثاني، هو الأمية وإدعاءهم المعرفة باستعمال وسائط الاجتماعية، الخاصية التي نحتاج لها هي الروح النقدية . القيم والمبادئ شيء أساسي، وما يعيشه العالم والعالم العربي، ونحن تثمن الأخلاق في المعاملات، فلا يمكن أن تبني مجتمعا بدون أخلاق وبدون قوانين وبدون احترامها .
المدرسة موجودة لتسليح الإنسان بالمعرفة، لا يمكن التطوروالتقدم إلا بالمعرفة ، المجتمع الامي لا يتقدم، يجب التعلم والتحصيل وكيفية استعمالها ، تكوين الاجيال المقبلة بالمعرفة ، للأسف نحن في المغرب عندنا مشكل في التعليم ..أدوات التعلم هي القراءة والكتابة ، وهناك التربية، وهي تلقين القيم والأخلاق والسلوك وطريقة العلاقات ، جزء في العائلة والمدرسة والشارع ، قمة التكوين هي التكوين الوطني عن طريق الحزب.
أنا من مؤسسي الحزب 1959 للاتحاد الوطني للقوات الشعبية .عشت مراحل الحزب كلها :مرحلة القمع والعز، مؤتمرات الحزب من التأسيس فصاعدا. ألاحظ وأرى كيف كان يتصرف وكيف أصبح يتصرف ، ورأيت في العشر سنوات لما قلتها بل رأيت قبل ذلك ، حقيقيا الاتحاديين ينتحرون، وأحكي لكم في سنة 1977 كان لنا فريق برلماني ، لما انتهت أول دورة من أكتوبر، اتفقنا على النزول إلى الأقاليم والبداية من الدوائر التي نجحنا فيها ، هنا بدأت تظهر العيوب وجلد الذات . للأسف بدأت هذه الظواهر تنخرالحزب ، لم يعد القمع، وبدأ الحكم يزحف علينا، بدأ التهافت على المناصب والحرب الأهلية.
ما العمل؟ طرحه عبد الرحيم بوعبيد في المؤتمر الثاني لما قدم تقريره السياسي ، وهو نفسه اقتبسه عن لينين . العمل واضح .بإمكان الجميع الرجوع إلى الصواب، رجوع إلى سلوك الأخلاق والانضباط والصبر والمثابرة .ممكن أن نستدرك الأشياء.هذا ليس مستحيلا. يجب تعبئة المواطنين، من حيث الاهتمام بالشباب الذي هو المستقبل والمرأة. لا يمكن للمغرب أو أي مجتمع أن يتغير ونصفه مهمش. يجب أن نقدم للمغاربة مشروع مجتمع ديمقراطي حداثي تقدمي يضمن المساواة بين المواطنين في الحقوق والحظوظ وبرنامج للقيام بإجراءات أساسية للاستجابة للحاجيات الملحة للمواطنين ورؤية واضحة على نقط واضحة ممكن أن يتعبأ عليها المواطنون.
الأحداث التي وقعت في الجزائر أحداث مهمة جدا، الكيفية التي ستنتهي مهمة ليست بالنسبة للجزائريين ولكن بالنسبة للعالم العربي والافريقي والعالم الثالث ككل، الجزائر توجد بها طاقات كبيرة ونخب نساء ورجال ذوو تكوين ممتاز، ومن الناحية المادية يتوفرون على خيرات في ميدان الغاز والبترول، لكن عندهم نظام لا يسمح للجزائريين بالانفتاح وأن يساهموا، النظام لا يسمح للنخب بالظهور. أعتقد إذا تم حل توافقي ما بين الجيش ومطالب الشعب الجزائري ومروا من هذه المرحلة الانتقالية بكيفية إيجابية، سيكون مكسب للجزائريين، وستتغير وستنطلق وستفك القيود، وسيكون لذلك انعكاسات في بلادنا وعلى العلاقات المغربية الجزائرية وبناء المغرب العربي والمنطقة المتوسطية، هذا التطور في هذا الاتجاه، يمكن أن يحصل أو يمكن أن لا يحصل، ولكن هناك حظوظ لكي يحصل بنوع من التوافق .
أسباب قضية الصحراء ، رفض الجزائر الاعتراف بمغربية الصحراء، والمشكل الذي خلقه هي الجزائر والحل سيكون مع الجزائر، أما بالنسبة للأمم المتحدة، فتعتبر قضية الصحراء غير مهمة لأنها لن تخلق حربا عالمية ولا تمس مصالحهم ، وهي وسيلة للضغط علينا والكل يستفيد منا ومن الجزائر، يستغلوننا وهو نوع من الابتزاز . إذا أردنا أن نخرج من هذه القضية، يجب على هذا النظام الجزائري الجديد أن يتفهم الأمور ويغير الموقف من قضية الصحراء، ستكون ثورة فكرية وسياسية في منطقتنا ، لأن الموقف الحالي للجزائريين موروث عن الهواري بومدين الذي ترك تركة . نتمنى للحكمة أن تتغلب عند المسؤولين المقبلين .إن باستطاعة الديمقراطية حل المشاكل، غدا إن أصبحت الديمقراطية في الجزائر وكانت ديمقراطية في المغرب، سيكون هناك تفاهم .الديمقراطية هي موقف الشعوب بينما الديكتاتورية موقف أشخاص. نتمنى للجزائر أن تخرج منتصرة خدمة للجزائر وللمغرب العربي.
من حوار عبد الواحد الراضي في ضيافة الكتابة الاقليمية للحزب بفاس