في لقاء للكونفدرالية المغربية للهيئات الثقافية الفنية مع وزير الثقافة : القطاع يعاني اختلالات هيكيلية فاقمتها الجائحة

شكل اللقاء الذي جمع وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس مع الكونفدرالية المغربية للهيئات الثقافية الفنية المحترفة، يوم الاثنين22 يونيو الجاري، والتي تضم كلا من النقابة المغربية للمهن الموسيقية، النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، غرفة مؤلفي ونقاد الدراما، غرفة فناني الأداء والمهن التقنية، غرفة الفرق المسرحية المحترفة، الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، الغرفة المغربية لمنتجي السمعي البصري، الغرفة المغربية لموزعي البرامج السمعية والسمعية البصرية، فدرالية الصناعات التقنية، اتحاد المهرجانات الدولية للسينما، اجتماعا مع وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس، يونيو بمقر وزارة الثقافة، مناسبة تم خلالها تدارس القضايا المرتبطة بمجالات السينما و السمعي البصري و الصناعات التقنية و الفنون الدرامية و الفنون الموسيقية و الغنائية والرقص، حيث قدم رؤساء الأقطاب بالتتابع، توصيفا دقيقا للمجالات المذكورة، من جهة، و إجراءات عملية واقعية وقابلة للتنفيذ، من جهة أخرى، سواء تعلق الأمر بالظرفية الراهنة المتعلقة بالجائحة و الحجر الصحي، أو تلك المرتبطة ببعض القضايا الهيكلية و التي من شأنها تنظيم القطاع الثقافي و الفني وتمكينه من الموارد ليتبوأ المكانة اللائقة به، وهي التدخلات التي تتبعها الوزير باهتمام متأن بالنظر الى دقة معطياتها الإحصائية ونجاعة مؤشراتها الدالة.
و في هذا الإطار قدم جمال السويسي، رئيس قطب السمعي البصري والسينما، بسط خلال الاجتماع عرضا حول آثار الجائحة والحجر الصحي على الانتاجات السمعية البصرية، كما ذكر بالإجراءات الكفيلة بالنهوض بهذه المجالات الحيوية والتي أصبحت تساهم بإمكانيات جد هامة من العملة الصعبة بفضل الانتاجات الدولية، و تؤمن للمواطن المغربي إنتاجات وطنية تساهم في توحيد القيم وتعزيز وحدة الانتماء، إضافة إلى دوره الريادي الصناعة الثقافية وطنيا وقاريا. و من هذا المنطلق دعا السويسي إلى الرفع من قيمة سقف الدعم العمومي المخصص للإنتاج، و إعادة النظر في وضع المقاولات العاملة فيه من منظور أنها مقاولات صانعة للمضامين الثقافية و ليس للسلع التجارية.
كما تقدم عمر بنحمو الكاملي، بصفته رئيسا لقطب الصناعات التقنية بشروحات مستفيضة حول هذا المكون الأساسي في الإنتاجات السمعية و السمعية البصرية و السينمائية، و الذي لم يأخذ نصيبه من الاهتمام في السياسات العمومية لقطاع الاتصال، مؤكدا على أهمية الاستثمارات التي يقوم بها الفاعلون في هذا المجال، داعيا إلى ضرورة اعتبار و إدماج الصناعات التقنية ضمن الحلقات الأساسية في دورة إنتاج الصناعات الثقافية و الفنية، انطلاقا من مراجعة المرسوم المنظم لدعم الانتاج الوطني و المهرجانات و القاعات السينمائية.
رئيس قطب المهرجانات السينمائية، عبد الحق منطرش، أبرز أهمية و دور المهرجانات في الفضاء الثقافي الوطني، في غياب القاعات و البنيات التحتية الكفيلة بالمساهمة في التنشئة الاجتماعية و التربية على الذوق الفني، كما ذكر بالالتزامات التي سبق لوزراء الثقافة و الاتصال السابقين أن تعهدوا بها و لم تجد ترجمتها العملية الى حد الآن، بما فيها ترتيب المهرجانات، و المستحقات المالية للمهرجانات و حل إشكال تمويل الدعم المخصص للسينما المعتمد أساسا على صندوق النهوض بالفضاء السمعي البصري، الذي لم تعد موارده كافية لحاجيات القطاع، و تعويض ذلك بقسط مالي في ميزانية المركز السينمائي المغربي، لتفادي الاضطرابات في صرف الدعم لدى المستفيدين، و كذا رفع سقف الغلاف المالي للمهرجانات التي تزايدت خلال العشر سنوات الأخيرة.
من جانبه قدم عبد الكبير ركاكنة، رئيس قطب الفنون الدرامية مختلف الاشكالات التي يعاني منها المجال، سواء ظرفيا بفعل جائحة كورونا، أو هيكليا نظرا لعدم تنزيل النصوص القانونية أو عدم تفعيلها، أو نتيجة غياب استراتجيات قطاعية من شأنها المساهمة في خلق صناعة ثقافية وطنية، تنافسية ومنفتحة على التراث الانساني المشترك. وعبر بنفس المناسبة عن موقف المنظمات النقابية التي يمثلها داخل الكونفدرالية، تجاه الدعم الاستثنائي الموجه للمسرح، وعن رؤيتها لعقلنة وتدبير مجال الفنون الدرامية بعلاقته بوزارة الثقافة أو بمختلف المتدخلين في الشأن الثقافي..
أما قطب الفنون الموسيقية فقد أشار بخصوصه مولاي أحمد العلوي بصفته رئيسا له، الى جانب نائبه و رئيس النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة الفنان محمود الادريسي، إلى الآثار السلبية لجائحة كورونا على العاملين في المجالات الموسيقية و الغنائية المختلفة نظرا لإغلاق الفضاءات العمومية و منع التظاهرات الفنية، مطالبا الوزير باتخاذ كافة التدابير للتخفيف من وطأة الوباء و من معاناة شريحة عريضة من المبدعين من الضائقة المالية. كما أبرز المتدخل الاختلالات التي يعرفها هذا المجال مقترحا مجموعة من التدابير ذات الطابع القانوني والاداري والتدبيري للنهوض بهذا المجال .
يشار إلى أن الكونفدرالية قامت، و بشراكة مع مختلف الفاعلين و المهنيين و الخبراء في المجالات الفنية و الثقافية التي تدخل في مجال اختصاصها، ببلورة وثيقة مرجعية للقطاع سلمت في نهاية اللقاء الى وزير الثقافة الذي التزم بأن ينكب شخصيا على دراسة هذه الوثيقة لأهمية و دقة ما ورد فيها من تشخيص ظرفي وهيكلي لمختلف المجالات الثقافية والفنية، على أن يعقد لقاء آخر لتقديم اقتراحاته حولها.


بتاريخ : 26/06/2020