في مؤتمر بتطوان : صحافيون وخبراء رياضيون وأمنيون من المغرب وإسبانيا يناقشون القضايا المشتركة لإنجاح مونديال 2030

‬أكد ‬مصطفى‭ ‬العباسي‭ ‬،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬المغربية‭ ‬للصحافة‭ ‬ورئيس‭ ‬الفرع‭ ‬الجهوي‭ ‬للنقابة الوطنية للصحافةالمغربية بجهة طنجةتطوان،‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬يعتبر‭ ‬منصة‭ ‬بارزة‭ ‬للحوار‭ ‬و‭ ‬خلق‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬و‭ ‬تقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬صحفيي‭ ‬الضفتين.
‭ ‬واعتبر العباسي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 40 لصحفيي الضفتين التي أدراها عضو الجمعية الزميل عبدالمالك الحطري ،الذي انطلقت أشغاله الخميس الماضي بتطوان تحت شعار ” إعلام الضفتين قضايا مشتركة لإنجاح مونديال 2030″ ،أن هذا‭ ‬الحدث‭ ‬السنوي‭ ، ‬أصبح‭ ‬آلية‭ ‬فعالة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الإشكالات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بالبلدين،‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬تقربب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬مصالح‭ ‬الشعبين‭.‬
واستغل مصطفى العباسي المناسبة للتضامن مع الشعب الإسباني بسبب الفيضانات الأخيرة التي أودت بحياة العديد من المواطنين وكان من ضمنهم أيضا مغاربة، منددا في كلمته باسم الصحفيين ،بحرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، واغتيال العشرات من الصحفيين أيضا.
وكشف العباسي، على القادم المؤتمرات سيتناول كل مرة جانبا من الجوانب المرتبطة بتنظيم هذه التظاهرة الكروية العالمية .
من جانبه شدد خافيير ماتينيز رئيس جمعية صحفيي منطقة الأندلس، على أهمية الشراكة التي تربط الإطارين المغربي والإسباني، مذكرا بتاريخ ومسار هذه العلاقة التي تجمع بين الصحفيين في الضفتين.
وأكد خافيير مارتينيز، على متانة هذه العلاقات، التي وقفت أمام كل التقلبات التي عرفها البلدان في بعض المراحل، بل ساهم الصحفيون في تقريب وجهات النظر بين الجارين، معلنا أنه وزملاؤه رهن إشارة المغرب والمغاربة ،لتقديم أي خدمة فيما يتعلق بتنظيم هذه التظاهرة الكروية العالمية.
عبدالكبير اخشيشين رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أكد في كلمته ،علر أن استمرار هذه الشراكة طيلة هذه السنوات، دليل على أن هناك صدق في العمل ووعي بدور الإعلام، الذي دعا بشأنه ليكون قاطرة أساسية ومنارة تضيء أعين السلطة السياسية ما إن كانت هناك لديها ضبابية وغشاوة.
ولم يفت عبدالكبير اخشيشين، التأكيد على أن الإعلام يعتبر آخر قلعة في الاستثمار، وهو ما حذر منه، بحكم الأدوار الطلائعية والمهمة التي يقوم بها،داعيا إلى ضرورة الاستثمار في الإنسان وفي ” المعقول ”
ورأى رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الإعلام هو الذي يوضح صورتنا في المرآة، مشددا على أن النقابة، انطلقت منذ مدة في تنظيم هذه المهنة والاستثمار في الصحفيين، حتى تكون هذه المهنة في نفس القوة لدى جيراننا.
وشدد اخشيشين على أن النقد الذاتي مهم جدا، وهو الذي يساهم في تطوير المهنة، والبحث عن الحلول، داعيا إلى التكوين والتكوين المستمر.
وأوضح رئيس النقابة، أن هذه الأخيرة، قامت بمبادرة لتمكين الصحفيين من التمكن من اللغات، خاصة وأن المغرب مقبل على تنظيم كأس العالم، وهذه العملية تم تعميمها على جميع فروع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، مؤكدا على ضرورة استرجاع هيبة هذه السلطة التي نسميها السلطة الرابعة في زمن التفاهة التي تداهمنا جميعا، وبالتالي لابد من الوقوف ضد ذلك.
الصحافة ودورها المحوري في التنمية: أهمية التعاون بين الصحفيين في المغرب وإسبانيا والبرتغال لتعزيز التغطية الإعلامية للأحداث المشتركة، كان موضوع مداخلة الدكتور محمد السوعلي، باحث في القانون العام الاقتصادي والسياسات العمومية والتنمية،قارب هذا الموضوع أمام صحفيي الضفتين.
وأكد الدكتور محمد السوعلي، على أن التعاون الرياضي بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال،يعد ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات المشتركة بين هذه الدول، خاصة مع اقتراب موعد استضافة كأس العالم 2030.
هذه الشراكة الرياضية تمثل فرصة كبيرة،يقول، ليس فقط لتطوير البنية التحتية الرياضية واللوجستية، بل أيضًا لتعزيز الترويج العالمي للحدث عبر التسويق الإعلامي الفعّال. النجاح في هذه المشاريع لا يعتمد فقط على الجانب المادي، بل يتطلب كذلك دورًا نشطًا للإعلام المكتوب، المسموع، والمرئي في ترويج الحدث وتعزيز جاذبية المنطقة كمركز رياضي وسياحي عالمي.
في هذا الإطار، جمعية الصحافة التي تضم الصحفيين من المغرب، إسبانيا، والبرتغال، ستلعب دورًا حاسمًا في تنسيق الجهود الإعلامية. ستكون مسؤولة عن تزويد الصحفيين بالمعلومات الدقيقة التي تضمن التغطية المتكاملة والمهنية للحدث، مما يسهم في تحقيق الأهداف الإعلامية المشتركة ويعزز التعاون بين الصحفيين.
لتعزيز هذا التعاون الصحفي،يضيف الدكتور محمد السوعلي، تم تنظيم المؤتمر الأربعين لصحفي الضفتين بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في تطوان. يهدف هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه 55 صحفيًا من الدول الثلاث، إلى توحيد الرؤية الإعلامية لتغطية التحضيرات الخاصة بكأس العالم، ويركز على كيفية توحيد الجهود الإعلامية لإنجاح الحدث الرياضي.

هذا التعاون الإعلامي لا يعزز فقط العلاقات بين الدول الثلاث، بل يُعد نموذجًا مثاليًا لتوظيف الإعلام كأداة فعالة في الترويج للحدث، مما يسهم في تحقيق نجاح رياضي، سياحي، واقتصادي متكامل.
من جهة أخرى، تجمع المغرب وإسبانيا والبرتغال علاقات تاريخية تعود إلى قرون من التبادل الثقافي والتجاري. اليوم، تعكس هذه الروابط يضيف السوعلي، شراكات اقتصادية قوية في مجالات مثل الأمن، الهجرة، والطاقة. ورغم أن مستويات تطور الإعلام في هذه البلدان تختلف، فإن التحديات المشتركة التي تواجه الصحافة في المغرب، إسبانيا، والبرتغال تتطلب حلولًا تتجاوز الحدود الوطنية، وذلك من خلال تظافر الجهود وتوحيد الرؤية الإعلامية بين الصحفيين في هذه الدول.
في هذا السياق، من الضروري يقول المتدخل، تقييم نتائج المؤتمرات السابقة لاستخلاص الدروس المستفادة وتعزيز التراكمات الإيجابية التي تحققت على مر السنين. الاستفادة من هذه التجارب ستساهم في تطوير الإعلام وتعزيز التكامل بين الصحافة في هذه الدول، خاصة مع مواجهة التحديات الإعلامية الراهنة التي تعرقل التطور الطبيعي للعمل الصحفي.
وتزداد أهمية هذه التحديات إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الإعلام يشكل عنصرا اساسيا في تعزيز التنمية المستدامة وتوجيه الرأي العام. عندما يتمتع الإعلام بالاستقلالية والموارد الكافية، فإنه قادر على تسليط الضوء على القضايا الحقيقية التي تهم المجتمع وخدمة المصلحة العامة بموضوعية. وفي ظل عصر الهيمنة الإعلامية وتحديات الأخبار الزائفة، يبرز دور الإعلام في تقديم تغطيات موثوقة تسهم في تعزيز التفاهم بين الدول الثلاث وتقديم صورة إيجابية ومتكاملة للعالم.
الإعلام المسؤول،يقول الدكتور محمد السوعلي، يعد حجر الزاوية في دعم التنمية وتعزيز الديمقراطية، من خلال توفير منصة للنقاش العام البناء، وهو ما يسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية الفعالة وتحقيق الازدهار على كافة الأصعدة.
وفي سياق التحضيرات لكأس العالم 2030، يشدد السوعلي على أن الإعلام يلعب، دورًا محوريًا في تسليط الضوء على الجهود المشتركة بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال.
وقدم المتدخل طرحًا في محورين رئيسيين يوضح العلاقة بين الإعلام والتنمية.
المحور الأول ركز فيهة على ما تقوم به الدولة المغربية، خاصة في شمال المملكة، من جهود لإنجاح التظاهرة الكروية، من خلال تأهيل الملاعب وتطوير البنية التحتية الرياضية والإنتاجية والاجتماعية. كما سيتم التركيز على تقوية الشبكة الطرقية، بالإضافة إلى تعزيز البنية السياحية والثقافية لاستقبال الجماهير العالمية التي ستتوافد إلى المملكة خلال الحدث الرياضي.
أما المحور الثاني،فتناول فيه الدكتور محمد السوعلي، دور الصحفيين في المغرب، إسبانيا، والبرتغال في التسويق الأمثل لكأس العالم 2030، ليقف عند أهم التحديات التي تواجه التسويق الصحفي، مثل المنافسة الشرسة في عالم الإعلام الرقمي وانتشار الأخبار الزائفة، كما ناقش رهانات المستقبل التي تستهدف تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول الثلاث لضمان تغطية إعلامية متميزة تبرز أهمية هذا الحدث العالمي وتعزز مكانة المنطقة على الصعيد الدولي.
وفي هذا الإطار، أبدى المتدخل، ملاحظة جوهرية ،يقول يجب التركيز عليها وهي الاستقرار السياسي، الأمني، والاقتصادي الذي تتمتع به الدول المعنية بالتنظيم، مما يعد ركيزة أساسية لإنجاح التظاهرة الكروية. هذا الاستقرار يُعتبر مدخلًا مهمًا في صياغة الاستراتيجيات الإعلامية التي ستواكبها الجمعية المغربية للصحفيين، حيث يساهم في تقديم صورة إيجابية وآمنة للمنطقة، مما يُعزز من جاذبية الحدث ويزيد من ثقة المشاركين والزوار في هذه الدول.
وكشف السوعلي في مداخلته أن جهة طنجة تطوان الحسيمة،تعد مركزًا حيويًا يربط بين شمال إفريقيا وأوروبا بفضل موقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتمتد الجهة على مساحة تقدر بـ17,262 كيلومتر مربع، وهو ما يمثل حوالي 2.43% من مساحة المغرب، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 3.9 مليون نسمة في عام 2023. يتسم سكان الجهة بديناميكية سكانية عالية، حيث تشكل فئة الشباب نسبة كبيرة، مما يفرض تحديات هيكلية واجتماعية على مستوى توفير فرص العمل والخدمات الأساسية،معددا بالأرقام ماتمتاز به الجهة، كما تطرق أيضا إلى الإكراهات التي تعاني منها.
ولتعزيز التحول الرقمي،دعا الدكتور محمد السوعلي إلى الاستثمار في البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الإعلامية، مع تقديم برامج تدريبية مكثفة للصحفيين لتمكينهم من استخدام الأدوات الرقمية الحديثة وتطوير مهاراتهم في التعامل مع الوسائط المتعددة ومنصات التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الصحف التحول إلى نماذج الإعلام الرقمي المتكامل لتوسيع قاعدة جمهورها.
ورأى المتدخل أن التصدي للأخبار الزائفة،يتطلب جهدًا مشتركًا بين الصحافة، الجمهور، والسلطات. فبدون هذا التعاون، قد تستمر المعلومات الكاذبة في التأثير على المجتمعات وزيادة الانقسامات. لذا، من الضروري أن تستثمر المؤسسات الإعلامية في التكنولوجيا، تُعزز التعليم الإعلامي للجمهور، وتطور سياسات تضمن الاستجابة الفعالة لتحديات الأخبار الزائفة،كما يجب إطلاق منصات رقمية مشتركة بين الدول الثلاث تجمع المحتويات الصحفية المتخصصة، بالإضافة إلى تأسيس شراكات لتحقيقات صحفية مشتركة حول القضايا الدولية مثل الجريمة المنظمة وتهريب البشر.
ونصح المتدخل بتعزيز التبادل الأكاديمي والتدريب المهني بين الصحفيين في المغرب وإسبانيا والبرتغال لتحسين مهاراتهم وتعميق فهمهم للسياقات الإعلامية المختلفة، وإطلاق برامج مشتركة لتغطية كأس العالم 2030،كما يتطلب تعزيز التعاون الإعلامي مبادرات متعددة تشمل تطوير المنصات الرقمية، تنظيم منتديات تدريبية، وتعزيز التحقيقات الصحفية المشتركة، مما يسهم في بناء إعلام قوي وفعال، تعزيز القوانين المؤطرة للصحافة،إذ يجب مراجعة القوانين والتشريعات المتعلقة بحرية الصحافة والتعبير لضمان حماية أكبر للصحفيين وتمكينهم من أداء مهامهم بحرية ودون خوف من التهديدات أو الاعتقالات،و في المغرب، ينبغي العمل على تحديث قانون الصحافة بما يتماشى مع المعايير الدولية، مع التركيز على تقليص القيود المفروضة على نشر المواضيع الحساسة. أما في إسبانيا والبرتغال، فيجب تعزيز الحماية القانونية للصحفيين من الضغوط السياسية أو الاقتصادية،كما يجب وضع آليات واضحة لحماية الصحفيين، سواء من المخاطر المهنية المتعلقة بتغطية المواضيع الحساسة أو من التهديدات الرقمية. هذا يتطلب دعم الصحفيين من خلال شبكات دولية للمساعدة القانونية، وإنشاء صناديق لدعم الصحفيين الذين يواجهون التهديدات أو الاعتداءات. وفي المغرب،يقول، يمكن إنشاء هيئة مستقلة تشرف على حماية الصحفيين وتضمن عدم تعرضهم لأي مضايقات قانونية أو مهنية.
بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية،إن تنظيم كأس العالم لكرة القدم هو حالة نادرة في معيش الشعوب، لذلك فالمغرب سيحفر عميقا من أجل أن يكون لمونديال 2030 قاعدة عليها يبنى مغرب ما بعد 2030، ولذلك علاقة وطيدة بكل المناحي الحياتية التي يلامسها هذا التنظيم، ولا أعتقد أنه يستثني منها شيئا.
من هذا المنطلق، الذي يحدد كونية الحدث وضخامته، يقول،سيكون لزاما أن نحدد الرافعات ونعين أوراش الإشتغال، فعلى قدر اجتهادنا الجماعي في طبع تنظيمنا لكأس العالم بالإستثنائية والإبداع الملازمين منذ عقود من الزمن للشخصية المغربية، يمكن أن نتصور من الآن ضخامة الإرث الذي سيتركه كأس العالم، وكأني به موعد جديد يضربه التاريخ للعبقرية المغربية، لكي تعبر عن نفسها بطريقة رائعة، للبشرية جمعاء.
ولعل من أقوى رافعات التحضير المثالي لتنظيم نموذجي لكأس العالم الذي نشترك في تنظيمه، والأجدر أن نقول بأننا نتنافس في تنظيمه مع الجارتين الإيبيريتين، رافعة الإعلام، وهنا أصل للورش الحيوي والإستراتيجي الذي يحتاج إلى مقاربة نوعية، وأيضا إلى استنهاض الهمم لكي يكون الإعلام الوطني بشكل عام، بأتم جاهزية فكرية ومهنية، لا ليكون مواكبا ومتعقبا للحدث الكروي الكوني، ولكن لكي يكون دراعا من الأدرع المساهمة في إنجاح التنظيم، ولكي يكون أيضا صائنا وحافظا للإرث الذي سيتركه تنظيمنا للمونديال.
ويرى بدر الدين الإدريسي أن الإعلام الرياضي الوطني بهذا المعنى، سيكون أمام مسؤولية ثلاثية الأبعاد،فله ارتباط وثيق بكأس العالم، بل إن الإعلام بمختلف أجناسه ومع كل حلقات التطور العلمي والتكنولوجي الذي غير من صورته وأدائه، كان على مر العقود مساهما في تسريع كونية الحدث، وما كان لكأس العالم لكرة القدم أن يكون له هذه الجاذبية والجماهيرية والشعبية الجارفة، من دون الإعلام، بخاصة منه التلفزي الذي وسع جغرافية المشاهدة عبر العالم، لدرجة أن المونديال تتضاعف أرقام مشاهدته من نسخة لأخرى، والدليل على هذا مونديال قطر 2022 الذي حقق مشاهدة قياسية بلغت 5 ملايير حول العالم، وجنت الفيفا من بيع حقوق بثه التلفزي 2640 مليون دولار، وهو ما شكل 56 بالمائة من إجمالي المداخيل، وهي أرقام تؤكد أن الإعلام المرئي والمسموع عبر ابتياع قنواته لحقوق البث صار من الممولين الأساسيين للفيفا إلى جانب الرعاة والمستشهرين.
وأوضح الإدريسي أن الشراكة الإستراتيجية بين الإعلام وكرة القدم، وبين الإعلام وكأس العالم، هي ما يدفع اليوم بكل تجرد وموضوعية، بعيدا عن التسطيح والمزايدة، لطرح السؤال النقدي الساخن.. هل إعلامنا الرياضي الوطني جاهز مهنيا وبشريا وتقنيا لكي يضطلع بمسؤولية إنجاح تنظيمنا لكأس العالم، قبليا وحينيا وبعديا؟
هل إعلامنا الرياضي قادر بوضعه الحالي على ربح رهان المنافسة في مواكبة حدث كروي تتعبأ له كل مشارب الإعلام العالمي للتأثير فيه وللإنتفاع منه؟ مضيفا أن مونديال 2030, كاستحقاق دولي، يسائلنا عن الأهلية المهنية لإعلامنا الرياضي لكي يضطلع بمهمة الدفاع عن المكسب، ثم مهمة تحقيق أفضل إشعاع ممكن للحدث، فمهمة ربح رهان المنافسة مع قوافل الإعلام العالمي التي ستفد على بلادنا لتغطية الحدثين، وبخاصة حدث كأس العالم، تقتضى وضع إستراتيجية وطنية هدفها الإرتقاء بالإعلام الرياضي الوطني لمستويات عالية جدا، تحقق أولا التكامل بين كل مفاصل الإعلام من صحافة مكتوبة إلى صحافة إلكترونية إلى صحافة سمعية وبصرية، وتحقق ثانيا الشمولية في استهداف الهياكل بالتقويم والإصلاح وتحقق ثالثا وهذا هو الأهم الدراع والحصن الواقي للوطن والمروج العقلاني لصورة مغرب يمثل في محيطه حالة تنموية خاصة.
وكشف بدر الدين الإدريسي، أنهم كإعلاميين رياضيين،استشعروا داخل الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين أهمية المرحلة الدقيقة التي يجتازها الإعلام الوطني قبل الرياضي، والفرصة التاريخية التي يتيحها تنظيم المغرب للمونديال الكوني، لكي نؤسس للزمن الجديد للإعلام الرياضي، المستوعب للتحولات الكبرى التي حدثت على مستوى أنماط التعبير، والضامن لفلسفة الإشتغال والإنتماء للمهنة والقادر بشكل إستباقي على استيعاب كل المتغيرات، فشاركنا يضيف،المعهد العالي للإعلام والإتصال في تنظيم المنتدى الأول للإعلام الرياضي، عنه صدرت العديد من المخرجات، أهمها على الإطلاق الحاجة الماسة لفرض التكوين والتكوين المستمر كأداة لا محيد عنها لتجويد الإعلام الرياضي، وقد أفضى ذلك لإطلاق أول ماستر متخصص في الإعلام الرياضي داخل المعهد العالي للإعلام والإتصال.
وأشاد المتدخل بالتزام كل من قطاع الإعلام في وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بجعل الإعلام الرياضي في صلب إستراتيجية تطوير وهيكلة الإعلام، بالنظر لحجم الإنتظارات، وقد بات المغرب قبلة للتظاهرات الرياضية الكبرى.
وأكد الإدريسي في ذات المداخلة،أن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية،دعت عند حضورها المؤتمر السادس والثمانين للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي انعقد مؤخرا بإسبانيا، كلا من الجمعية الإسبانية للصحافة الرياضية والجمعية البرتغالية للصحافة الرياضية، لجلسة عمل جرى الإتفاق خلالها على توقيع بوتوكول تفاهم وتعاون بين الجمعيات الثلاث يوم 12 شتنبر من العام الحالي.
ويهدف بروتوكول التعاون الذي تشرفت بتوقيعه يقول، من موقعي كرئيس للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، إلى جانب زميلي خيسوس ألباريز نائب رئيس الجمعية الإسبانية للصحافة الرياضية وزميلي مانويل كيروش رئيس الجمعية البرتغالية للصحافة الرياضية، ببيت الصحافة بمدينة ذنجة إلى إحداث إطار لتعاون مشترك بين الجمعيات الثلاث، يستثمر في الإرث الكروي والحضاري والإنساني المشترك، ويوحد الجهود المهنية من أجل مواكبة المبادرات الكبرى التي يؤسس لها التنظيم المشترك لكأس العالم 2030، إلى جانب مد الجسور بين الإعلاميين الرياضيين، وبخاصة منهم الشباب في الدول الثلاث، لتقاسم التجارب المهنية واستدامة الإرث الكبير الذي سيخلفه هذا التنظيم المشترك للمونديال.
كما تجسد هذه المبادرة إيمان الجمعيات الثلاث بأن الإعلام هو من أهم رافعات نجاح الأحداث الرياضية الكبرى، ويترجم وعيها بالدور الذي يضطلع به الإعلام الرياضي على الوجه القبلي، لإضفاء طابع المثالية على تنظيم المغرب وإسبانيا والبرتغال لنهائيات كأس العالم 2030، كحدث استثنائي وغير مسبوق في تاريخ هذه التظاهرة الرياضية الكونية.
ومن أهم أهداف هذا البروتوكول،يوضح بدر الدين الإدريسي ،إنشاء لجنة مشتركة مكونة من عضوين من كل اتحاد، من أجل تنسيق عمل الصحفيين من الدول الثلاث والترويج لكأس العالم 2030، رفع مستوى الوعي لدى الصحفيين من الدول الثلاث بأهمية كأس العالم والإرث الإعلامي الذي سيتركه، تسهيل عمل الصحفيين، وخاصة الصحفيين من البلدان المضيفة، قبل وأثناء كأس العالم 2030،تبادل وتقاسم المعرفة والمعلومات، مع التركيز على إعداد الصحفيين الشباب لهذا الحدث الكروي الكبير.
‭ ‬الخبير‭ ‬الاسباني،‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأمني‭ ‬،‭ ‬صامويل‭ ‬موراليس‭ ‬قال في مداخلته،إنه ‭ ‬أجل‭ ‬التنظيم‭ ‬الثلاثي‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬عدة‭ ‬نقط‭ ‬استباقية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأمني‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬محاربة‭ ‬الإشاعة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتجنب‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬من‭ ‬فيديوهات‭ ‬مزيفة ، داعيا إلى تقوية‭ ‬الأمن ‭ ‬السبرياني،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬لما‭ ‬ينشر‭ ‬بالعالم‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬تدبير‭ ‬الأمن ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمن ‭ ‬التابع‭ ‬للدولة‭. ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الامن‭ ‬الاستباقي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يحتاط‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الخارجية‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬،وبالتالي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بالتوازي‭ ‬في‭ ‬الاستعدادات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالخطة‭ ‬الاستباقية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ليكون‭ ‬عادلا‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬المحتضنة‭ ‬لمونديال‭ ‬2030‭.‬
وقال ‬صامويل‭ ‬موراليس ،إن‭ ‬تدبير‭ ‬الأمن ‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬الكبرى‭ ‬،‭ ‬ليس بالأمر الهين،فقد‭ ‬تحدث‭ ‬مشاكل‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬‭ ‬ستحتضنها‭ ‬قارتان‭ ‬الأفريقية‭ ‬والأوربية‭ ‬،‭ ‬ويتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬الحرص‭ ‬والاستعداد‭ ‬الجيد، ‬‮‬منوها‭ ‬بالمجهودات‭ ‬الأمنية‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التظاهرات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬استباقي‭ . ‬
متدخلان إسبانيان في فعاليات مؤتمر صحفيي الضفتين، شددا على أهمية هذا التواصل بين الإعلاميين من الدول الثلاث، المستضيفة لكأس العالم 2030،معبرين عن ارتياح الوفد الإسباني لتجديد التواصل واللقاء بنظرائهم الصحفيين المغاربة، ومواصلة مقاربة القضايا المشتركة بين البلدين .
وأشاد المتدخلان بالمستوى الكبير لكرة القدم المغربية، التي أبانت عن كعب عال خاصة في مونديال قطر، مستحضرين في هذا الباب فوز المنتخب المغربي على نظيره الإسباني.
ولم يفت المتدخلان( صحافي رياضي و خبير في المجال الرياضي ) التشديد على ضرورة التعاون بين الإعلاميين في كل من المغرب، إسبانيا والبرتغال لإنجاح مونديال 2030..
من جانبه، قال عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافة الرياضية ، إن الرياضة والإعلام يكمل أحدهما الآخر، ولكل منهما فضل في وجود الآخر، واستمراره وبقائه وتطوره أو تراجعه.
وكشف المتوكل أن الإعلام الرياضي في المغرب، يعاني إكراهات الهشاشة المؤسسية، التي تمس صلب المهنة، بحيث يجد الإعلامي نفسه مطوقا بأمانة الأدوار المنوطة به، ومحروما من الوسائل التي تسعفه في أداء المهام المفترضة فيه، سيما في ظل وجود فاعلين؛ من وزارة وصية ولجنة أولمبية وجامعات وأندية وفرق، لا يدركون حتى الآن قيمته، فإن يبقى مع ذلك مطالبا بأداء أدواره كاملة غير منقوصة، بحيث يسعى جهده كي يبقى في عصره، ويتفاعل مع الجماهير، ويطور الرياضة، ومن خلال ذلك يطور أداءه.
وأكد عبداللطيف المتوكل، أن الإعلامي الرياضي مطالب بالحرص أكثر من غيره على دقة المعلومات، وحصافة الرأي، ومثالية الخلق، والتجرد من الانتماءات ما أمكنه ذلك، والوسطية في النقد، والإسهام في نشر الوعي والثقافة الرياضية، لا أن يكون مصدرا للنزاعات العصبية، وإذكاء النعرات الزائغة، ونشر الفتنة بالمعلومات الزائفة.
علينا، نحن معشر الإعلاميين المهتمين بالشأن الرياضي، يضيف ،أن نعي جيدا طبيعة ونوعية المسؤولية الملقاة على عاتقنا إزاء ما يراد من وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيرها، وقدرتها على الانتشار.
وعرج المتوكل في مداخلته إلى الاستقلالية، التي رأى أنها تبقى نسبية إلى حد كبير، حتى لا نقول مجرد مطمح ليس إلا. غير أن غيابها لا يعني بالضرورة غياب المهنية. ففي كثير من التجارب، كانت الصحيفة التي تدعي الاستقلالية مجانبة للصواب، في حين جاء الخبر المتزن، والمهني، والموضوعي، والمقبول، من الوسيلة المملوكة للدولة، المشدودة بوثاق متين من التبعية المحاصرة لمبدأ الاستقلالية


الكاتب : جلال كندالي / عبدالمالك الحطري

  

بتاريخ : 11/11/2024