الشيخ بن بيه يؤكد أن إعلان مراكش شكل نقطة تحول لبناء تعايش في الحاضر والمستقبل
شارك الجمعة 14 يوليوز رئيس منتدى تعزيز السلم الشيخ عبد الله بن بيه في مؤتمر دولي لمواجهة التحريض على العنف بتنظيم من الأمم المتحدة في مقر المنظمة بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وذالك استجابة لدعوة وجهها له الأمين العام. ويهدف هذا المؤتمر الذي هو الأول من نوعه في إشراك القادة الدينيين إلى إطلاق خطة عمل لمكافحة التحريض على العنف الذي قد يؤدي إلى ارتكاب الجرائم الفظيعة.
وقد افتتحت أشغال المؤتمر بكلمة ترحيبية للأمين العام للأمم المتحدة أنطزنيو غوتريس تلتها الكلمة التأطيرية للشيخ عبد الله بن بيه، والتي تناول فيها أبعاد إشكال التحريض على العنف وخطاب الكراهية من منظور لاهوتي وديني، معتبرا أن دور رجال الدين في هذه المرحلة هو «نزع اللبوس الأخلاقي الذي يستقوي به الخطاب التحريضي وسلبه الشرعية الدينية التي تلبّس بها».
وفي هذا الصدد، استعرض الشيخ بن بيه جهود المنتدى في مكافحة التحريض على العنف من خلال التذكير بالمبادرات الفكرية والميدانية التي اضطلع به المنتدى في تفكيك خطاب العنف، خاصة مبادرة إعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات في الديار الإسلامية الذي أصدره المنتدى مطلع سنة 2016 والذي نظم تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، وقد اعتبر من طرف المراقبين نقطة تحول ومرحلة جديدة من محاولات الفهم العميق للتراث الديني لبناء تعايش في الحاضر والمستقبل.
وفي سياق تحرير مفهوم التحريض، دعا رئيس منتدى تعزيز السلم إلى «ربط مبدأ حرية التعبير، الذي أصبح مبدأ مقدسا في الحضارة السائدة بمبدأ المسؤولية عن نتائج التعبير» ،مشيرا إلى أن خطاب التحريض، الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام، يعتبر من أهم محرضات العنف ومؤججات الكراهية، مما يستدعي القيام بمراجعة فكرية لمبدأ حرية التعبير بشكل براغماتي نفعي ينظر إلى التأثير الميداني له.
وفي نفس السياق، دعا الشيخ عبد الله بن بيه إلى ملائمة القوانين المكافحة لخطاب الكراهية والعنف للبيئات التي يراد تنزيلها عليها، مع مراعاة الخصوصيات والتفاوت بين المجتمعات واعتبار التراكمات التاريخية في كل مجتمع. وشدّد الشيخ بن بيه على أن الدعوة إلى حرية «تدنيس المقدَّس وشتم رموز الإنسانية، الذين نؤمن بأن معنى الوجود وصل إلينا من خلالهم، هي من هذا الصنف من حرية التعبير المحرّضة على العنف والكراهية والمؤذنة بخراب النظام العام للمجتمعات».
وختم الشيخ بن بيه كلمته بأن معالجة خطاب التحريض على العنف يجب أن تتسم بالواقعية في مراعاة خصوصية السياق المحلي وبوضوح الهدف بسن قوانين لمكافحة التمييز وخطاب الكراهية وازدراء الأديان بشكل يحصن المجتمع ويحميه من خطابات الكراهية والتحريض على العنف.
وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي تدعو فيها الأمم المتحدة الشيخ عبد الله بن بيه لإلقاء كلمة في فعالياتها، وكانت المرة الأولى في شهر أكتوبر في قمة القادة لمكافحة الإرهاب.