واصل المنتخب الوطني لكرة القدم انتصاراته على الساحة القارية والدولية، لينفرد بأطول سلسلة انتصارات على المستوى الدولي، متخطيا كمالقة كرة القدم العالمية.
وحصد الفريق الوطني العلامة الكاملة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، محققا إنجازا تاريخيا جديدا بتسجيله 16 فوزا متتاليا، ليحطم الرقم القياسي العالمي، الذي كان مشتركا بين منتخبي إسبانيا وألمانيا (15 فوزا متتاليا).
وجاء هذا الإنجاز بعد فوز أسود الأطلس على منتخب الكونغو بهدف واحد، في المباراة التي جمعتهما مساء أول أمس الثلاثاء على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن الجولة العاشرة والأخيرة من التصفيات. وبهذا الانتصار، رفع الفريق الوطني رصيده إلى 24 نقطة كاملة، وبات الفريق الوحيد في القارة السمراء الذي يفوز في جميع مبارياته في التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل، المقرر تنظيمه في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
بدأت سلسلة الانتصارات المغربية في 7 يونيو 2024، عندما تغلب الفريق الوطني على زامبيا (2 – 1) في الرباط، قبل أن يحقق فوزا ساحقا على الكونغو (6 – 0)، ثم يتفوق على الغابون (4 – 1) وليسوتو (1 – 0)، وعلى جمهورية إفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا في وجدة بنتيجتين (5 – 0) و(4 – 0).
وتواصلت العروض القوية بقيادة المدرب وليد الركراكي، بفوز خارج الديار على الغابون (5 – 1)، ثم على ليسوتو (7 – 0).
وفي مارس الماضي، عزز الفريق الوطني تفوقه بفوزين على النيجر (2 – 1) وتنزانيا (2 – 0) ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
وخلال شهر يونيو، خاض المنتخب الوطني مباراتين وديتين انتصر فيهما على تونس (2 – 0) وبنين (1 – 0) في فاس، قبل أن يختتم شهر شتنبر بانتصارين آخرين على النيجر (5 – 0) وزامبيا (2 – 0)، ثم تفوق ودياً على البحرين (1 – 0)، ليعادل الرقم القياسي العالمي قبل أن يتجاوزه أمام الكونغو.
وبلغ رصيد المنتخب الوطني خلال هذه السلسلة التاريخية 50 هدفاً في 16 مباراة، بمعدل تهديفي يفوق ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة، فيما استقبلت شباكه أربعة أهداف فقط. كما حافظ الحارس ياسين بونو على نظافة مرماه في 12 مباراة، في تأكيد على صلابة الخط الدفاعي وانضباط المنظومة التكتيكية.
ويُبرز هذا الإنجاز الطفرة النوعية التي تشهدها كرة القدم المغربية تحت قيادة الركراكي، سواء على مستوى المنتخب الأول أو الفئات السنية، التي حققت نتائج مشرفة في السنوات الأخيرة، مما جعل المغرب يحتل المرتبة 11 عالمياً في تصنيف “فيفا”، متصدراً التصنيف إفريقياً وعربياً.
وبالعودة إلى المباراة الأخيرة أمام الكونغو، فإن العناصر الوطنية سيطرت على مجرات المواجهة، لكنها وجدت صعوبة كبيرة في اختراق الجدار الدفاعي الغابوني، وهو سيناريو مشابه إلى حد كبير لمباراة البحرين الودية، التي انتهت بفوز مغربي بهدف متأخ للمدفاع جواد الياميق.
وزرع هذا الاستعصاء على المستوى الهجومي كثيرا التخوفات، خاصة وأنه لم تعد تفصلنا على نهائيات أمم إفريقيا سوى أسابيع قليلة، ما يطرح على الناخب الوطني ضرورة معالجة الأمر وإيجاد الحلول في الأوقات الحرجة.
وفي الدقيقة 63 من الشوط الثاني، فك يوسف النصيري شفرة الدفاع الكونغولي، بعد هجمة منظمة بدأت من وسط الميدان عبر إسماعيل الصيباري، الذي مرر الكرة إلى أشرف حكيمي المنطلق من الجهة اليمنى، ليقدم عرضية دقيقة حولها النصيري إلى الشباك.
ومن المنتظر أن يشارك “أسود الأطلس” في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي سيحتضنها المغرب، حيث يخوض المباراة الافتتاحية أمام جزر القمر في 21 دجنبر المقبل، في انتظار الكشف عن برنامجه الودي خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر القادم.
في مباراة انتهت بفوز صغير ومقلق أمام الغابون ..المنتخب الوطني يكتب التاريخ ويسجل أطول سلسلة انتصارات في العالم

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 16/10/2025