احتضنت مدينة آسفي نهاية الأسبوع الماضي، تظاهرة دولية « TEDx Asfi» اختارها المنظمون أن تكون منبرا تفاعليا وفكريا لطرح النقاش حول تجارب ناجحة وأفكار إيجابية من موقع فاعلين دوليين ووطنيين في مختلف المجالات بعدد من بلدان العالم.
التظاهرة التي نظمت من قبل « BCSKILLS»، والتي احتضنتها مدينة الثقافة والفنون، شهدت تدخلات لمسؤولين حكوميين وسياسيين وعلماء ومثقفين وفاعلين اقتصاديين وجمعويين .. وفي هذا الصدد، تناول وزير التنمية بغانا أكوازي أوبونغ فوسو المشارك في هذا اللقاء، موضوعا بعنوان «إلى أي حد نحن غير إنسانيين»، حيث أبرز النزاعات التي تقضي على السلم وأمن الشعوب، مستشهدا بمجموعة من الحروب والنزاعات التي أبانت على مستوى العنف الكائن داخل الإنسان بدلا من التعاون بين مختلف المكونات البشرية، وطالب وزير التنمية الغاني بالتفكير والتأمل في مصير الإنسانية في عالم تسوده الحروب والكراهية والقتل، مؤكدا أن المغرب شهد تحولات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ويحتل اليوم مكانة استراتيجية كبوابة للقارة الإفريقية نحو العالم .
من جهتها، ركزت الرئيسة المؤسسة للحكامة النسائية كارولين كودسي في تدخلها على كيفية استعادة التوازن بعد اختبار قوة الصمود، داعية إلى النظر إلى الأشياء من الناحية الإيجابية بدل الاقتصار على المناحي السلبية، مؤكدة أن الحتمية ليست بنظام لإعادة البناء. وقدمت كارولين في هذا الصدد، مجموعة من العوامل التي من شأنها الإسهام في تعزيز الصمود لدى الإنسان في مواجهة مختلف التحديات، مشيرة إلى أنه استنادا لنظرية الجاذبية، فإن الشخص هو من يحدد مستقبله . ودعت الخبيرة التي تم تكريمها من قبل منظمة الأمم المتحدة من بين أفضل 100 امرأة الأكثر تأثيرا في كندا لعملها المرتبط بالمساواة بين الجنسين، المشاركين في هذا اللقاء، إلى تحسين قدرتهم على التكيف مع مختلف الأوضاع التي يواجهونها، في عالم يعرف تحولات مستمرة.
من جانبه، شدد المفكر الفرنسي فانسون أفانزي، على أهمية النظر إلى المستقبل المشترك، واحترام الاختلاف وتثمينه من أجل العيش المشترك أملا في بناء مستقبل للإنسانية يعمه السلم والأمان، حول موضوع “الإبداع أو كيف سيكون الغد أفضل”. كما سلط الخبير المغربي في المعلوميات محمد سعد الضوء على إيجابيات ومزايا التكنولوجيات الحديثة لضمان مستقبل أفضل في عالم معولم، مبرزا دور ومساهمات هذه التكنولوجيات في إغناء رصيد الإنسان وتسهيل حياته.
أما الخبير في أنظمة المعلوماتية وممثل الجهة المنظمة لهذه التظاهرة، محمد جبار، فأشار إلى أن هذا اللقاء يشكل أرضية مواتية لتبادل الأفكار ومناقشة القضايا المختلفة التي يعرفها العالم، وهو ما من شأنه، يقول المتحدث، الإسهام في حل النزاعات التي تعاني منها الشعوب والأمم، ودعم أفق التغيير من أجل عالم أفضل يسوده الانسجام وتعلوه قيم التسامح والتضامن.
الحدث الدولي المنظم لأول مرة بآسفي – حسب بلاغ ختامي – شكل فضاء للحوار والتبادل حول مواضيع آنية وأيضا حول القضايا المرتبطة بالتجاذبات الكونية من أجل تقاسم الأفكار والآراء الخلاقة، و حمل عامة الناس على التفكير العميق للوقوف على مكامن الخلل وإثارة مختلف التحديات المطروحة بهذا العالم .
في ملتقى دولي بآسفي.. وزير التنمية الغاني يؤكد مكانة المغرب الاستراتيجية بإفريقيا
الكاتب : منير الشرقي
بتاريخ : 26/04/2017