القمة تهدف إلى توحيد المواقف والضغط على المجتمع الدولي للتحرك بجدية لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية
رئيس الحكومة يمثل جلالة الملك مرفوقا بوزير الخارجية
احتضنت المملكة العربية السعودية أمس أشغال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، بمشاركة المغرب، حيث مثل في هذه القمة جلالة الملك، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كما ضم الوفد المغربي، مصطفى المنصوري سفير المغرب لدى المملكة العربية السعودية ومندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، وعدد من الأطر الدبلوماسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون.
وقد دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد هذه القمة لبحث تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة على ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان وتداعياتها الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء.
فبعد سنة من القمة الأولى، تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، كما أن لهيب الحرب امتد إلى لبنان الذي يتعرض يوميا إلى قصف عنيف، وأصبحت المنطقة على صفيح ساخن، مما يهدد باندلاع حرب إقليمية، خصوصا بعد أن امتدت نيران المواجهة إلى إيران واليمن، وهو ما أصبح يستدعي تضافر الجهود لتفادي الأسوأ.
وتأتي هذه القمة أيضا، بعد أسبوع تقريبا من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو الذي أعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيعمل على وقف الحرب في الشرق الأوسط.
ووسط تعنت إسرائيلي متواصل، وفشل جهود الوساطة التي تقوم بها بعض دول المنطقة، ستوضع وعود ترامب على المحك، وقدرته، وقدرة المنتظم الدولي، على نزع فتيل هذه الحرب العدوانية التي خلفت وما تزال الآلاف من الضحايا.
وفي هذا الإطار، تأتي القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، وذكرت
وكالة الأنباء السعودية (واس) أنها تهدف إلى “توحيد المواقف والضغط على المجتمع الدولي للتحرك بجدية لإيقاف الاعتداءات المستمرة وإيجاد حلول مستدامة تضمن الاستقرار والسلام في المنطقة”.
وسبق انعقاد القمة، الاجتماع الوزاري التحضيري لها، الذي انعقد أول أمس الأحد بمشاركة المغرب.
وافتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعمال القمة من خلال كلمة افتتاحية، قال فيها إن القمة تنعقد في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مشدداً على أن “المملكة تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة، كما ترفض انتقاص دور السلطة الفلسطيني”. وأضاف أن المملكة ترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة.
وشدد ولي العهد السعودي بالقول: “نقف إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، ونرفض انتهاك سيادة لبنان، ونرفض الهجمات على الأراضي الإيرانية”، مشيراً إلى أن “فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة”، ومؤكدا على أن المملكة أطلقت مبادرة عالمية لدعم حل الدولتين. وشدد بالقول: “نؤكد ضرورة قيام دولة فلسطينية، وندين العمليات الإسرائيلية في لبنان، ونرفض تهديد أمنه”.
وتأتي هذه القمة امتدادا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض بتاريخ 11 نونبر 2023 ، التي شارك المغرب في أشغالها.
وتميزت القمة التي احتضنتها الرياض السنة الماضية، بالخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين، حيث أكد جلالته أن السلام الحقيقي هو الذي يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين، مؤكد أن المرحلة تتطلب من الجميع التحلي بالحزم والمسؤولية، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتقتضي تغليب منطق العقل والحكمة، لإقامة سلام عادل ودائم بالمنطقة، لما فيه أمن واستقرار جميع شعوب المنطقة.