في ندوة سلطت مداخلاتها الضوء على جوانب ثرية من تاريخ المنطقة :«تافيلالت إبان فترة الحماية الفرنسية.. ما بين معتقل أغبالو نكردوس وحاضرة قصر السوق»

نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الأربعاء المنصرم بجماعة أغبالو نكردوس (إقليم الرشيدية)، ندوة علمية حول موضوع «تافيلالت إبان فترة الحماية الفرنسية : ما بين معتقل أغبالو نكردوس وحاضرة قصر السوق». و»تأتي هذه المبادرة، التي نظمت بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجماعة أغبالو نكردوس، من أجل استجلاء مظاهر وأشكال التطور الذي عرفته المنطقة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية خلال فترة الحماية الفرنسية».
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري خلال هذه الندوة، التي عرفت حضور كل من الكاتب العام لولاية جهة درعة تافيلالت ورئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية، وعائلات ذوي حقوق قدماء المعتقلين بأغبالو نكردوس، أن هذه الندوة «تأتي في إطار حرص المندوبية على توثيق وتدوين وصيانة الذاكرة الوطنية وإشاعة رسالة الوطنية والمواطنة الحقة في أوساط الأجيال الناشئة والمتعاقبة»، معبرا «عن الأمل في أن يشكل حصاد هذه الندوة العلمية إضافة نوعية في الكتابة التاريخية، وفي مجهود التدوين والتوثيق، لإغناء الذاكرة الوطنية والاستزادة من رصيدها النضالي الذي يفيض عطاء وتضحية وينضح فضيلة وأخلاقا ومثلا عليا»، معتبرا أن «منطقة الرشيدية من المناطق الجنوبية الشرقية المغربية التي مازالت تشكو القلة على مستوى البحوث والدراسات الأكاديمية المنكبة على مجالاتها، حيث مازالت العديد من جوانب تاريخها يكتنفها الغموض ويلفها الإبهام»، مشددا على أن الندوة تعد «كمحاولة لاستجلاء مظاهر التطور الذي عرفه هذا الحيز الجغرافي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا، خلال الفترة التي اختيرت كإطار للاشتغال، وفي أفق إماطة الغبش الذي يحجب الرؤية الواضحة لمرحلة تاريخية هامة في تاريخ المنطقة، وتاريخ الوطن بشكل عام».
ووفق المتحدث نفسه فإن «الحديث عن حاضرة تافيلالت الكبرى، ومعاناة رجالاتها ونسائها خلال الفترة الاستعمارية، لا يستوي ولا يستقيم إلا باستحضار المعتقل والسجن، تلك المؤسسة الاستعمارية الرهيبة التي أطبقت على العديد من رموزنا الوطنية والتهمت أجسادهم قبل أن تزهق أرواحهم»، مشيرا إلى أن «اللقاء يشكل وقفة تأمل وتدبر لمقاربة وتعميق البحث العلمي في تاريخ المنطقة، ومناسبة للأجيال الحاضرة والمتعاقبة لاستلهام الدروس والعبر والقيم النبيلة التي تحملها الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، و»التي نسعى لترسيخها في نفوس الناشئة والأجيال الجديدة».
وتميزت الندوة، أيضا، بمداخلات تناولت مواضيع تهم «حياة الوطنيين بمعتقل أغبالو نكردوس : محمد المختار السوسي أنموذجا»، و»التعريف بتقرير ضابط فرنسي 1954»، و»قراءة في كتاب معتقل الصحراء، لمحمد المختار السوسي»، وكذا «من سجلماسة إلى قصر السوق : الاستعمار ودوره في التحولات السياسية والاجتماعية بتافيلالت – قراءة في كتاب»، و»التطور الديمغرافي والعمراني بمدينة قصر السوق على عهد الحماية الفرنسية».


بتاريخ : 04/01/2022