شاركت البرلمانية عائشة الكرجي، عضو لجنة المساواة في الأممية الاشتراكية وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في ندوة نظمتها الأممية الاشتراكية للمرأة على هامش الدورة 69 للجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك. وخلال مداخلتها، سلطت الضوء على تجربة تمكين المرأة المغربية سياسيًا، مشيدةً بالتطور الملحوظ الذي شهده هذا المجال.
وأوضحت الكرجي أن النساء في المغرب تمكنّ من الوصول إلى مناصب قيادية بارزة، حيث تولين رئاسة عدد من المدن الكبرى، مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش، مما يعكس تحسنًا واضحًا في حضور المرأة داخل دوائر صنع القرار. ولم يقتصر هذا التمكين على المناطق الحضرية فحسب، بل امتد إلى مناطق أخرى كانت سابقًا أقل تمثيلًا سياسيًا، مثل إقليم القنيطرة، حيث أصبحت النساء يشغلن مواقع قيادية في تدبير الشأن المحلي. وأشارت الكرجي إلى تجربة منطقة الغرب، حيث تتولى النساء رئاسة جماعة القنيطرة، وسوق أربعاء الغرب، وعرباوة، مما يعكس قدرة المرأة على تسيير الجماعات الترابية بكفاءة وفعالية.
كما لم تقتصر مداخلة الكرجي على إبراز النجاحات المحققة، بل تطرقت أيضًا إلى النقاش الدائر في المغرب حول تعديل مدونة الأسرة، خاصة في ما يتعلق بمواضيع التعدد وزواج القاصرات، مؤكدة أن هذه المراجعات تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة وحمايتها، بما يتماشى مع التزامات المغرب الدولية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء.
إلى جانب مشاركتها في ندوة الأممية الاشتراكية للمرأة، حضرت الكرجي الاجتماع السنوي مع الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع المدني، المنعقد على هامش الدورة الحالية للجنة وضع المرأة. وفي هذا اللقاء الدولي، أكدت البرلمانية أن المرأة المغربية لم تعد مجرد عنصر مكمل في المشهد السياسي، بل باتت فاعلًا أساسيًا، ومحركًا للتغيير، وصانعة للقرار. وشددت على ضرورة الاستمرار في دعم السياسات التي تعزز مشاركة النساء في مراكز المسؤولية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، لضمان استمرار هذا الزخم الإيجابي.