قالوا عن الاتفاق المغربي الاماراتي: مسؤولون ووزراء وخبراء يحللون الشراكة الجديدة..

 

أكد وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد لله بن طوق المري، أن الإعلان الذي وقع عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يشكل دعوة صريحة من أجل النهوض بالاستثمارات في القطاعات الحيوية بالمغرب.
وأوضح المري، في حوار حصري للقناة الثانية «2M» بثته مساء يوم الأربعاء، أن إعلان «نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، يعد دعوة قوية للاستثمار المباشر في قطاعات اقتصادية حيوية مثل الأمن الغذائي والطاقة والمياه والنقل.
وأبرز الوزير الإماراتي، في هذا الحوار، أن الزيارة الملكية تميزت أيضا بتبادل العديد من مذكرات التفاهم التي تتعلق أيضا بالاستثمار في مشاريع البنى التحتية، ولاسيما الموانئ والمطارات ومراكز البيانات.
وذكر المري بالاجتماع الذي عقدته اللجنة الاقتصادية المشتركة المغربية – الإماراتية في أبريل الماضي بالرباط، مؤكدا أن بلاده والمغرب يمثلان نموذجا فريدا للشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدان العربية.
وبخصوص الدينامية الإيجابية للتنمية الاقتصادية التي يشهدها المغرب، أشاد الوزير الإماراتي بالإجراءات التي اعتمدها المغرب من أجل النهوض بالاستثمارات الأجنبية.
واستشهد، في هذا السياق، بميثاق الاستثمار الجديد الذي يعد من أفضل النصوص في مجال الاستثمار في العالم، بما يوفره للمستثمرين الأجانب من إجراءات تحفيزية لتسهيل إقامة وتطوير مشاريعهم.

وزير الاستثمار الاماراتي: الآفاق الطموحة للشراكة

وقال وزير الاستثمار الاماراتي، السيد محمد حسن السويدي، إن مذكرات التفاهم الموقعة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية تؤكد الآفاق الطموحة للشراكة الإماراتية المغربية ومتانتها الراسخة.
وأوضح حسن السويدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الأربعاء، أن هذه المذكرات، التي تهم قطاعات ومجالات مختلفة تشمل المياه والطاقة والزراعة ومراكز البيانات، تشكل فصلا جديدا من التعاون الثنائي، وتتيح فرصا أوسع للتعاون الاقتصادي بما ينعكس على مسارات التنمية المستدامة في البلدين الشقيقين وازدهارهما.
وأشار الوزير إلى أن هذه الشراكة الشاملة تعد جزءا من مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة وبرامجها «لإقامة تحالفات استثمارية مع شركاء عالميين» تمهد الطريق لفرص وآفاق جديدة للنمو والتنمية والنجاح المشترك.

مصدر إعجاب وإلهام…

وأكد عضو الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، خوان سيغوفيا، أن الإعلان ا يشكل «مصدر إعجاب وإلهام» لجميع دول المنطقة الراغبة في بناء «شراكات استراتيجية».
وأشار سيغوفيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن «الإعلان والمذكرات التي تم التوقيع عليها في إطار زيارة جلالة الملك لدولة الإمارات تكتسي أهمية استراتيجية وتشتمل على جوانب وقطاعات حيوية لضمان التنمية المستدامة في عدة مجالات».
وسجل النائب الاشتراكي الإقليمي السابق والأمين العام لحزب التجمع الاشتراكي في فوينكارال، أن «الطابع الاستثنائي والفريد لهذه المذكرات ونطاقها المتعدد الأبعاد يمنح هذه الشراكة الموجهة نحو الفضاء الأطلسي أهمية خاصة، لا سيما فيما يتعلق بقيمة وحجم مشاريع البنية التحتية المعنية بالاتفاقيات، ولا سيما ميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي في الصحراء المغربية».
وأضاف سيغوفيا أن «هذه الشراكة المبتكرة تجسد الرؤية الاستراتيجية للمغرب، البلد الذي يتقدم بخطوات ضخمة، لبناء تحالفات موجهة نحو المستقبل وتعزيز السياسة الخارجية للمملكة».
وختم المتحدث بالتأكيد على أن «المغرب يتمتع بسمعة ممتازة على الساحة الدولية. ويتجلى ذلك من خلال نوعية علاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا، وخاصة إسبانيا، وجميع الدول الإفريقية والشرق الأوسط، مما يجعلها دولة لا محيد عنها على صعيد السياسة الخارجية».

المرور الى السرعة القصوى

أكد الخبير الاقتصادي الفرنسي، هنري-لويس فيدي، أن زيارة العمل والأخوة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أبو ظبي تمثل انتقالا إلى السرعة القصوى في الشراكة «طويلة الأمد» بين البلدين.
وأبرز فيدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق بمرحلة جديدة تدخلها العلاقات بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، اللذين سرعا تعاونهما خاصة في القطاعين الاقتصادي والاستثماري.
وأضاف الخبير الفرنسي أنه بهذه الزيارة الملكية، تأخذ العلاقة «الاستثنائية» التي تجمع البلدين بعدا جديدا، مسلطا الضوء على العوائد الاقتصادية «غير المسبوقة» لمذكرات التفاهم الموقعة في القطاعات الرئيسية، مثل الطاقات المتجددة والأمن الغذائي.
وفي هذا السياق، أكد الخبير أن هذه المذكرات ستسمح لهذه العلاقة الممتازة من الدخول في مرحلة جديدة عبر استثمارات مهمة من شأنها ضمان تآزر بين البلدين، خاصة في قطاع الطاقات المتجددة الذي يعد المغرب «رائدا» فيه.
واعتبر أن زيارة جلالة الملك محمد السادس تندرج في إطار تنمية متقاسمة وطموح مشترك للسير قدما، وإثراء أكثر لشراكة عريقة واستراتيجية وراسخة بين البلدين.
كما أوضح فيدي أن هذه الشراكة تتعلق أساسا بثلاثة محاور تتمثل في تطوير علاقات إفريقية – أطلسية مع مشاريع بالغة الأهمية على الواجهة الأطلسية، لا سيما في الداخلة (مشروع تهيئة وتطوير ميناء الداخلة بوابة أفريقيا، والمشروع الضخم لميناء الداخلة الأطلسي، ومطار الداخلة) إضافة إلى إنشاء وإدارة الأسطول التجاري البحري بين البلدين.
أما الجزء الثاني من هذه الشراكة، حسب الخبير ذاته ، فيتعلق بتطوير الطاقات المتجددة، وخاصة نقل الكهرباء، فيما يتعلق الجزء الثالث بشراكة تركز على الأمن الغذائي.
وتابع هينري أن الأمر يتعلق باستثمارات «ضخمة للغاية» من الناحية المالية التي تمتد في الزمن، مشيرا أنه من خلال هذه الاتفاقيات وهذه الشراكة المتجددة، بإمكان البلدين الانفتاح على آفاق أخرى وتطوير مشاريع مفتوحة على العالم.
وأكد فيدي على «الرؤية الاستراتيجية» لجلالة الملك وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشددا على مبدأ المعاملة بالمثل والتكامل اللذين يحفزان البلدين في تنفيذ مشاريعهما.

محور الرباط – أبو ظبي

قال المرصد الأورومتوسطي للفضاء العام والديمقراطية، الذي يتخذ من مدريد مقرا له، اليوم الأربعاء، إن الشراكة القائمة بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، والتي تعززت من خلال التوقيع على إعلان «نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، تكرس المكانة المتفردة للبلدين ليصبحا «لاعبين لا محيد عنهما» في الاقتصاد العالمي.
وأكد مدير المرصد، فرناندو أوليفان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه «مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي الدولي الحالي والتغيرات الماكرو – اقتصادية، فإن الشراكة التي تجمع المغرب والإمارات العربية المتحدة تعيد رسم التحالفات حول تقدم البلدان الناشئة وتكرس رؤية المغرب الذي لطالما دعا إلى تعاون جنوب – جنوب ذي منفعة متبادلة».
وأشار أوليفان، الأستاذ في جامعة الملك خوان كارلوس، إلى أن «الإعلان يشكل الخطوة الأولى نحو بناء نموذج جديد للشراكة، وذلك بفضل الرؤية المتبصرة لقائدي البلدين».
وسجل أن «هذه الشراكة المبتكرة تفتح آفاقا لإحداث فضاء اقتصادي جديد مزدهر متجه نحو مناطق أخرى من العالم».
وأضاف الأكاديمي الإسباني أن «مذكرات التفاهم الموقعة في إطار هذا الإعلان تكتسي أهمية بالغة، لأنها تضع البلدين في طليعة إطار جديد للتعاون بين- إقليمي، والذي يستفيد منه المغرب باعتباره بوابة للقارة الإفريقية وشريكا موثوقا لأوروبا».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 08/12/2023