لا يزال الغاضبون ببعض قبائل كروشن، إقليم خنيفرة، يرددون بحماس لافت ما تعانيه قبائلهم من إقصاء وحيف، ومنها مثلا آيت الطالب التي لم يفت فاعلين محليين بها من تعداد مظاهر التهميش في انعدام أية مسالك طرقية ترفع عنهم حياة العزلة، عكس باقي الدواوير، ما يحمل الكثيرين في كل مرة إلى اعتبار الواقع القائم من نتائج التعاطي اللامسؤول معهم بمكيال التمييز السياسوي، ويؤكد أحد الفاعلين المحليين أن انعدام الطرق يجبر المزارعين على بيع منتوجاتهم الفلاحية (منتوج التفاح مثلا) بأثمنة جد هزيلة مقارنة مع المناطق التي تتوفر على طرق، الأمر الذي يجعل المواطن المنتمي إلى أيت الطالب يشعر كأنه مواطن من الدرجة الثانية، مع القول بأن المشاريع المقترحة تعمد إلى القفز على قبيلتهم، لتظل دعوتهم للسلطات المعنية بأن تتحمل مسؤولياتها في ما ستؤول إليه الأوضاع.
ولم يفت أحد المهتمين بوضعية ذات القبيلة الإشارة في تصريح ل “الاتحاد الاشتراكي” إلى تشكي تلاميذ فرعية آيت الطالب، بمجموعة مدارس تيسفولة، من حالة التعثر الدراسي، وتهديدات العزوف عن الدراسة، جراء انعدام الطريق إلى فرعيتهم، وما يسببه ذلك من معاناة قاسية تجبرهم على طي التضاريس الوعرة، بالأحرى في فصل الشتاء والتساقطات الثلجية، شأنهم في ذلك شأن عموم الساكنة التي تعاني فقر الخدمات الصحية، بحيث يضطر المرضى والحوامل إلى قطع المسافات نحو أغبالو نسردان أو كروشن المركز لتلقي العلاجات والإسعافات الضرورية، وكم يكون الوضع أكثر قتامة في الأجواء المثلجة أو الحالات المستعجلة، وبالمناسبة تحدث أحد السكان عن حالة مواطنة (فظمة) تعاني من شلل نصفي، وفي كل مرة يتم نقلها على الأكتاف من أجل التطبيب.
ومن جهة أخرى، تحدث آخرون من ذات القبيلة عن حالة سواقي الري غير الكافية أو غير المكتملة، أو التي تم إنجازها وتعرضت للإتلاف، علما أن المنطقة فلاحية ولا مستقبل لها إلا بوجود الماء، في حين ركز أحد المهتمين بالبيئة على ما يهم المجال الغابوي بالإشارة إلى ما وصفه ب “الصفقات الغامضة” التي يجري بها تفويت القطع الغابوية دون استفادة المنطقة من مداخيلها التي تعتبر من أهم الموارد التي يمكنها تنمية المنطقة وانتشال ساكنتها من الفقر والبطالة، معتبرا حرمان الساكنة من هذه المداخيل يعد بمثابة حيف ينبغي الحد منه، وكم تحدث أحد المتتبعين بمرارة كبيرة عما سببه “الحصار السياسوي والاجتماعي” المفروض على المنطقة، وما نتج عنه من هجرة لأكثر من أربعين أسرة نحو مناطق أخرى بحثا عن العيش الكريم، خصوصا بعد عام 2000، تاركة أراضيها وعش أجدادها.
وقد فات لساكنة قبائل أيت الطالب، أن شاركت جيرانها بتمداحت، أوعبادة، بجماعة كروشن، في المسيرة الشعبية التي انطلقت، صباح الخميس 18 يناير المنصرم، ضد مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، وتمت محاصرتها بالترغيب بعد الترهيب، وانتهت بطاولة حوار ما تزال وعودها الأساسية عالقة، خصوصا المتمثلة في المطالبة بإنشاء قنطرة على واد سرو، وتحديدا ب “تاندا نثاعويث”، وفتح مسالك طرقية تفك العزلة وتضمن حرية التنقل بوسائل النقل الحديثة بدل الدواب، وإعادة ترميم مدرسة آيت الطالب وقاعاتها الآيلة للسقوط، وربطها بالمسالك لتمكين الولوج إليها من طرف التلاميذ والأساتذة.
قبائل آيت الطالب بكروشن تستنكرالإقصاء والهشاشة وتصاعد موجة الهجرة القروية

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 27/02/2018