قبل توجيه والدتهم الحامل والمريضة نفسيا إلى دار المسنين بخنيفرة : وضع ثلاثة أطفال بمركز للرعاية بعد تخلي والدهم ووالدتهم عنهم في أجواء صادمة

 

هزت قضية ثلاثة أطفال، تخلى عنهم والدهم ووالدتهم الحامل، مشاعر الرأي العام المحلي بخنيفرة، كما الوطني، إثر تقاسم خبر الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك حتى ما بعد قيام السلطات المحلية والمصالح الأمنية بنقل هؤلاء الأطفال، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، إلى «مركز للا أمينة لرعاية الطفل والأم»بخنيفرة، حيث جرى إيداعهم قسم الأطفال المتخلى عنهم، إذ شوهدوا وهم في حيرة من أمرهم بعد تأكدهم من اختفاء والدهم عن الأنظار، وبعد ذلك والدتهم التي تعاني من اضطرابات نفسية وهي حامل بطفل رابع.
وعلى ضوء نداءات قوية تشير لوجود الأطفال الثلاثة، في وضعية صعبة، يفترشون رصيف حديقة صغيرة وسط «حي بام»، بالقرب من مقر المندوبية الإقليمية لوزارة الشؤون الإسلامية بخنيفرة، عرف عين المكان حالة استنفار وتجمهر للمواطنين ممن أجهش بعضهم بالبكاء مستنكرا هذا الوضع، فيما حضرت عناصر من السلطة المحلية والشرطة التي عملت على نقل الأطفال في حينه صوب المركز السابق ذكره لتلقي الرعاية اللازمة، في أفق عرضهم على قاضي الأحداث لأخذ ما يجب من الحلول والتدابير، مقابل تعليمات وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة لتعميق البحث في ملابسات الأمر.
وكانت هذه الأسرة، المنحدرة من الريصاني، تستأجر منزلا بسيطا جدا ب «حي الكورس»، وبين الفينة والأخرى كان الزوج يعجز عن توفير مبلغ الإيجار بسبب ضيق الحال وغلاء المعيشة ومتطلبات الأطفال والحياة، التي كلها معاناة، وانضافت بثقلها لمحنته مع حالة زوجته التي تعاني من اضطرابات نفسية، التي كانت تطلق صرخات لا إرادية طول الليل، وهو الوضع الذي اشتكى منه الجيران قبل صاحبة المنزل التي دخلت مع الزوج في مفاوضات أفضت لقبول خيار الإفراغ، حيث لجأ المعني بالأمر لأحد الوسطاء العقاريين لمساعدته في إيجاد سكن في مستوى ظروفه دون جدوى.
وبعد ذلك، شوهد الزوج والزوجة، رفقة أطفالهم الثلاثة، يفترشون أحد الأمكنة العمومية، الأمر الذي لم تقبل به السلطة، بناء على شكاوى المحيطين بهذا المكان، وخلالها لم يكن الوضع هينًا، لا على الزوجين المعوزين، ولا على الأطفال الثلاثة، (ذكران وأنثى تتراوح أعمارهم ما بين 3 و7 سنوات)، ليفاجئ الجميع باختفاء الأب عن الأنظار، الذي صدرت في حقه مذكرة بحث، وبعده اختفت الأم الحامل والمريضة نفسيا، قبل العثور عليها ووضعها بدار للمسنين، حسب التحريات المنجزة في شأن ملف القضية الصادمة التي انتهت بإيداع الأطفال على أبواب مصيرهم المجهول.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 09/11/2023