رغم أن إقليم بنسليمان يشهد مجموعة من المشاريع التنموية المهمة في مختلف المجالات، إلا أن ذلك لا يمكن أن يحجب المعاناة اليومية التي تعيشها ساكنة العالم القروي، خاصة في ما يتعلق بالولوج إلى الخدمات الصحية. ويعدّ مركز خميس هلوطا بجماعة لفضالات نموذجا صارخا لهذه المعاناة، حيث تفاجأ السكان بإغلاق المستوصف القروي بعد أن تم تأهيله وإصلاحه، مما أدى إلى حرمان مئات الأسر من خدماته الحيوية.
حرمان سكان خمسة دواوير من الرعاية الصحية
لقد كان هذا المستوصف القروي يقدم خدماته الطبية لساكنة خمسة دواوير ويتعلق الأمر بكل من أولاد بوجمعة التيرس، أولاد بوجمعة الساحل، أولاد اشطان، أولاد بورويس والكواسم. وترك إغلاق هذا المرفق الصحي فراغا كبيرا، حيث كانت الأسر تعتمد عليه، خاصة النساء الحوامل اللواتي كنّ يستفدن من خدمات تتبع الحمل، إلى جانب تلقيح الأطفال الرضع والفحوصات الطبية العادية، لكن بعد إحالة الممرض الوحيد على التقاعد، لم يتم تعيين أي بديل له، ليُغلق المستوصف في وجه الساكنة التي باتت مجبرة على التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي، في ظروف صعبة تزيد من معاناتهم اليومية.
متى يتم إعادة فتح المستوصف؟
هذا الوضع يطرح تساؤلات عديدة حول سياسة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في ما يخص دعم الخدمات الصحية بالعالم القروي، خصوصا وأن الدولة خصصت ميزانيات مهمة لتأهيل البنيات الصحية، لكنها في المقابل لا تواكب هذه الاستثمارات بتوفير الموارد البشرية اللازمة لضمان استمرارية المرفق.
إن السكان المتضررين يناشدون وزير الصحة من أجل التدخل العاجل وإيجاد حل لهذا المشكل الذي أثر بشكل مباشر على صحتهم وصحة أطفالهم، متسائلين عن موعد إعادة فتح المستوصف القروي بخميس هلوطا؟ وهل سيتم تعيين طاقم طبي جديد لضمان تقديم الخدمات الصحية الضرورية؟
نداء مستعجل للجهات المعنية
إن الحق في الصحة من الحقوق الأساسية التي يضمنها الدستور، وهو ما يجعل هذه القضية مسؤولية ملقاة على عاتق الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني. إن استمرار إغلاق هذا المستوصف يعني استمرار معاناة مئات الأسر، وهو ما يستدعي تحركا عاجلا لإنصاف هذه الفئة التي وجدت نفسها محرومة من خدمة صحية كانت تعتبرها ملاذها الوحيد.