الجسر
كان هناك جسر خشبي قديم يربط بين قريتين صغيرتين. لطالما اعتادا عبوره يوميًا دون أن يلتقيا. في صباح يوم ممطر، انزلقت أثناء عبورها وكادت تسقط في النهر، لكنه كان يمر صدفة، فأنقذها.
بدأ الحديث بينهما عفويًا عن الطقس والجسر المهترئ. اكتشفا أنهما يعملان في المنطقة نفسها ولم يلتقيا أبدًا. بدأت لقاءاتهما تتكرر عند الجسر يوميًا، حتى بعد أن أغلق الجسر وهُدم، ظل الاثنان يقولان: «لقد جمعنا الجسر، وظل معبرا يفضي إلينا.
انتظار
في الزاوية المعتمة من المقهى الصغير، جلس يتأمل الباب. لا يعرف تمامًا من ينتظر، لكنه شعر أن شخصًا ما سيأتي. كل مرة يُفتح فيها الباب، تتسلل نسمة باردة تثير توتره، لكنه لا يجد وجهًا مألوفًا. ظلت عيناه على عقربي الساعة، التي كانت تدور بلا اكتراث.
في اليوم التالي، عاد إلى نفس الطاولة، لكن هذه المرة لم يكن ينتظر شخصًا. كان ينتظر شيئًا، ربما رسالة، أو ضوءًا أخضر في هاتفه يخبره بأن أمرًا مهمًا قد حدث. أمسك كوب القهوة بيديه المتجمدتين، لكنه لم يرتشف منه، مكتفيًا بإحصاء الأنفاس الثقيلة من حوله.
أما في اليوم الثالث، جلس في نفس المكان، ولكن بشيء مختلف. لم يكن ينتظر شخصًا ولا شيئًا ملموسًا. كان ينتظر فكرة. كان ينتظر أن تتجلى له الإجابة عن السؤال الذي ظل يطارده: لماذا كل هذا الانتظار؟ لكن الفكرة لم تأتِ.
حين نهض أخيرًا، شعر أن ما يبحث عنه لم يكن أبدًا عند الباب، ولا في الهاتف، ولا في رأسه. بل كان ينتظره في مكان آخر، مكان لن يكتشفه إلا إذا توقف عن الجلوس هناك.
همس لنفسه: « ماذا أنتظر للقيام بذلك؟» ، لم ينتظر الإجابة