قصيدتان

 

1 – استعراض

لم تعد هنالك ضرورة للتّحرّي
فالمطرقة قد اعترفتْ
باعتدائها على السّندان
من بيت جاري الشِّرّيب
خرجتْ دجاجة سكرانة
إنّها تترنّح
تَبتسم وتُلوّح لي
بأحد جناحيها
ظِلال تَكنس الضَّجيج في زقاق
نبوءات تتدحرج في نَفَق
نجّارو الحيّ الثلاثة
تضامناً مع الأموات
قضوا الليل في توابيت
نسيتُ سترتي معلّقة
إلى مصراع نافذة
وها هي تُربّت على كتفي
بِكمّها الأيمن
ألتفت وأضمّها إليّ
الزّمن يُقدِّم استعراضاً خاصّاً
تَمُرّ ساعاتٌ مُتواليةً :
ساعاتٌ مائلة
ساعاتٌ جريحـة
ساعاتٌ باسمة
ساعاتٌ مُقَطِّبة
السّاعة التي خلالها ركبتُ
لأوّل مرّة درّاجة ناريّة
السّاعة التي خلالها كتبتُ
أوّلَ رسالة حبّ
ساعةٌ مِن فترة حرب البسوس
حلّ معها صهيلُ خيل
وقرقعات سيوف
ساعاتٌ عرجاء
ساعات سائلة
ساعة مِن فترة كنتُ قضيتُها
في سِجن
مرّت ساعات سالفادور دالي
وقُوبِلت بالاستهجان
لأنّ صاحبها
كان فاشياً

2 – بدايةُ يوم بارد

إنّها بدايةُ يوم بارد
المطر لا يسقط
يُطِلّ من أعلى ويبقى ساكناً
هل هو يَمزح
هل يُمارس التّشويق
أتركُ النّافذة وأجلس
قرب باب الخزانة يَقبع المصباح
الذي أَقَلتُه البارحة
أصبح ضوؤُه واهناً
لكنّه الآن يَموء
إنّه يُؤنسني
هل يَحسب نفسه قِطّاً ؟
ليس هذا بالمهمّ
سأساعده لِيتعلّم الغناء
إن رغب في ذلك
لا أنظر في اتّجاهه الآن
أقف صامتاً خلف النّافذة
تَمرّ عصافير مَرحة
يمرّ ملائكة صينيّون
يَجري حصان على قارعة طريق
ويَحلم بالجنّة.


الكاتب : مبارك وساط

  

بتاريخ : 13/06/2025