عَلَى عَتَبَة الْأَلَم
خَفِّف الوَطء
أَيُّهَا الْعَابِـرُ
مِن ضَبَاب الْمَدِينَة
دَعِينِي أُشْعِـلُ
فوانيس السَّمَاء
قَبْلَ أَنْ يغلق الْقَمَر
أجفانه،
مِنْ شِدَّةِ الإعصار.
ما تمنيتُ لحظة
أن يُقيِّدني المكان
تحت مكائد هذا الزمان
كلُّ ما أذكرُه،
أنِّي أمتصُّ زفير الحريق
فيطفحُ كأس المَرَارة
في ظلْمة السَّماء
حين المَساء
قبل أن أستسلم للذَّوبان…
* * * *
حبال الليالي المُوحشة
عندما أستعيدُ ذاكرتي
يعترضنِي،
حاجز الخَوْف والدَّهشةِ
يتجلَّد شُعوري
مِن أخمص قدمي
إلى قمّة رأسي
تنهشُ،
نار الوحشة جسدي
أرتدي،
فُستان اللَّيل الأبيض
وأقرعُ،
جَرس الغرفة المظلمة
ثُم أمشي،
على حبال الَّليالي المُوحشة
كالعازفِ الحزين
تُحاصرني،
بُقع الألوانِ الرمادية.
كمْ من الدروب
ألمحُ،
فيها أوراق صبَاي
في صمتِ الغُروب البَنفْسجِي
وبِصوت مُتهدِّج
صاحَ مَنْ بِداخلِي
يا لكَ من جمرةِ
تتَّقدُ في وحدتي…