1
جانبًا، وضعتْ محفظتها غاضبة، لم تستطع الالتحاق بالمؤسسة في الوقت المحدد. اليوم، اتفقتْ مع صديقاتها على عدم ركوب عربة الكارو.
2
الثانوية بعيدة جدا؛ حوالي 10 كيلومترات وعليها أن تقطعها على رجليها وليس هناك نقلٌ مدرسي هذا العام أيضا. نشمّ رائحة حريق والوطن يباع للأغنياء..، قالت : – اخترنا ركوب العربة المجرورة كي نصل في الوقت المتأخر.
3
– سعيد واسعيدْ!؟ استيقظ، فعبد الواحد مازال نائمًا، صديقك يطلبك لمرافقته وركوب العربة قبل أن يلهب الحوذي ظهر الحقيقة.
4
نتحدثُ عن العربة وننسى الفرس التي تجرّها.
5
انهضي باكرًا يا ليلى، فأسماء وصلتْ متأخرة البارحة وحسن والعوني يتأخران دائما وأنا لدي حصة العلوم وبا عبد الله سيغلق الباب إنْ لم نحضر في الوقت المحدّد.
6
لم أعد أريد الذهاب للدراسة يا أمي !؟ التلاميذ يستهزئون بي وأنا أنزل من العربة ؟ – دعهم يا ولدي.. فالحساد كثر.. – ترى متى يحقّ لنا أن نستعمل حافلة النقل المدرسي كغيرنا من تلاميذ الدواوير المجاورة..؟
7
في عصر السرعة والتكثيف، الوصول للدراسة على متن عربة كارو كمن سيلوثُ هواء القرية .
8
يتمتع آخرون بسيارات وحافلات النقل السريع ونحن لا زلنا نستعمل الحمير.. يصرخ الطفل من فوق العربة.
9
كلّ بغل زاد ثمنه في السوق لاستعماله وسيلة نقل تلاميذ الدوار.
10
أنقذونا.. قال البغل للسيارات التي ترمقه وتترك له حق الأسبقية وسط الفيلاج.
11
منذ وصول العربة إلى ساحة الثانوية، بِبهْجة اكتشف الحقيقة المُرةَ وقال : إننا ما زلنا في القرن 16، ليس السرّ في المعرفة بل المسألة تتعدّى نزهة للصغار لكن لا أحد يفهمها.
12
عندما وقفتُ أمامهم لتصويرهم، أخفيت الكاميرا الكبيرة وفتحت عيني جيدًا.. أجسادٌ في وزْرات بيض… وهم ينزلون سلم العربة كانوا يتعثرون كفواصل الجمل فيما كانت الصورة تفتح شهية القراءة.
13
يقف منتخب الدوار مثل راهبٍ وفي يده حزمة أوراق، طول الطريق وهو يمشي على رجليه وراء العربة حتى يضمن وصول الرسالة..
14
كلما تذكرت بعض وشْوشاتهم ونمنماتهم التي تكررت بعد إعلان العربة.. يجلسان في مقهى الشارع، يتابعان، يقهقهان بتواطؤ يتمنيان أن تدوسَها شاحنة الرمل وهما يكرران : عدنا يا مدرستي ..
15
بعد عودته، ظلّ الهاتف يرنّ بأرقام مجهولة المصدر.. لم يكن يمسك رأسه بين يديه كعادة العجائز قال لصديقه : – قمنا بعمل جبار.. فيما كانت التهمةُ في محضر (مغلق) إعلان الحرب على الرئيس
16
الرجلُ الذي عاد إلى بيته يبحث في شاشة التلفزة عن أخبار قريته، فيما كانت عربةُ الكارو محملة بتلاميذ الدوار يرددون :
مدرستي حلوة.