كان فريق الوداد الرياضي أنشط الفرق الوطنية في سوق الانتقالات هذا الموسم، بعدما انتدب 29 لاعبا، موزعين بين فترتي الصيف والشتاء من الميركاتو، ليتقد بذلك على كل الأندية الوطنية، مع ما تكلف هذه السياسية من أموال طائلة، وما يعقبها من مشاكل قد تجد حلولها في لجنة نزاعات الفيفا، فضلا عن ضرب سياسة التكوين داخل هذا النادي العريق، الذي اعتاد منذ تأسيسه تعزيز المشهد الكروي بأسماء رنانة، ما زال صداها يتردد في الآذان على الآن.
ففي النافذة الشتوية تعاقد الفريق الأحمر، الذي يتأهب للمشاركة في كأس العالم للأندية بداية من منتصف شهر يونيو المقبل، مع ثمانية لاعبين، سينضافون إلى 21 اسما عززوا القلعة الحمراء في النافذة الصيفية، بعضهم فك ارتباطه مع الفريق مباشرة بعد التوقيع ، كحال الموريتاني محسن بوداد، الذي غير الوجهة نحو مركب الوازيس، بعدما أغلقت في وجهه أبواب مركب بنجلون.
وانتدب قبل أيام من نهاية الميركاتو الشتوي 4 أجانب، هم الغاني صامويل أوبينغ، قادما من كاسابيا البرتغالي، التنزاني سليمان مواليمو والجنوب إفريقي ثيمبينكوسي لورش، بنظام حتى نهاية الموسم، وميكائيل مالسا، الحامل للجنسيتين الفرنسية الملغاشية، ليرتفع بذلك عدد أجانبه إلى سبعة.
كما تعاقد أيضا مع فهد موفي، بعد نهاية عقده مع هايدوك سبليت الكرواتي، والحارس المهدي بنعبيد، قادما من الجيش الملكي، زكرياء ناسيك، بعدما فك ارتباطه مع المغرب الفاسي، وثنائي شباب المحمدية، الفتيحي والجديدي.
ومن أجل فسح المجال أمام هؤلاء الجدد، فسخت إدارة الفريق عقود كل من فيانا، نيانغ، بوبكر، محروس، وفيضي، فيما سرحت بونا عمار إلى الاتحاد الليبي، مع إمكانية إعارة البرازيلي بيدرينهو إلى الدوري البرتغالي، وهو التعاقد الذي كلف مبلغا ماليا كبيرا، ونبيل مرموق وإسماعيل بنقطيب وأيت برايم، وزكرياء غيلان، والحارس عبد العالي المحمدي، الذي عاد إلى الدوري السعودي.
وتعكس هذه الانتدابات ضعف سياسة التكوين داخل النادي، الذي أصبح يراهن على اللاعب الجاهز، مما قد ينعكس سلبا على مستقبل الوداد، وهو ما يظهر جليا من خلال أداء المجموعة المشاركة في كاس التميز، التي تعثرت أمام الكوكب المراكشي بهدفين دون مقابل.
وإذا كان الوداد قد دخل سوق الانتدابات بقوة، فإن جاره الرجاء يعيش وضعا صعبا للغاية، بعدما تعذر عليه رفع حالة المنع، حيث استعصى عليه تسديد مبالغ الأحكام النهائية، والتي تقدر بحوالي مليار ونصف المليار سنتيم، لكون بذلك بطل الموسم الماضي أبرز الفرق الممنوعة من الصفقات الشتوية.
وكانت الطريقة التي تم بها رفع المنع الصيفي موضع تساؤل وتضارب، ففي الوقت الذي كان الرئيس المستقيل عادل هالا، يؤكد تسديد الأحكام، بين بمرور الأيام أنه وقع برتوكولات مع اللاعبين لتقسيم مبالغ الأحكام على دفعات.
وبات الرجاء ضمن القائمة الرمادية، لأن في حال عجزه عن رفع المنع ثلاث فترات متتالية سيكون في عداد أندية الدرجة الثانية، بقرار من الفيفا، علما بأنه يعاني كثيرا على مستوى الدوري الاحترافي هذا الموسم، حيث يبتعد بأربع نقط فقط عن المركز المؤدي إلى خوض مباريات السد من أجل تأمين البقاء.
وراكمت إدارة الرجاء مجموعة من الأخطاء التدبيرية، جعلت الفريق يغادر دوري الأبطال من دور المجموعات، ويحصد ستة هزائم في الدوري حتى الآن، علما بأنه أنهى الموسم الماضي بحصيلة استثنائية، حيث توج بثنائية البطولة والكأس دون هزيمة.
وفي كل مرحة تواضع تبادر الإدارة الرجاوية إلى إحداث تغيير تقني، وهو ما سيتكرر للمرة الرابعة هذا الموسم، بعدما باشرت مفاوضاتها مع بعض الأسماء لخلافة حفيظ عبد الصادق، الذي بات أقرب إلى المغادرة، وترك مكانه للتونسي لسعد الشابي أو الجزائري عبد الحق بنشيخة.
وفي سياق متصل، تشير الأخبار الواردة من داخل البيت الأخضر إلى أن المكتب الحالي سيواصل مهامه حتى نهاية الموسم، إذ من المقرر أن يتم إلغاء الجمع العام الاستثنائي، الذي كان مبرمجا يوم غد الأربعاء، من أجل انتخاب رئيس جديد.