عاشت عدد من أحياء مدينة الدارالبيضاء على إيقاع «الاستثناء» مرّة أخرى بعد تهاطل قطرات من مياه أمطار الخير، إذ لم تتمكن عدد من بالوعات الصرف الصحي ومجاري تصريف المياه من استيعاب تلك الكميات المحدودة فأصابها الاختناق على بعد لحظات. واضطرت الفرق التابعة لشركة ليديك، المفوض لها قطاع تدبير الماء والكهرباء والتطهير السائل إلى التدخل في مجموعة من النقاط، حيث وجدت أطقمها نفسها في مواجهة المياه المتدفقة على الإسفلت التي عملت بجهد من أجل محاولة تصريفها.
وفي الوقت الذي كان فيه البيضاويون والبيضاويات يحتفلون بانتصار المنتخب الوطني لكرة القدم في مختلف الأحياء والشوارع، كانت فرق «ليديك» تسعى لإيجاد حلول للمعضلة التي عرفتها عدد من المواقع البيضاوية، كما هو الحال بالنسبة لمقطع شارع المقاومة الرابط بين شارع محمد السادس ومدارة «شيميكولور» الذي غرقت أرجاء منه بشكل كلّي مما تعذر معه على وسائل النقل المختلفة المرور من هناك، فتسبب ذلك في «عسر» مروري، لم يكن بسبب الفرحة والتعبير عن سعادة الانتقال إلى دور الثمن وإنما بفعل اختناق المجاري التي لم تكن قادرة على استقبال قطرات من الماء في مدينة بحجم الدارالبيضاء؟!
وضعية وحّدت أحياء متفرقة من مدينة الدارالبيضاء كما وحّدها الإنجاز الكروي المغربي، لكن في الحالة الأولى كان ذلك بصيغة سلبية خلافا للثانية، إذ تكرّر مشهد «الاختناق المائي» في أكثر من حي، من درب السلطان إلى مولاي رشيد فالمدينة ثم الوفاق بالحي الحسني، مما يعيد طرح نفس الأسئلة عند كل تساقط للأمطار المرتبطة بالصيانة والمتابعة القبلية وتجهيز البنيات التحتية لكي تكون قادرة على مواجهة مختلف التحديات ذات البعد المناخي.
ودفعت الصور التي تم تقاسمها عددا من المقاطعات إلى الإسراع بنشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل أرقام تحيل على مواقع التخاطب الفوري «واتساب» للتبليغ عن حالات الاختناق التي قد تحدث في مكان من الأمكنة بفعل مياه الأمطار، وذلك لكي تتدخل فرق شركة «ليديك» للعمل على ضمان تصريف المياه وعودة انسيابية المرور وتفادي أي ضرر قد يطال قاطني الشقق الأرضية، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مياه الأمطار التي قد تغمر مساكنهم بسبب هذا الخلل الذي تكرر عند كل موسم ماطر، في الوقت الذي يتضرع فيه الجميع إلى الله أملا في نزول أمطار الرحمة، لاسيما والمغرب يعيش حالة جفاف وإنهاك مائي كبيرة.