قلق ورعب يخيمان على ساكنة محيط مستشفى القرب بالتشارك المخصص لمرضى كوفيد

 

بسبب توافد العشرات من الحالات الحاملة لفيروس كوفيد 19 يوميا، على مستشفى القرب سيدي مومن بالدار البيضاء، تعيش ساكنة محيط المستشفى، بما فيها المقاهي والمحلات التجارية المجاورة، وضعا نفسيا مقلقا لما يرونه يوميا أمامهم، فيما اعتبروه اختلالات كبرى في الجانب المتعلق بالإجراءات الأمنية والاحترازية، في مواجهة جائحة كورونا، والتي تبقى بعيدة كل البعد عما يتم يتداوله في الإعلام والحملات التحسيسية وغيرها، ما يجعلهم يخافون على أنفسهم وعائلاتهم من إمكانية انتقال العدوى إليهم، ومن أن تتحول المنطقة إلى بؤر خصبة لانتشار وتوسع فيروس كورونا، بالرغم من الدور الكبير للسلطات المحلية في هذا الشأن.
فالعديد من حاملي الفيروس هنا يأتون لمستشفى القرب محملين بأمتعتهم، إما بوسائل نقل خاصة، أو عبر وسائل النقل العمومي من حافلات كبرى «البيس»، أو طاكسيات من الحجم الصغير والكبير، حيث تم رصد في العديد من المرات نزاعات كثيرة بين سائقي الطاكسيات والمرضى، بعدما تفاجأوا بأن الراكبين معهم من حاملي الفيروس، وهو الأمر الذي يحتاج في إطار البرتوكول الصحي تعقيم شامل لوسائل النقل، حسب مصدر خاص من عين المكان، والتي تبقى في الغالب في حدود الإمكانات الخاصة..؛ تبضع الحالات الايجابية بشكل عادي من الدكاكين والمحلات التجارية المجاورة، بما فيها السوق العشوائي المجاور والذي يشكل أصلا خطورة كبيرة ومكانا خصبا لانتشار الفيروس، في ظل غياب تام للإجراءات الاحترازية، وهي الأمور التي تطرح معها التساؤلات وتثير استياء الساكنة.
بالإضافة كذلك إلى جلوس المرضى ومرافقيهم بشكل مهول بمحيط المستشفى وغيره، في انتظار أو بعد القيام بإجراءات الفحص وتحديد مكان العلاج، من طرف الطبيبة الوحيدة المشرفة بالمستشفى الميداني الذي تم إحداثة داخل مستشفى القرب، والذي يتكون من وحدة الاستقبال، قاعة الانتظار، قاعة الاستشارة الطبية، مستودع، بالإضافة إلى قاعة كبرى تضم 40 سريرا، في ظل النقص الكبير في الأطقم الطبية؛ زيادة على ارتياد نسب كبيرة من المرضى ومن مختلف الأعمار والأجناس لمراحيض المقاهي المجاورة بشكل عادي، ضاربين بعرض الحائط ضرورة التباعد الاجتماعي مع الغير، بالرغم من توفر المستشفى الميداني على مرحاضين للنساء ومرحاضين للرجال، الشئ الذي أرغم مسيري هذه المقاهي إلى إغلاقها مرغمين كإجراء احترازي واحتياطي، في ظل تنامي احتجاجات وشكوى الزبائن من هذه السلوكات التي تهدد صحتهم وسلامتهم.
لتبقى بذلك كل هذه السلوكيات والممارسات المشخصة بدون أي حلول تذكر، بمستشفى القرب سيدي مومن، ماهي إلا نموذج ومؤشر حقيقيا يبرز بشكل واضح وملموس بعضا من الأسباب التي ساهمت وتساهم بشكل كبير، في ارتفاع منسوب عدد الحالات المصابة بداء كوفيد 19، في ظل غياب أية رؤية وإستراتيجية من طرف الجهات الصحية المعنية، سواء بمندوبية الصحة بالبرنوصي خصوصا والذي يجعلها تتحمل المسؤولية فيما يقع بصفة مباشرة، أو بالمديرية الجهوية للدار البيضاء سطات عموما، للحد من هذه الأضرار، والتي تنذر بأن القادم سيكون أسوأ، في حال عدم الإسراع بإيجاد حلول عملية ومستعجلة..؟؟؟


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 20/10/2020