المغرب وإسبانيا يراهنان على الانتقال الطاقي وتحول سلاسل القيمة العالمية لتعزيز شراكاتهما الاقتصادية

قمة اقتصادية رفيعة ستكلل بتوقيع حوالي 20 اتفاقية اقتصادية 

سيكون التعاون بين الشركات المغربية والإسبانية والانتقال الطاقي، محور المنتدى الاقتصادي الذي سيجمع، غدا الأربعاء في العاصمة الرباط، بين كبار الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال المغاربة والإسبان. وإلى جانب هذا المنتدى الذي سيشارك فيه رئيس الوزراء الإسباني ورئيس الحكومة المغربي، سيتم كذلك انعقاد المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني.
وأفاد الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن هذا المنتدى يسعى إلى تشجيع شراكات اقتصادية جديدة بين المقاولات المغربية والإسبانية، كما يهدف إلى التسريع من وتيرة الاستثمار والاستثمار المشترك في القطاعات التي تكتسي طابع الأولوية.
وستدور أشغال الجلسة الأولى للمنتدى حول موضوع «كيف يمكن للشركات المغربية والإسبانية الاستفادة معا من الفرص التي تتيحها إعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية». وستعرف هذه الجلسة مشاركة نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب مهدي التازي ورئيسة الشركة التنفيذية الدولية مارتا بلانكو وممثلين عن «التجاري وفا بنك « والشركة الاستشارية المغربية «فاليانز» وشركة «إنديتكس» الإسبانية ومجموعة السيارات الإسبانية «جيستامب».
أما الجلسة الثانية من هذا المنتدى فستتمحور حول»الانتقال الطاقي والاقتصاد الدائري، القطاعات الرئيسية في الشراكة الاقتصادية المغربية الإسبانية»، وسيساهم فيها كل من المديرة العامة لغرفة التجارة الإسبانية، إنماكولادا رييرا، وممثلون عن منظمات وشركات من كلا البلدين.
ويأتي هذا المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني، على هامش الاجتماع رفيع المستوى بين رئيسي حكومتي البلدين، ليعزز مسار المصالحة بين المغرب وإسبانيا، حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات (حوالي 20 اتفاقية وبروتوكول)، كما أن هذه القمة ستوفر فرصة لمراجعة مجموعة من الملفات في سياق علاقات اقتصادية وثيقة ومتينة، والتي نمت بشكل أقوى خلال العام الماضي، ويتضح ذلك من انخفاض عدد المهاجرين غير الشرعيين بنسبة 26٪ ومن ارتفاع حجم المبادلات بين البلدين بنحو 30٪ .
وهو ما أكده جيراردو لاندالوس، رئيس هيئة ميناء خليج الخزيرات (APBA) حين قال للصحافة الإسبانية إن «الثقة تعافت بشكل واضح، بالنظر إلى مستوى التجارة بين إسبانيا والمغرب. وهكذا، تم تسجيل إجمالي 432250 شاحنة بضائع في عام 2022 على خط الجزيرة الخضراء طنجة المتوسط، مما أدى إلى نمو بنسبة 10 ٪ في التجارة بين كلا الشريكين» وأضاف «هذا هو ثاني أفضل عام في تاريخنا والعام السابع على التوالي الذي يتعامل فيه ميناء الجزيرة الخضراء مع حمولة تتجاوز 100 مليون طن». وتجدر الإشارة إلى أنه بعد رفع القيود الصحية بسبب كوفيد -19، أنهى ميناء طريفة العام ب790 ألف مسافر على الخط البحري الذي يربط أوروبا بطنجة.
ويذكر أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا تجاوزت منذ 2021 سقف 17 مليار أورو، وهو ما يعادل 180 مليار درهم، ما يعد أسرع تطور للمبادلات المغربية خلال العقدين الماضيين، حيث انتقلت قيمتها من 22,3 مليارات درهم سنة 2000 إلى 56.9 مليارات درهم سنة 2010، لتقفز إلى 132,7 مليارات درهم سنة 2017، ثم 144 مليار درهم سنة 2020. وقد تضاعفت المبادلات التجارية بين الرباط ومدريد خلال السنوات العشر الأخيرة، مع معدلات نمو تفوق 10 بالمائة في السنة منذ 2011. وبذلك أصبحت إسبانيا منذ 8 سنوات، أول ممون وأكبر زبون للمغرب.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 31/01/2023