قناة «DW» الألمانية تسلط الضوء على شغف المغاربة بكرة القدم

بثت القناة الألمانية dw شريطا وثائقيا حمل عنوان «شغف أمة.. كيف حقق رجال وسيدات المغرب نهضة كروية؟».
الشريط الوثائقي من إنتاج الإعلامي المغربي محمد مسعاد ويانا ماريا شيفر بث باللغتين العربية والإنجليزية، في انتظار أن يكون جاهزا باللغة الألمانية في القادم من الأيام، حيث تم فيه تسليط الضوء على الحدث الكروي الذي تألق فيه المنتخب المغربي لكرةالقدم في مونديال قطر، من خلال مقاربة الموضوع مقاربة شمولية، امتدت إلى عمق الأشياء، وعددت الأسباب، التي جعلت المنتخب المغربي لكرة القدم يحقق ما حققه، رفقة لبؤات الأطلس.
الشريط الوثائقي، جاء على خلفية تألق أسود الأطلس، من خلال المشاركة المميزة في مونديال قطر 2022،إذ استطاعوا أن يخلقوا المعجزة، ويجبروا الصحافة والإعلام قاريا، على الوقوف بالتحليل والإعجاب، أمام هذه الظاهرة التي أربكت كل الحسابات، خاصة بعد الانتصارات المتتالية على أعرق المنتخبات العالمية وأفضلها، وبالتالي الوصول إلى المربع الذهبي.
في هذه التظاهرة العالمية، تمكن المنتخب المغربي من تخطي المألوف، وأن يكون أول منتخب عربي وإفريقي ومن العالم الإسلامي أيضا، يحقق هذا الإنجاز في تاريخ كرة القدم.
هذا الإنجاز التاريخي جعل اسم المغرب يتردد في كل بقاع العالم، وعلى كل لسان، حيث سلطت الأضواء عليه في الإعلام، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بل جعل المغرب محط إشادات من الجماهير العربية والإفريقية وغيرها، ومما زاد من سطوع اسم المغرب في هذا المحفل القاري، هو الجمهور المغربي، الذي تمكن هو الآخر من أن يخلق الحدث بامتياز، وكان محط تقارير يومية للصحافة العربية والعالمية.
هذا الواقع الجديد، الذي سطره بمداد الفخر والتحدي، الناخب الوطني وليد الركراكي رفقة الأسود، أثار أيضا انتباه القناة الألمانية، فكان هذا الشريط الوثائقي، الذي لم يقتصر على تسليط الضوء على أسود الأطلس، بل امتد أيضا إلى المنتخب النسائي المغربي لكرة القدم، وهو أول منتخب عربي يتأهل لكأس العالم، متسائلا عن كيف نجح المغرب في تحقيق القفزة الكروية في الفترة الأخيرة ، وما دور الشغف الكبير للمغاربة بكرة القدم في ذلك؟ مع النبش أيضا في دور الجمهور المغربي في هذا الباب، وكذلك احتضان المغرب لأحد أكبر «الديربيات» العالمية.
التألق الذي حققته الكرة المغربية في مونديال قطر، يقول الشريط الوثائقي، كان الفضل فيه لأبناء المهجر الذين يعبرون بقوة عن ارتباطهم بالوطن ويقومون بزرع القيم النبيلة، حيث اختاروا الانضمام إلى وطنهم الأم، موضحا أن الجامعة الملكية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع، كان لها دور كبير في هذا الاتجاه، حيث استثمر المغرب في البنيات التحتية، مشيرا إلى صرف مايزيد عن 70 مليون دولار كاستثمارات منها بناء مركز محمد السادس بالمعمورة الذي يعتبر نموذجا عالميا.
وتطرقت القناة الألمانية إلى التطور السريع الذي شهدته كرة القدم النسوية المغربية، مذكرة بماحققته لبؤات الأطلس في كأس أمم إفريقيا بوصولهن إلى نهائي هذه التظاهرة الإفريقية أمام منتخب الكاميرون، مما جعل المنتخب المغربي يتأهل إلى كأس العالم الذي ستستضيفه أستراليا ونيوزيلندا هذه السنة 2023.
ورأت القناة الألمانية أن ما حققه المنتخب النسوي خلق تحولا كبيرا داخل المجتمع، باعتبار أن المغرب أول دولة عربية تشارك في كأس العالم، في انتظار
تحقيق إنجاز مغربي نسائي شبيه بما وقع بقطر 2022.
ووقفت القناة الألمانية على السر، الذي جعل الكرة المغربية بصيغة المؤنث تصل إلى ما وصلت إليه، إذ عزت الأمر إلى ما اعتبرته الخطة الجديدة التي تبنتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سواء من خلال الدعم المباشر للاعبات أو للأطقم التقنية، بحيث أصبحت لهم مداخيل مالية، علما أن أغلب اللاعبات ينتمين لأسر بسيطة.
كما وقفت ذات القناة على بعض التجارب المغربية خاصة من مدينة وزان باعتبارها مدينة محافظة، وكيف استطاعت لبؤات الأطلس أن يغيرن المزاج العام والنظرة المجتمعية في ممارسة الفتاة لكرة القدم، وهي النظرة التي سيكون لها، بلاشك، الأثر الإيجابي على ولوج الفتاة المغربية إلى عالم كرة القدم من بابه الواسع، في الوقت الذي كان هذا المجال حكرا على الرجال.
وخلصت القناة الألمانية إلى أن ماحققته المرأة المغربية في عالم كرة القدم، لم يأت من فراغ، بل هو راجع أيضا إلى ماراكمته على المستوى الحقوقي وغيره، معرجة على مكانة وداد الأمة ورجاء الشعب في خريطة الكرة بالمغرب، ودور «ألتراس» المشجعين، «غرين بويز» الرجاوي و»الوينرز الودادي»، وغيرهما.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 28/06/2023