العربي رياض
فيما يشنف مدبرو العاصمة الاقتصادية مسامعنا، باجتماعات في الفنادق، للحديث عن المدينة الذكية التي مازلنا لم نر من ذكائها، سوى الاكتظاظ وانتشار الازبال واحتلال الملك العمومي، ووسائل نقل لا تليق الا لحوادث السير وما إلى ذلك من مظاهر الحياة الصعبة على البيضاويين، تبقى قنطر اولاد زيان اكبر شاهد على كل تلك الافتراءات التي ينطق بها المدبرون، وكأنهم يبيعوننا الوهم.
هذه القنطرة شيدت قبل سنوات بواسطة الحديد، من أجل تسهيل عملية مرور المواطنين إلى المحطة الطرقية اولاد يزان، وقد فصل المدبرون في تقديمها لنا أثناءالتشييد تفصيلا، حيث اشعرونا،بأنها ستسهل على المارة، بلوغ المحطة، دون عناء قطع شارع اولاد زيان، الذي يعد من اهم شوارع العاصمة الاقتصادية، إذ لا تتوقف حركة المرور منه، واكدوا ان تشييدها تم بعد دراسة قبلية، تمت خلالها دراسة كل جوانب نجاعتها.
منذ، تشييدها، لم يعبر منها الا من انتابه فضول، ولا يقصدها، اي راغب في الوصول الى المحطة الطرقية، حيث يفضل جل الناس، مراوغة السيارات في هذا الشارع الخطير جدا، على اتخاذها معبر لاكبر محطة حافلات في المغرب، اذ منذ تشييدها احتلها المشردون والفارون من متابعة ما. وهي مقصد لمن لا يجد اين يبيت او من اراد تناول مخدر الشيرة، بدون ازعاج.
الخطير، ان هاته القنطرة اليوم، تحولت إلى واحدة من اهم مراكز التلوث بالعاصمة الاقتصادية، لم تقو على عبورها، من شدة روائح البول المتجمع في كل أنحائها، بدءا من الصعود الى النزول وقد تصيب هذه الروائح بأمراض مع مرور الوقت.
حالتها وصمة عار على جبين المدبرين الذين لم يفكروا في غسلها من تلك الاوساخ العالقة بها، والتي أضحت مقلقة، خاصة في الليل عندما تخف حركة المرور بشارع اولاد زيان.
مدبرون لم يتمكنوا من تنظيف قنطرة عبور معلقة، فوق احد اهم شرايين المدينة، مع ذلك تراهم في التلفزيونات يخرجون من الفنادق،ويتسابقون على التصريحات التلفزية ليتحدثوا عن مشاريع تبدو صعبة المنال. حالة هذه القنطرة، تبقى شاهدة على فشل تدبيري ذريع، وتسائل في نفس الوقت. بعض جمعيات المجتمع المدني، المهتم بالبيئة والذي لا يدق ناقوس الخطر، بخصوص موقع ظاهر للعيان وفي موقع استراتيجي، تحول الى مرحاض كبير في قلب الدار البيضاء