« لَا تُصَدِّقْ أَيَّةَ امْرَأَةٍ سِوَايَ. « محمود درويش ( تَعَالِيمُ حُورِيَّة.)
قَالَتْ:
سَأَلِدُكَ مِنْ جَدِيدْ.
بِقَلْبِيَ الْجَرِيحِ؛ سَأَحْضِنُ قَامَتَكَ السَّامِقَةَ؛
حَقِيبَتَكَ سَأَفْتَرِشُ؛ أَضُمُّكَ وَ أَمْنَحُكَ ثَدْيَيَّ
لِتَرْشُفَ لَبَنَ الْوَلِيدْ.
وَ لَنْ أَخْجَلَ مِنَ الْعُيُونِ … حَبِيبِي.
سَأَبْتَسِمُ لِوَجْهٍ؛ تَعَلَّمَتْ غَمَّازَتَاهُ مِنْ ثَغْرِيَ أُولَى الْقُبَلِ،
أَتَفَرَّسُ الْقَسَمَاتِ وَ أَنْسَى عَذَابِي.
سَأَتَشَمَّمُ رَائِحَتَكَ مِنْ جَدِيدْ،
كَادَتْ تَفْقِدُهَا الْخَلَايَا،
لَوْلَا عَرَقُكَ الْعَالِقُ بِقَمِيصٍ … أَهْدَيْتَنِيهْ.
سَأَعْبَثُ بِغُرَّةِ شَعْرٍ، تَجَعَّدَ بَدْءً عَلَى يَدَيَّ،
وَ فَرَكَتْهُ أَصَابِعِي بِمَاءٍ فَاتِرٍ.
قَالَتْ:
سَأَمْسَحُ دَمْعًا عَنْ عَيْنَيَّ …
مِنْ غَيْبَةِ سِنِينٍ تَحَجَّر وَ عَادَ مُذْ رَآكَ؛
سَأُطْعِمُكَ حَسَاءً،
أَنْفُخُ فِيهِ حَتَّى لَا يُؤْذِيكَ سُخْنُهُ.
عَنْكَ، سَأَنْزَعُ ثِيَابًا بَلَّلَهَا مَطَرُ مُقْلَتَيَّ؛
سَأُغَيِّرُ عَادَةَ نَوْمِكَ الْمُتَأَخِّرِ
وَ أَضَعُ رَأْسَكَ الصَّغِيرَةَ فِي دِفْءِ ذِرَاعَيَّ.
سَأَمْنَحُكَ كُوبَ لُوَيْزَةٍ، تَمْتَصُّهُ شَفَتَاكَ بِمِلْعَقَةٍ،
فَتَخْلُدَ لِرَاحَةٍ عَلَى صَوْتِيَ الرَّخِيمِ.
سَأَتَفَقَّدُ نَفَسَكَ
وَ أَنْتَ غَافٍ، حَتَّى لَا تَهُزَّكَ الْكَوَابِيسُ،
قَالَتْ.
سَتَحْمِلُ بَطْنِيَ بِكَ مِنْ جَدِيدٍ،
وَ لَنْ أَدَعَكَ تَرْحَلْ !!