كارثة حقيقية … الصحة مريضة بمكناس ثمانية مواليد جدد يلفظون أنفاسهم بمستشفى الأم والطفل بمكناس

لفظ ثمانية مواليد جدد أنفاسهم الأخيرة بمستشفى “بانيو” للأم والطفل بمكناس من بينهم توأمان في غياب تام للرعاية الطبية نتيجة غياب أطباء أخصائيين في طب الأطفال.
وحسب مصادر الجريدة فإن ممرضات مصلحة إنعاش المواليد الجدد والأطفال الخدج بذات المستشفى، وفي خطوة استباقية راسلن إدارة المستشفى تشعرها بغياب طبيب الحراسة ليلة الاثنين 23 دجنبر 2024 كخدمة إلزامية بالنظر إلى طبيعة المصلحة التي تستدعي تدخل طبيب اختصاصي للأطفال في أغلب الأحيان. وفي ذات السياق أخبرن المدير أنهن لا يتحملن مسؤولية فيما قد يقع خلال الحراسة في غياب طبيب مختص.
واستمرت هذه الوضعية وازدادت تفاقما منذ الجمعة الفائت 27 دجنبر 2024 وحتى الآن بعد ان وضعت طبيبات الأطفال بهذه المصلحة رخصا طبية تمتد إلى العاشر من يناير الجاري، ما يجعل هذه المصلحة الحيوية تشتغل دون أطباء اختصاصيين لإنعاش المواليد الجدد والأطفال الخدج لتعرف خلال أيام قليلة 8 وفيات ما يندر بكارثة حقيقية لم يسبق أن عرفها هذا المستشفى وفي زمن تنزيل المشروع الملكي بتعزيز الحماية الاجتماعية وتوسيع التغطية الصحية..
وحسب مصادر الجريدة فإن الطبيبات تبررن ذلك بالضغط الذي تعانين منه نتيجة الخصاص والنقص الحاد في أطباء الأطفال بالنظر إلى عدد الولادات التي تستدعي المتابعة والمواكبة والمراقبة، ونفس الشيء بالنسبة للممرضات ومساعدات العلاج بمصلحة إنعاش المواليد الجدد والأطفال الخدج التي لا تتوفر إلا على 14 آلة حاضنة Couveuses في حين يوجد حاليا أكثر من 42 من المواليد الجدد والأطفال الخدج، هذا بالإضافة إلى النقص الكبير في التجهيزات البيوطبية والمعدات التقنية الطبية لإنعاش هذه الفئة الحساسة والهشة منم المرضى وهي الوضعية التي وقفت عليها لجنة تفتيش جهوية منذ أزيد من شهرين دون أن يتغير الوضع.
وحسب ذات المصادر فإن الطبيبة الرئيسة للمصلحة راسلت مندوب وزارة الصحة بعمالة مكناس بتاريخ 23 دجنبر 2024 تخبره بالوضعية الكارثية للمصلحة لعدم إمكانية توفير استمرارية الخدمات الصحية بها، واستحالة القيام بالحراسة الإلزامية فيها من 23 الى 25 دجنبر نتيجة الخصاص الحاد في طب الأطفال، واستحالة توفير الاستشارة الطبية بمصلحة انعاش المواليد الجدد والأطفال الخدج بوجود طبيبة واحدة، وتخبره أيضا بعدم تحملها لأية مسؤولية فيما قد يقع بالمصلحة.
وجدير بالذكر أن سوء تدبير الموارد البشرية على مستوى مندوبية الصحة بعمالة مكناس جعل 5 مستشفيات لا تتوفر إلى على طبيبة واحدة مختصة بتصوير الأشعة (الراديو) وطبيب واحد مختص في الإنعاش والتخدير بمستشفى محمد الخامس، في الوقت الذي توجد غرفة العمليات بكل من مستشفى مولاي إسماعيل (الأنف والأذن والحنجرة – طب العيون والأمراض الجلدية) ومستشفى سيدي سعيد في عطالة تامة بسبب عدم توفرهما على طبيب مختص في الإنعاش والتخدير.
وبالنظر إلى هذه الوضعية الكارثية التي تعرفها مستشفيات مكناس، وللمزيد من التوضيحات ومعرفة الأسباب التي أدت تفاقم الوضع بها، ربطت الجريدة الاتصال بمندوب الصحة عدة مرات باعتباره أعلى رئيس تسلسلي لكافة الموظفين العاملين بالمندوبية وبالمصالح الاستشفائية وبمؤسسات العلاجات الصحية الأساسية بمكناس إلا أنه وكعادته لا يجيب، وبعثت له رسالة خطية عبر تطبيق واتساب لكن مع كامل الأسف لم نتلق أي رد منه .

 


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 08/01/2025