كبير عمي عن كتاب «ترافع عن العرب» لفؤاد العروي العالم واحد لا يتجزأ، والمعرفة هي مصلحتنا الكبرى

أكد المؤلف والمسرحي والأديب المغربي، كبير مصطفى عمي، في تقديم بعنوان «العالم واحد لا يتجزأ»، أن كتاب «ترافع عن العرب» للكاتب المغربي، فؤاد العروي، الذي صدر مؤخرا عن منشورات (Mialet-Barrault Editeurs)، يعد ترافعا «لإدماج العرب في التاريخ الكوني، لاسيما تاريخ العلم والفلسفة، وذلك حتى يجد الجميع -من جديد- مكانهم.
وأضاف عمي أن مؤلف «ترافع عن العرب» يناضل من أجل إدراج العرب «في السرد الأوروبي»، كما يترافع من أجل أن يستدرك العرب القرون الضائعة من خلال تحديث لغتهم والانفتاح على نطاق أوسع على العلوم.
وكشف الروائي المغربي أن «ترافع» هو كتاب عالم متبحر يتلاعب بتاريخنا البشري من جهة إلى أخرى. ولا يدخر شيئا. في فضاء شاسع بأبعاد الكوكب يدور حوله. هناك العديد من المؤلفين، والأعمال… إنه برج بابل حقيقي».
وكتب عمي في هذا النقد أن العروي «لديه أناقة في الكتابة لا تنحني سوى أمام الدقة والسخرية. إنها سخرية لاذعة وحميدة. إذ ينأى عن الانغماس في نقاشات عقيمة أو تصفية حسابات. وهذه هي قوة هذا الكتاب (…)».
وسجل الكاتب المغربي أن العروي يدرك أن الأمر يتطلب مجهودات كبيرة للتخلص مما يبدو أنها لعنة، ولكنها من أولها إلى آخرها، من عمل الإنسان لا غيره.
وأكد عمي قائلا «نحن بحاجة إلى الكتب. والمزيد من الكتب. كتب تسير في اتجاه هذا الترافع. كتب ترى أفقا مشتركا للبشرية. هذه هي المعركة الوحيدة التي يجب أن نقاتل من أجلها بلا كلل، على جميع الجبهات. حرب على الجهل»، مشيرا إلى أنه يتعين علينا أن نقول ونعيد إن العالم واحد لا يتجزأ، وإن المعرفة هي مصلحتنا المشتركة.
ولفت إلى أنه بهذه الطريقة فقط يمكننا إعطاء المعنى الكامل للقول المأثور البسيط والعميق الذي يحمله، عاليا، كتاب العروي: «أستطيع القيام بأشياء، وتستطيعون القيام بأشياء أخرى؛ ولكن معا يمكننا القيام بأشياء عظيمة».
وقد كتب العروي في مقدمة الكتاب، الذي يقع في 304 صفحات، إنه تم إنجاز  هذا المؤلف «لأن هناك شيئا يثير الإزعاج عندما نجد أنفسنا بين نارين، يوميا، ومنذ عقود. فهناك  من جهة العنصرية والجهل وأولئك الذين يخلطون بين «العرب» و»الإسلاميين»، ومن جهة ثانية، بعض العرب الذين يسهلون مهمة هؤلاء بعقلهم الضيق أو تعصبهم الديني» يذكر أن العروي صاحب «أسنان خبير المساحة» و»المنتحل الصغير» و»أيّ حب مجروح» و»المهبول» و»عام عند الفرنسيين»، حصد جائزة غونكور للقصة عام  2013 عن مجموعته القصصية «قضية بنطال داسوكين الغريبة»، وفاز بجائزة جان جيونو 2014 عن روايته «محن السجلماسي الأخير»، كما قلد ذات العام بالميدالية الكبرى للفرانكوفونية من الأكاديمية الفرنسية.


بتاريخ : 27/05/2021